أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لا تخافي أدوات هذا “الجمع” يا قدسُ

طه محمد اغبارية
من خلال استقراء لأدوات الحرب التي استخدمها “الجمع” أو “الحلف” العربي-الإسرائيلي الأول، لمحاربة المشروع الإسلامي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي تحدثتُ عنه في المقالة السابقة، يمكن أن نلخص أدوات حربهم بما يلي:
أداة التعذيب والمطاردة المخابراتية. وقد أمعنوا في ذلك ضد الصحابة والصحابيات في العهد المكي. وما قصص سمية وعمار وبلال وخبيب وياسر وصهيب وزِنِّيره عنا بمجهولة.
أداة الحصار الاقتصادي والتجويع، حيث أفحشوا في استخدام تلك الأداة ضد كل أتباع المشروع الإسلامي؛ سواء كانوا رجالا أو نساء، وصغارا أو كبار. وقد حدث ذلك في مكة المكرمة بما عرف تاريخيا بحصار شِعْب أبي طالب. ثم حدث ذلك في المدينة المنورة خلال غزوة الأحزاب.
أداة التشكيك في المشروع الإسلامي ومحاولة شيطنته وشيطنة أتباعه، وبث الإشاعات المضللة عنه، حيث واصل ذاك “الحلف” العربي-الاسرائيلي استخدام هذه الأداة منذ أول لحظة صدع فيها المشروع الإسلامي بالحق في العهد المكي، ثم العهد المدني. فهو “الحلف” الذي قال كاذبا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ساحر وشاعر ومجنون وأبتر، وإنه جاء لشق وحدة “الصف الوطني” في مكة. وهو الحلف الذي سعى كاذبا لإلصاق كل نقيصة بأتباع المشروع الإسلامي.
أداة الطعن في أعراض أتباع المشروع الإسلامي دون استثناء أحدٍ منهم. ولذلك حاول ذاك “الحلف” الطعن بعِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما عُرف تاريخيا بحادثة الإفك. ولم يتردد الشاعر اليهودي كعب بن الأشرف بالتغزل بالصحابيات في شعره. وكشف بعضهم عن عورة بعض الصحابيات في سوق بني قينقاع في المدينة المنورة.
إفشاء أجواء الخلاعة والمجون والانحلال بواسطة نشر الخمر والميسر والمعازف والقيان في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإتاحة الفرصة للنساء أن يطُفْنَ عاريات حول الكعبة، ونصب بيوت البِغاء علانية في مكة المكرمة، وترويج تجارة الزنا علانية فيها.
استباحة فرض الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي، واحتكار الثروات بيد قيادة قريش في مكة المكرمة، وبيد تجار اليهود في المدينة المنورة، وشرعنة الربا وامتصاص حقوق الأيتام والنساء والكادحين.
أداة الحرب السياسية؛ وذلك بصناعة أوسع حلف عربي –إسرائيلي يضم أكبر عدد من القبائل العربية واليهودية ضد المشروع الإسلامي، منذ بداياته في مكة المكرمة فصاعدا.
تبني أداة الاغتيالات الشخصية، حيث حاول هذا الحلف اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العهد المكي، ثم في العهد المدني. وتفصيلات ذلك في كتب السيرة النبوية العطرة. ثم هو الحلف الذي اغتال أبا بكرٍ الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم، ثم مجموعة من الخلفاء والسلاطين المسلمين العُدول.
أداة الحرب العسكرية؛ حيث حاول هذا “الحلف” القضاء المبرم على بدايات انتقال المشروع الإسلامي من مرحلة “الدعوة” إلى مرحلة “الدولة”، بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فكانت معارك بدرٍ وأُحد والأحزاب وحُنين.
استقواء هذا “الحلف” بالقوى العالمية التي كانت تفرض سطوتها العالمية عند بدايات ميلاد المشروع الإسلامي في مكة المكرمة. لذلك كانت محاولة متواصلة من القوة الفارسية الكسروية، والقوة الرومية القيصرية لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو القاء القبض عليه حيًّا ونقله إلى بلاط كسرى. وكانت تحركاتٌ من قبل الروم للقضاء على الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فكانت نتيجة ذلك معركتا تبوك ومؤتة، ثم تواصلت المعارك على عهد الخلفاء الراشدين فصاعدا.
إصرار هذا الحلف على فرض سيادة قرشية باطلة على مكة المكرمة بعامة، والمسجد الحرام بخاصة، ومنع أتباع المشروع الإسلامي في نفس الوقت من دخول مكة المكرمة والعبادة في المسجد الحرام. وظل هذا الاحتكار الديني الباطل حتى فتح مكة المكرمة.
هذه هي باختصار الأدوات التي تبناها ذاك “الحلف” لمحاربة المشروع الإسلامي والإبقاء على امتيازات قريش وامتيازات قبائل بني إسرائيل في الجزيرة العربية. وقد تحدثتُ عن ذلك سابقا. وقد أنفق ذاك الحلف الكثير من أمواله، وضحى بالكثير من رجاله في سبيل استئصال المشروع الإسلامي. ومكر مكرَهُ وإن كان مكرُه لتزول منه الجبال، ولكن المشروع الإسلامي- بفضل الله تعالى وتأييده- انتصر على ذاك “الحلف”، وقضى قضاء مبرما على افساد بني إسرائيل الأول الذي تحدثتْ عنه سورة “الإسراء” والذي قامت به قبائل بني إسرائيل؛ أحدُ رُكنَي ذاك “الحلف”. ونجح المشروع الإسلامي في تحرير مكة المكرمة والمسجد الحرام من الاحتلال العربي؛ الركن الثاني من ذاك “الحلف”. ثم عاد هذا “الحلف” اليوم بثوب جديد. فقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكون من قريش، التي كانت تمثل الشق العربي في ذاك “الحلف”، ومن قبائل بني إسرائيل، التي كانت تمثل الشق الإسرائيلي في ذاك “الحلف”. وكانا يَلقَيان المؤازرة الدولية من مملكتي الفرس والروم. وأما اليوم فإن كلا من السيسي وابن سلمان وابن زايد وابن خليفة البحريني باتوا يمثلون الشق العربي في “حلف ” اليوم. وبات المشروع الصهيوني وذراعه التنفيذية؛ المؤسسة الإسرائيلية، يمثلان الشق الإسرائيلي في “حلف” اليوم، وباتا يَلقيان المؤازرة من روسيا وأمريكا وأوروبا الرسمية ومن يدور في فلكهم. والناظرُ بإمعان إلى “حلف” اليوم يجد أنه بات يستخدم نفس الأدوات التي استخدمها “الحلف” الأول، لمحاربة المشروع الإسلامي شبرا بشبر وذراعا بذراع. وكأن “حلف” اليوم قد توارثها عن “حلف” الأمس، أو كأن حلف الأمس أوصى بها “حلف” اليوم، ولكن بأسلوب منظم وأدق، وبامتداد عالمي أوسع، وبأساليب عصرية مدمرة، وبقوة إعلامية فتانة، وبنفوذ اقتصادي وسياسي وعسكري رهيب، وبغطاء مستحدث اسمه “هيئة الأمم المتحدة”.
وهذا يقول إن محصلة إفساد هذا الحلف اليوم لتزول منها الجبال!! ومع ذلك لا تخافي أدوات جمعهم يا قدس، فحلفهم باطل وأدواتهم باطلة. ولذلك فإن حلفهم إلى زوال وأدواتهم إلى زوال. وستشهد الأيام القريبة القادمة القضاء على إفساد هذا الحلف الذي يمثل الإفساد الثاني الذي حدّثتْ عنه سورة “الإسراء”، بإذن الله تعالى، وعسى أن يكون قريبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى