أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

سقوط عروس البحر… 71 عاما على احتلال حيفا

يصادف اليوم الجمعة الـ 22 من نَيْسان، الذّكرى الـ71 لسقوط مدينة حيفا، التي سقطت بأيدي المنظّمات العسكريّة اليهوديّة في نَيْسان 1948.
فرغم أنّ حيفا شهدت أحداثًا جمّة، سياسيّة وعسكريّة، نظّمتها القيادة العربيّة الحيفاوية آنذاك، لمواجهة خطر احتلال حيفا وتهجير سكًانها وصدّ هجمات القوّات اليهوديّة المنظّمة ضدّ الأحياء العربيّة وسكّانها، إلّا أنّ المؤامرة كانت كبيرة والثّمن كان باهظًا جدًا.
فقد كان في حيفا يومها حوالي 70 ألف عربيّ فِلَسطينيّ تمّ ترحيلهم، أو رحلوا لسبب اشتداد المعارك على أطراف المدينة واعتماد المنظّمات اليهوديّة العسكريّة على ترهيب الأهالي عبر القنص وتفجير البيوت وطرد النّاس من أحيائهم.
تعرّضت حيفا، كغيرها من المدن والقرى الفِلَسطينيّة، إلى نكبة وتطهير عرقيّ، حيث عاش سكّان حيفا العرب الأصلانيّين النّكبة كما عاشوا التّهجير بأنفسهم.. فبعد أن أتمّت “الهاجاناه” احتلال حيفا، وتنفيذ أوامر بن غوريون بتشريد سكّانها العرب، الّذين لم يبقَ منهم سوى نحو ثلاثة آلاف إنسان!.
نكبة حيفا عام 1948
ما أن صدر قرار التقسيم رقم 181 عن الأمم المتحدة حتى باشرت المنظمات العسكرية اليهودية في التحرك لاحتلال حيفا. وحيفا وفقا لهذا القرار الجائر وقعت في حدود الدولة اليهودية. وكان هذا كافيا للمنظمات العسكرية اليهودية لتهب وتقاتل من اجل فرض سيطرتها على حيفا وسواها من مدائن فلسطين.
ونفذت المنظمات العسكرية اليهودية مسلسلا من العمليات الارهابية في الأحياء العربية، وقتل عشرات من الفلسطينيين الأبرياء جراء هذه العمليات، ولم يحرك الانجليز ساكنا، ولم يوفروا حماية للمواطنين. وازدادت حالة الفوضى التي خلقها اليهود وانتجوها بغية احتلال حيفا وتحويلها إلى مدينة يهودية.
وشرعت قوات من المنظمات العسكرية اليهودية بقصف متواصل لأحياء حيفا العربية مستخدمة أنواعا كثيرة من الاسلحة، بما فيها اسلحة كيماوية وقنابل ضخمة. ودب الرعب والخوف في قلوب مئات من العائلات العربية مما حدا بها إلى النزوح عن حيفا ريثما تهدا الحال. وسعت قيادات حيفا إلى تشكيل قيادة ميدانية تنظم عملية الدفاع عن المدينة، ولكن لم تتوفر لها الأموال ولا السلاح، وكان عدد المقاومين والمناضلين قليلا مقارنة مع اليهود. وحاولت القيادة العربية الحيفاوية الحصول على السلاح من سوريا ولبنان، إلا أن كمينا يهوديا نصب في طريق القافلة المحملة بالسلاح عند قريات موتسكين ففجر قائدها حمد الحنيطي نفسه ورفاقه كي لا تقع بيد اليهود. ولما بلغت اخبار التفجير مسامع الأهالي هرع كثيرون غلى الميناء وإلى الجهات الشرقية طلبا للحماية.
وجرى تنسيق دقيق بين قائد الشمال البريطاني الجنرال ستوكويل وقيادات الهاغاناه لتسليم المواقع الحساسة التي كانت تحت إمرته إلى قيادة الهاغاناه، استنادًا إلى قرار حكومة لندن بإنهاء الانتداب البريطاني وتحويل القضية الفلسطينية إلى أروقة الأمم المتحدة. وهكذا أهدى الانجليز إلى المنظمات العسكرية اليهودية مجانا أهم المواقع في حيفا. ثم اخلى الانجليز قواعدهم ومعسكراتهم في حيفا، والتي استولى عليها اليهود للحال.
ووضعت قيادة الهاغاناه خطة دقيقة محكمة للسيطرة على المدينة أطلقوا عليها اسم “مسبرايم”(المقص)، ومضمونها: انقضاض فرق من الهاغاناه من منطقة الهادار باتجاه حي وادي النسناس والبلد التحتا بعد تصفية مقر المقاومين في قصر آل الخورين وفرقة تتجه نحو بيت النجادة في حي الحليصا. وفي 23 نيسان 1948 سقطت حيفا بيد اليهود. وللتو باشرت الهاغاناه بتنفيذ الخطة الثانية باسم “بيعور حميتس” أي “تطهير الفصح”. حيث تم تمشيط كافة الأحياء العربية في حيفا وطرد سكانها باتجاه الميناء او البوابة الشرقية خلف جامع الاستقلال، تمهيدا لطردهم خارج فلسطين.
وهكذا تم تطهير المدينة عرقيا من سكانها الأصليين. ومن بقي منهم (ثلاثة آلاف من أصل سبعين ألف عربي)، تم تجميعهم في حي وادي النسناس وفرض عليهم حكم عسكري كأنهم اعداء. ولم ينتهي هذا الحكم إلا بعد مرور سنتين تقريبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى