أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الكنيست وجدلية المصلحة المتقلبة

عبدالاله وليد معلواني
(معجونة) الأطفال معروفة للجميع، وهي التي يلهو بها الأطفال في مرحلة الحضانة وصف البستان التي تسبق مرحلة التعليم الابتدائي وهذه (المعجونة) هي مادة خام، يمكن للطفل أن يعجنها ويصنع منها وردة، ثم بإمكانه أن يعجنها مرة أخرى ويصنع منها شوكة، ثم بإمكانه أن يعجنها مرة أخرى ويصنع منها سمكة، وهكذا. وهذا يعني أن هذه (المعجونة) فيها القابلية أن يصنع منها الطفل أي شكل كان، كما يُقال: (من الحامض للحلو)، ولكن جماهيرنا في الداخل الفلسطيني ليست كذلك ليست فيها القابلية أن يصنع منها أي شخص منا بغض النظر عن اسمه ومنصبه أي شكل يحلو له مما يتوافق مع مصلحته المتقلبة، ولأن مصلحته متقلبة فهو يحاول أن يصنع من جماهيرنا في الداخل الفلسطيني شكلا يختلف عما سبقه، بشرط أن يتوافق مع مصلحته المتقلبة، وإن أكثر من سمح لنفسه أن يتعامل مع هذه الجماهير الموجوعة، كأنها معجونة أطفال ، هم بعض أعضاء الكنيست العرب في الماضي واليوم، وبعض القوائم العربية التي بدأت تتأهب لخوض لعبة الكنيست!! كيف ذلك؟! إليكم بعض الأمثلة:
1- حاول البعض أن يفلسف لجماهيرنا قبل أربع سنوات، لماذا كانت (القائمة المشتركة) (إرادة شعب) و(إنجاز تاريخي) و(وحدة مصير)، ثم وإذ بهؤلاء البعض باتوا يفلسفون لجماهيرنا لماذا انقلبوا على (القائمة المشتركة) التي وصفوها متفاخرين قبل أربع سنوات أنها (إرادة شعب) و (إنجاز تاريخي) و(وحدة مصير)!! ثم إن المطلوب من جماهيرنا وفق حسابات هؤلاء البعض أن تردد خلفهم (سمعنا وأطعنا)، فإذا قالوا لها قبل أربع سنوات: (القائمة المشتركة) هي (إرادة شعب) و (إنجاز تاريخي) و(وحدة مصير) فيجب على هذه الجماهير أن تردد خلفهم: (سمعنا وأطعنا)!! ثم إذا قالوا لها بعد ذلك: لقد تغيرت الظروف وفق جدلية المصلحة المتقلبة ولم تعد القائمة المشتركة كما كانت، ويجب القضاء عليها قضاء لا هوادة فيه، فيجب على هذه الجماهير أن تردد خلفهم (عن غُمِّيض) و(على العميات): سمعنا وأطعنا!! لا أيها البعض أنتم مخطئون!! ليست جماهيرنا كذلك، وليست رهينة لإشارة من إصبعكم، وليست (معجونة أطفال) حتى تصنعوا منها الشكل الموافق لمصلحتكم المتقلبة!!
2- ثم إن هؤلاء الذين فلسفوا لجماهيرنا: لماذا نعم (للقائمة المشتركة) ثم فلسفوا لها بعد ذلك: لماذا لا (للقائمة المشتركة) إن هؤلاء البعض يظنون أن جماهيرنا تعاني من فقدان الذاكرة، فما أن مضت أشهر على فلسفتهم لجماهيرنا: لماذا لا (للقائمة المشتركة) وإذ بهم يخرجون على هذه الجماهير الموجوعة متفاخرين ومبشرين: أنه قد تم توقيع اتفاقية فائض الأصوات بين قائمة الطيبي والجبهة من جهة وبين قائمة الجنوبية والتجمع من جهة أخرى!! لماذا؟! حفاظا على الوحدة وأصوات الجماهير العربية ومصلحة هذه الجماهير!! يا للهول إذا كنتم صادقين في ذلك وجادين: فلماذا انقلبتم على (القائمة المشتركة) إذن؟! هل انقلبتم عليها حفاظا على الوحدة وأصوات الجماهير العربية ومصلحة هذه الجماهير!! لا أيها البعض!! إن جماهيرنا لا تعاني من الضعف في فهم المقروء حتى تبتلع كل ما تقولونه لها عن ظهر قلب، وكأن المطلوب منها أن تردد خلفكم فقط ودائما: (سمعنا وأطعنا)!! وكأنه ممنوع عليها أن تفكر؟! لا أيها البعض إن جماهيرنا ليست (معجونة أطفال): حتى تصوغوا منها الشكل الذي يروق لكم، ولا يجوز لها أن تعترض عليكم!!
3- والعجب كل العجب أن (القائمة المشتركة) بعد أن انهارت وانقلبت على نفسها، ولم يعد بـإمكان أحد من مكوناتها أن يَدَّعي أنها وقعت عليها (مؤامرة استعمارية كولونيالية)! بعد هذا الانهيار خرج على هذه الجماهير الموجوعة بعض مركبات هذه (القائمة المشتركة) الموءودة وراحوا يقولون لهذه الجماهير الموجوعة: هناك تدخلات من وراء البحار أدت إلى إنهاء (القائمة المشتركة)!! وراحوا يقولون إن (ص) من مركبات هذه (القائمة المشتركة) الموءودة هو الذي استجاب لتلك التدخلات القادمة من وراء البحار، وهو الذي يحمل وزر تفكيك هذه (القائمة المشتركة)!! وستحاسبه الجماهير على ذلك!! ولكن يا سبحان الله تعالى إذ بهؤلاء البعض الذين قالوا عن (ص) ما قالوا، وهم الذين دعوا الجماهير إلى محاسبته: ها هم يخرجون على هذه الجماهير في خبر عاجل مفاده أنهم قد وقعوا اتفاقية فائض الأصوات مع (ص) !! فهل المطلوب من هذه الجماهير أن تقول بعد كل ذلك لهؤلاء البعض: (سمعنا وأطعنا) ألا يحق لهذه الجماهير أن تحاسبكم أنتم كذلك بعد أن وقعتم هذه الاتفاقية مع (ص)، وبعد أن دعوتم أنتم بأنفسكم هذه الجماهير أن تحاسب (ص)؟! لا أيها البعض لا يليق بكم أن تستبيحوا هذا الحد من الاستخفاف بجماهيرنا!! نعم جماهيرنا قلبها طيب ولكنها ليست بلهاء!! وجماهيرنا وعيها حر ولكنها ليست ساذجة!! ولتعلموا مرة بعد مرة أنها ليست (معجونة أطفال)!!
4- ثم العجب كل العجب أن بعض أعضاء الكنيست العرب خرج علينا عبر الصحف العربية الأسبوعية بنشرة مفصلة عن منجزاته، ذكر في هذه النشرة أن الحكومة الحالية التي عاشت أربع سنوات عجاف هي حكومة يمينية!! وصدق في ذلك!! ثم ذكر لنا أنها حكومة فاشية!! وصدق في ذلك!! ثم ذكر لنا أنها تقوم على سياسة هدم البيوت ونهب الأرض!! وصدق في ذلك!! ثم ذكر لنا أنها تقوم على سياسة التمييز القومي العنصري ومصادرة الحقوق!! وصدق في ذلك!! ثم ذكر لنا فجأة وفي نفس النشرة أنه نجح بالتصدي لسياسية هدم البيوت ونهب الأرض والتمييز القومي العنصري ومصادرة الحقوق!! علما أنه لم يتم إنقاذ غرفة واحدة من الهدم حتى الآن!! ولم يتم استعادة متر أرض مصادر حتى الآن إلا عبر النضال الشعبي فقط!! ولكن ومع ذلك نقول له: ليتك تقرر ماذا تريد أن تقول في هذه النشرة لهذه الجماهير الموجوعة؟! هل هذه الحكومة يمينية فاشية تهدم لنا البيوت أم أنك نجحت إبان هذه الحكومة بإنقاذ البيوت المهددة بالهدم؟! هل هذه الحكومة يمينية فاشية تنهب لنا الأرض أم أنك نجحت إبان هذه الحكومة إنقاذ الأرض من النهب؟! لماذا هذا التناقض في روايتك الصارخة عبر نشرتك التي تحدثت فيها عن إنجازاتك؟! ما رأيك أن تسمع نصيحتي التي قلتها للبعض وأقولها لك: إن جماهيرنا ليست (معجونه أطفال).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى