أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

النكبة وبؤس المثقف العربي

صالح لطفي- باحث ومحلل سياسي
في كل عام تحتفي فيه المؤسسة الاسرائيلية والاسرائيليون باستقلال دولتهم يقابل ذلك استذكار الشعب الفلسطيني للكارثة التي حلت به، يستذكر النكبة الفلسطينية وما حلَّ بالشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وشتات، فقد قامت اسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني الذي هُجِرَ بأوامر اممية وبتعاون من دول عربية ونفذتها عصابات يهودية. عمليا كان حل المسألة اليهودية عبر خلق النكبة الفلسطينية.
يوم الاربعاء الفائت 15.5.2017، استذكر الفلسطينيون في الضفة الغربية والقطاع والداخل، وفي كافة اماكن تواجدهم نكبتهم وخرج عشرات الالاف ليستذكروا هذا الحدث الجلل الذي غير رأسا على عقب حياة الشعب الفلسطيني وجعله شعبا مشردا متسولا يستجدي الدول الكبرى والدول العربية الغنية ومحاصرا تدبر له المكائد كل حين لإبقائه تحت رحمة المعونات الدولية والعربية.
في ذلك اليوم- الاربعاء الفائت- خرج علينا كالعادة من كل عام عديد المفكرين والاعلاميين الإسرائيليين يتحدثون عن اختلاق النكبة زاعمين ان ما حدث مع الفلسطينيين شيء طبيعي في ظل الحروب التي وقعت، وأن الفلسطينيين خرجوا بكامل ارادتهم دون ضغط من أحد، وأنَّ كلَّ ما في الامر انهم هربوا من فحيح القنابل والحرب ولم يعودوا، وأن هذا شيء طبيعي يحدث في كل الحروب.
لا يمكنني ان أجدّ اسخف واشد تهافتا من هذا القول لولا أن بعض الانبطاحيين من المثقفين والاعلاميين العرب ممن سلموا انفسهم لسادتهم في تل ابيب وواشنطن، يرددون هذا التهافت من الكلام ويزيدون عليه أننا بعنا ارضنا ووطنا للوكالة الصهيونية، وأنَّ القيادات الفلسطينية في تلكم المرحلة المبكرة تعاونت مع النازية، فهم يتبنون الرواية الاسرائيلية بالكامل، فنحن من هربنا من أرضنا ونحن من بعنا هذه الارض ونحن من خسرنا المعركة ونحن من اعتدى على الصهيوني الخارج لتوه من مذابح النازية الهتلرية والفاشية الأوروبية، ونحن من نضيع فرص السلام التي يعرضها علينا الاسرائيليون صباح مساء.
لا تكمن خطورة ترداد هذا القول السفيه بأن المتحدث به اسرائيلي فهو يريد أن يحافظ على وجوده، ومن اجل ذلك تشكل جيش من الرواة الذين اتقنوا فن التزييف والتكذيب وخلق روايات تتساقط تترا أمام منطقي العقل وحقائق التاريخ.
تكمن الخطورة اننا امام عدد متزايد من المثقفين العرب المتصهينين ممن فقدوا البوصلة كلية سواء في السياسة او المصلحة أو الاخلاق، وفي عصر تُعتَمدُ القوة والمال اساسا لتسيير المصالح وتحديد ماهية العلاقات بين الامم والدول فبالقطع يُداسُ على المستضعفين في مثل هذا المنطق، ولذلك يحدث ما يحدث للمستضعفين الروهينغا والأغور في الصين والاقليات المسلمة في اصقاع الأرض، إذ لا بواكي ولا نصير لهم.
المثقفون العرب الذين ذكرت بعضا من مآثر تصريحاتهم لا يرعوون ويسدرون في غيهم الفكري والثقافي، وكلما سنحت لهم الفرصة ضربوا عن قوس واحدة الكل الفلسطيني، كان آخر ضرباتهم اعتبار المقاومة في القطاع والشيخ احمد ياسين ورموزها الشهداء ارهابيون، وأن الشعب الفلسطيني ضيع فرص السلام التي سنحت له، مما يعني بالضرورة في منطق المقابلة القول إن القيادات الاسرائيلية هم حمائم سلام وطلاب حياة وليسوا محتلين لأراض قررت الامم المتحدة انها فلسطينية، وهذا الكلام يبين لنا حجم الازمة الاخلاقية فضلا عن الفكرية التي تمرُّ بها العديد من القوى الاعلامية والفكرية والسياسية العربية المأزومة راهنا.
معلوم أنَّ المثقفين المغتربين المتفرنجين في الامم المأزومة هم الأشد خطرا عليها من المستعمر بسبب ما يروجونه من أفكار وطروحات تدفع مع مرور الوقت لاستبطانها وجعلها مسلمات، وهذه الوضعية هي الأمثل لبقاء المستعمر، فيما امثال هؤلاء يقتاتون على فتات يمنحهم اياه ممثلا بمئات ملايين الدولارات والعديد من المكتسبات المباشرة التي تنتهي مع انتهاء خدماتهم لأسيادهم.

صفقة القرن وتجديد النكبة
تكمن أهمية الحديث عن النكبة دائما وليس فقط كلما عادت الذكرى السنوية لتأكيد أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، وأنّ النكبة بالنسبة لنا نحن الفلسطينيون ليست مجرد حدث عابر في تاريخ الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة والعالم، فنحن الشعب الوحيد في العالم في القرن العشرين الذي دفع حياته ثمنا لبقاء وحياة شعب آخر لما يتخلق بعد.
النكبة بالنسبة لنا حدث مؤسس له ما بعده خاصة بعد انهيار المنظومة العربية وترهل الشعوب العربية، والتزام عديد قيادتها اكعاب القيادات الغربية من اجل بقائها إذ المسألة عندهم مسألة وجود وبقاء.
يُخطط للشعب الفلسطيني مجددا أن يدفع ثمن بقاء الحكام العرب على كراسيهم، مقابل بقاء اسرائيل وذلك عبر ما يسمى صفقة القرن التي من المؤكد انه قد تم بلورتها في المختبرات الصهيونية ووكلت واشنطن بالعمل على تنفيذها وألزمت الأخيرة قطعان العرب السائبة ممن فقدت كرامتها الوطنية والحد الادنى من العروبة بتمويلها.
في صفقة القرن قال الشعب الفلسطيني كلمته الفصل وكانت “لا” الكبيرة قبل أن يتعرف على تفاصيلها، وكانت هذه اللا هي الجواب لكل محاولات الشد والضغط والابتزاز الامريكية والعربية على الفلسطينيين لتنفيذها، وواضح ان رفض الشعب الفلسطيني لهذه الصفقة يعني أن القضية الفلسطينية لن تسقط عن جدول الاعمال ولا عن اجندة الساعة مهما بلغ حجم الحرج الذي ستؤول اليه هذه القضية المركزية الثاوية في نفس وعقل كل عربي ومسلم. فقد أثبتت الاحداث الاخيرة التي عصفت في منطقتنا سواء في ربيعها العربي او الردة عليه من قبل الحكام، أنها البوصلة التي توجه الامتين العربية والفلسطينية.
إذا كانت صفقة القرن هي نكبة جديدة في ظل صراع الحضارات القائم، فإن تمريرها عربيا يعني اننا امام مرحلة جديدة تؤذن بانتقال الادوار في حركة الحياة السياسية في منطقتنا خاصة وأننا أمام ظهور قوى إقليمية تتعاظم باستمرار وما اخبار تركيا وإيران عنا ببعيدة.
النكبة وبؤس المثقف العربي
إذا كانت الحركة الصهيونية قد أحيت رمم التاريخ اليهودي المبعثر في اصقاع الأرض، واستثمرت مذابحه في اوروبا التي تشي بعض الدراسات الى تورط رموزها في تلكم الجرائم لخلق منفذ لإعادة سبك اليهود من جديد بعدئذ طال أمد شتاتهم في الأرض، ونجحوا في إحالة مآسي اليهود الى برنامج لتحقيق منجز سياسي، وجعلوا الكارثة النازية سُبةَّ في جبين الإنسانية، ثم قارفوا وقاربوا تلكم الجرائم على أرض فلسطين، واحتكروا المحرقة والمذابح، أفلا يستطيع المثقف العربي بغض النظر عن هويته الدينية والثقافية والأيديولوجية، والمثقف الاسلامي بغض النظر عن المدرسة التي ينتمي اليها أن يجعل من القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الامة العربية والاسلامية التي تفوق في مأساويتها ما حلَّ باليهود وغيرهم في المئين الأخيرة، أن يجعل من هذه القضية سؤال الاخلاق والقيم المعاصرة- في ظل تنامي فلسفة الانسان وتعظيم كرامته- الذي يحاجج به الغرب المتشدق بحقوق الانسان والعدالة والكرامة؟
لماذا فشل المثقف العربي والمثقف الاسلامي على حد سواء في إحالة النكبة الفلسطينية الى سؤال اخلاقي يؤرق الغرب من سياسيين وفلاسفة ومفكرين؟ ولماذا فشلوا كذلك في تحويل النكبة الى ذخر استراتيجي معرفي وفكري وثقافي يواجهون فيه الصهيونية والغرب على حد سواء عبر أسئلة التاريخ والفلسفة والقيم المعولمة والمرتبطة بالحقوق وتحطيم منطق القوة وتعريته نهائيا بعدئذ ارتضت اوروبا ان تجعل مسائل الحقوق علما عليها ومؤشرا على علوها الحضاري؟ ولماذا فشلنا جميعا في استنهاض الامتين العربية والاسلامية لإعادة الامور الى نصابها بعدئذ تبين للجميع ان معيار النصر والهزيمة بين المشروعين الغربي بكل تجلياته والعربي القومي والاسلامي بكل تنوعاته يتموضع في نقطة ارتكاز اسمها القدس والقضية الفلسطينية؟، ولماذا وقفنا جميها ندافع ونرد الروايات الغربية الصليبية المتصهينة ووقع العديد من المثقفين العرب في فخ تلكم الادعاءات الى درجة ان بعضهم اليوم يطالب بالتعاضد والتحالف والتنسيق المطلق مع اسرائيل ضد الفلسطينيين منسلخا عن عروبته ودينه؟.
لماذا فشلنا في قراءة العقلين الصهيوني واليهودي من جهة والاوروبي بكل مسلكياته الفلسفية وارتباطهم ودور ذلك كله في النكبة واستمرارها الى هذه اللحظات؟
في تصوري السبب يعود الى الحاضنات الشعبية- المدنية والرسمية بكل مركباتها وكلما تغولت الدولة ومؤسساتها وسيطرت على مساحات واسعة من الفضائين الثقافي والأكاديمي، كلما تضاءلت مساحات البحث والاجابات على الاسئلة المذكورة لصالح الروايات الصهيونية والغربية.
العديد من الكتاب العرب- دون أن اعمم بلد بعينه- يعانون من أزمة رؤية تتعلق بموضوعي النكبة والقدس باعتبارهما ثنائي القضية الفلسطينية. هؤلاء المثقفون لا يربطون- إلا القليل منهم- بين الراهن السياسي وحاضره العام- من تداخلات الوضعيات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والتعليمية والتربوية والثقافية- بالتاريخ والمستقبل وعلاقات كل ذلك بمنظومات القيم والايديولوجيا والمصالح ودور الدين كموروث حضاري في هذه القضية وكيف تمَّ تكيفه لصالح المنتصر فيما بعد الحرب العالمية الاولى، تلكم الحرب التي مهدت الطريق لقيام اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وجودا وحضارة وسياسة.
تتجلى الكارثة الثقافية بأبشع صورها عندما ينكر مثقف عربي النكبة من جهة او يحمل مسؤوليتها للضحية ولست هنا في باب المناكفة مع هؤلاء الذين يخجلون- مثلا- من باب المقارنة فقط أن يحملوا مسؤولية المذابح التي تعرض لها اليهود في اوروبا للحركة الصهيونية وقياداتها، ولست مستعدا لطرحها اساسا من باب أخلاقي وذلك احتراما لتلكم الانفس المعذبة التي ازهقت من اليهود لا لسبب الا لأنهم يهود علما ان عديد المؤرخين يطرحون هذا السؤال وبقوة؟
ثمة ثلاثة قضايا في تصوري مترابطة تكشف عوار المثقف العربي خاصة أولئك الحاملين خطاب الكراهية لكل ما هو فلسطيني، فهذه الزمرة من المثقفين تحملنا المسؤولية عن النكبة متناسين عن عمد او عن قلة إدراك حقائق تاريخية تحدثت عن كيفية حدوث النكبة ومتجاوزين لأزمنتها وسردياتها، وهذه النخب المتغربة تطالبنا كفلسطينيين بغض النظر عن هوياتنا الأيديولوجية والسياسية تطالبنا جميعا ان نقبل بالأمر الواقع، وأن نتعايش معه ووفقه على قاعدة الموجود خير من المفقود.
القضية الاولى ارتهان هذه الطبقة المثقفة للمول الذي يمنحها المال- إكسير الحياة- فهؤلاء يسيرون مع الممول حيث سار وحيث تهب رياحه، وقد صار من المعروف ان الاموال التي تمول عالم الكتاب والباحثين ومراكز ابحاثهم مصدرها واحد من ثلاثة، الدول العربية الغنية، الغرب سواء الاتحاد الاوروبي أو الولايات المتحدة وروسيا والصين، وتركيا وإيران دخلت على هذا الخط حديثا، وجمعيات تتبع لحركات سياسية دينية أو مستقلة.
ومعلوم أن الممولين العرب والاجانب لهم اجنداتهم التي تخدم مصالحهم السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وهؤلاء يطالبون من يمولونهم بالترويج لصفقة القرن، واهميتها وضرورة قبولها.
والقضية الثانية، أن معظم هؤلاء الكتبة، هم من خريجي المدارس الاوروبية والامريكية الليبرالية التي في الاصل نَظّرت لقيام اسرائيل ولا تزال تعمل على طرح عديد الافكار والتصورات التي تضمن بقاء اسرائيل آمنة قوية عزيزة الجانب، وهؤلاء الذين تربوا في تلكم المحاضن الفكرية والثقافية والفلسفية لا يرون بأسا في تبني نظريات تلكم المؤسسات والمراكز والجهويات، ولا يستحيون من طرحها علنا وفلسفتها.
والقضية الثالثة أن قسما من هؤلاء الكتاب قد أصيب بانتكاسات متتاليات من تصرفات وسلوكيات بعض القيادات الفلسطينية التي أحالت القضية الفلسطينية الى مفقسة للأموال والمتاجرة بها فرأوا أنَّ الأسلم هو القبول بالراهن المعاش انقاذا للشعب المشتت الذي يتاجر بآلامه عديد القياديين “التاريخيين” والمتسلقين، إلى جانب أن تاريخ الاستبداد العربي ارتبط بالقضية الفلسطينية حيث جعلها مشجبا لإبقاء سيطرته على الشعوب ونهب مقدراته مما خلق ردة فعل سلبية. وهؤلاء وإن كنت شخصيا أتفهمهم ألا أنني لا أجد لهم عذرا بتبني سياسات تعمدُ الى دفن القضية الفلسطينية وتأبينها فيما لا يزال رواتها أحياء ينافحون ويجاهدون ويقدمون كواكب الشهداء منذ النكبة الى اليوم، ولا يعقل شطب قضية قدمت أكثر من 110ألف شهيد وأكثر من مليون جريح وأكثر من مليون معتقل منذ قيام اسرائيل والى لحظة كتابة هذه المقالة.
مواجهة الردة
ثمة حاجة اليوم الى قيام مجموعات من الاكاديميين والمثقفين والكتاب الفلسطينيين لتبيان حقيقة النكبة، وكشف بعض من استارها المرتبطة بالقيادات العربية ودورهم “التاريخي” في نكبة الشعب الفلسطيني وخلق حالة متجددة من المواجهات على اكثر من جبهة وجهة مع من يسعون لنفي الرواية الفلسطينية وطمس القضية الفلسطينية، وهذا يتطلب جهودا ومثابرة وعملا منظما يقتحم استار المثقفين العرب بجرأة كما يقتحم اسوار المثقفين الغربيين والإسرائيليين، محملا بروايات حقيقية تتطلب تثبيت الرواية الفلسطينية التي تناقلها الاجداد وكشفت حجم الجريمة كما تتطلب اقتحام عقبة الاراشيف الغربية المليئة بالأسرار، واقتحام متجدد لعالمي السينما والمسلسلات لتجديد التغريبة الفلسطينية من زوايا مختلفة، فنحن لسنا شعبا ضائعا فاقد الهوية رغم ما يحدث معه من قتل وذبح كان آخرها مجازر نظام بشار في سوريا. إنَّ غشاوات المواقف المُسبَّقة من القضية الفلسطينية ومن الفلسطينيين عموما عند العديد من المثقفين العرب، جعلتهم لا يبصرون تداعيات النكبة الفلسطينية محليا وإقليميا ودوليا وأمميا، ولا يدركون الابعاد الكونية المتحصلة من النكبة بمعناها السياسي والاستراتيجي فوجود اسرائيل على ارض فلسطينية لا يعني فقط انتصار المشروع الصهيو-صليبي بل يعني تجدد الاستعمار وتغذيته بمادة حيوية جديدة يكون حكام العرب وسوائب المثقفين العرب المرتبطين بهم، جزءا أساس منها فضلا عن مقدرات بلادهم التي لا يستفيد منها الا النخب والجيش والدولة العميقة المرتهنة للمحور المعادي للامة ومستقبلها.
بناء على ما ذكرت تكون نكبة الشعب الفلسطينية ليست نكبة فلسطينية بل وايضا نكبة عربية واسلامية ويشارك فيها من أشرت إليهم من المرتهنين والذين ارتضوا ان يكون من الفسطاط الغربي، إذ النكبة من هذه الحيثية تمايز بين الناس كافة، فالأفريقي أو الامريكي أو اليهودي المناصر للحق الفلسطيني بالعودة وتحقيق المصير، لا يمكن موازاته بالعربي والمسلم الذي يرى بالنكبة قصة عابرة “سالفة” انتهت والضرورة تقتضي التماهي والسير مع الموجود والراهن، وبهذا تكون النكبة حاضرة باستمرار تقسم الناس الى مناصر للحق والعدل، ومعاد له، ففي حين يتبنى المعادون للحق الفلسطيني الروايات التوراتية والصليبية ويدخل الدين والايديولوجيا والمصالح في اعتبارات تلكم المعاداة، فإنه يَحْرُمُ على المناصرين للقضية الفلسطينية ولحق العودة تبني نفس السياسات والاسباب فإذا دخل الدين والعقيدة في مناصرة الحق الفلسطيني استحال المناصرون الى جماعات إرهابية أو متطرفة، وفي أحسن الأحوال الى جماعات متشددة وهؤلاء يلاحقون في ديارهم وكل اصقاع الارض، وهذا من معالم النفاق التي تكشف عنها باستمرار القضية الفلسطينية والنكبة، فكلاهما فاضحتان للمواقف العربية والدولية، وكلاهما يضعان المؤسسات الاممية على المحك والميزان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى