أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الكنيست مضيعة لكل شيء

عبد الإله وليد معلواني
مع أن (لعبة الكنيست) باتت مكشوفة للجميع، ومع أنها كانت ولا تزال تساوي محصلة جهود كل أعضاء الكنيست العرب فيها صفرا منذ سبعين عاما، ومع أنها كانت ولا تزال وهما وسرابا وعدمية، ومع أنها كانت ولا تزال مصدر دخل مالي للقوائم العربية ولأعضائها الذين خاضوا هذه اللعبة ولم تعد على جماهيرنا في الداخل الفلسطيني ولو بشق تمرة، ومع أنها أهدرت من عمر هذه الجماهير الصابرة سبعين عاما على لا شيء، ومع أنها كانت أداة تحنيط جَمَّدت تفكير هذه الجماهير المنهكة وأوهمتها أنه لا بديل عن الكنيست، وأوهمتها أن لا جدوى للبحث عن بديل عنها، فإما الكنيست وإما الدمار، ومع أن (لعبة الكنيست) كانت ولا زالت حلبة منافسه بين أعضاء الكنيست العرب أيهم الأفصح والأبلغ في تنميق الكلام ونحت الشعارات وصناعة الحركات وإثارة الأجواء وإتقان اللغة العبرية، ومع أنها ساهمت بامتداد إخطبوط المشروع الصهيوني على الصعيد الفلسطيني والعربي والإسلامي، ومع أنها لم تتعد كونها مجرد منبر احتجاجي في أحسن الأحوال لأي عضو كنيست عربي منذ سبعين عاما باعتراف (لجنة الوفاق الوطني) قبل أربعة أعوام خلال لقائها مع الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، ومع أن كل عضو كنيست عربي دخلها منذ سبعين عاما دخلها فارغ اليدين وخرج منها فارغ اليدين بمعنى أنه لم ينجز إلا بعض القشور التي لا تتعدى تقديم استجواب أو رفع احتجاج أو عقد لقاء مع رئيس دولة أو رئيس حكومة أو وزير، أو تمزيق مسودة بعض القوانين بالبث المباشر مع كل ذلك لا تزال بعض القوائم العربية تصر على خوض (لعبة الكنيست)، ولا أدري هل هي من باب المكابرة والمماحكة أم من باب لن أترك مرابح الكنيست الحزبية لغيري أم من باب لن أترك أضواء الكنيست الإعلامية ونجوميتها المغرية لغيري أم من باب أن خير علاج للتعثر هو الإمعان في التعثر أم من باب هذا ما وجدنا عليه آباءنا أم من باب (عَنزة ولو طارت) أم من باب (ريحة الجوز ولا عدمه) أم من باب (ما خلّفه أبوك إلك ولأخوك) أم من باب (جَرَّب حظك يا أبو الحظوظ)، ولذلك مع أن هناك من لا يزالون يصرون على خوض هذه اللعبة فأنه يجب عليهم ما يلي:
أن يصارحوا جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، وأن يقولوا لها أنهم رغم محصله الجهود التي بذلوها خلال سبعين عاما والتي كانت ولا تزال لا تساوي إلا صفرا ومع ذلك يريدون أن يخوضوا لعبة الكنيست ، وأنهم لن يحصدوا إلا صفرا خلال السنوات القادمة في الكنيست.
أن يقولوا لها أن الشعارات التي يرفعونها اليوم وهي: الوقوف في وجه الفاشية والتصدي لليمين المتطرف ليست جديدة بل كانت منذ أيام عضو الكنيست توفيق طوبي ولا تزال تعود على نفسها ، أي أنها كانت منذ سبعين عاما ولا تزال تعود على نفسها.
أن يقولوا لها أنهم لن يخدعوا أحدا ولن يعدوا بمنع مصادرة متر أرض واحد، ولا منع هدم غرفة واحدة، ولا رفع الأذى عن موقع مقدس واحد، ولا استعادة متر وقف واحد، ولا نصرة مظلوم واحد، ولا تجفيف شبر من مستنقع العنصرية الإسرائيلية، ولا لجم شراسة الاضطهاد الديني الإسرائيلي، ولا تحقيق حرف واحد من كلمة سلام أو مساواة أو حقوق، لأنهم عاجزون عن كل ذلك، ولكن مع ذلك هم يصرون على خوض هذه اللعبة.
أن يقولوا لها : سامحينا لقد بعناك الوهم والسراب والعدمية سبعين عاما، ولقد جرّتنا حظوظنا الحزبية إلى خوض هذه اللعبة وبات كل منا يقول: إذا خرج الآخرون من هذه اللعبة سأخرج، فلم يخرج أحدنا من هذه اللعبة لأنه خاف أن يخرج ويبقى الآخرون حتى لو اتفقوا سلفا على خروج الجميع منها، ألم نتفق على (إرادة شعب) و(وحدة تاريخية) في (القائمة المشتركة) ثم انقلبنا عليها.
أن يقولوا لها هذه حقيقتنا وحقيقه دورنا وتأثيرنا في الكنيست، كانت ولا تزال تساوي صفرا، فأعرفي حقيقتنا أيتها الجماهير ولا تخدعك شعاراتنا وخطاباتنا ووعودنا، فاذا أردتِ أن تتكرمي علينا ببعض اصواتك، فلتصوتي لنا وأنت تعرفين حقيقتنا كما هي عبر هذه السطور السابقة، ولن نواصل (عمل البحر مكاثي)!!
ثم آن الأوان أن تتنازل هذه القوائم التي ستخوض لعبة الكنيست عن أسطوانة ادعائها طوال الوقت أنها القوة السياسية الكبرى والأولى في الداخل الفلسطيني لأنه نجح منها مرشح أو أكثر في هذه اللعبة المستهلكة، وأنها تمثل كل الجماهير في الداخل الفلسطيني!! لقد باتت هذه الأسطوانة مشروخة، وبات الجميع يعلم أن غالبية جماهيرنا في الداخل الفلسطيني كانت ولا تزال تقاطع انتخابات الكنيست، ولولا (الألعاب البهلوانية) التي تقع في آخر لحظات من كل يوم انتخابات كنيست لظلت نسبة المقاطعين فينا تزيد على 60%، فعن أية قوة سياسيه كبرى وأولى، وعن أي تمثيل لكل جماهيرنا لا تزال تتحدث بعض القوائم التي لا تزال تخوض (لعبة الكنيست)؟!
وآن الأوان أن تقر هذه القوائم التي ستخوض لعبة الكنيست أن أي نجاح لأي عضو منها يجب ألا يخولّه أن يكون –تلقائيا- عضوا في لجنة المتابعة العليا، لأن (لعبة الكنيست) في واد، ولجنة المتابعة العليا في واد آخر، وإذا جرت انتخابات مباشرة للجنة المتابعة العليا من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، فليرشح هذا العضو الذي نجح في لعبة الكنيست شخصه لانتخابات لجنة المتابعة، كما كان قد رشح نفسه للعبه الكنيست، وعندها إذا فاز في انتخابات لجنة المتابعة، فألف مبروك له وأهلا وسهلا به؟ ولذلك فقد آن الأوان أن تتحرر لجنة المتابعة العليا من ظاهرة الاحتكار السياسي، فهي ليست مهيضة الجناح، ولا يُعقل أن تبقى تحكمها تفاهمات استهلكت تأثيرها، وباتت غير صالحة للاستعمال.
مما زاد الطين بلة أن البعض من هؤلاء الأعضاء الذين ينجحون في لعبة الكنيست لا يكتفون أن يصبحوا تلقائيا أعضاء في لجنة المتابعة بل يواصلون ضغوطهم لمنع إجراء انتخابات مباشرة للجنة المتابعة العليا، ومنع تحويلها إلى مشروع وطني جامع لكل الداخل الفلسطيني، ومنع تقوية دعائمها كمرجعية أولى لكل قضايا جماهيرنا في الداخل الفلسطيني!! صدق المثل الفصيح ( أحشفا وسوء كيله).
لذلك إن الذي يهمني أن تعرف جماهيرنا في كل الداخل الفلسطيني حقيقة لعبة الكنيست، وحقيقة دور أعضاء الكنيست العرب فيها، وحقيقة الوهم والسراب والعدمية التي كانت ولا تزال محصلة جهودهم، ثم إن كل واحد منا مطالب أن يحتكم إلى فهمه العقائدي وحسه الوطني وضميره الحي الواعي، وسيصل إلى قناعة واضحة كالشمس ليس دونها سحاب: الكنيست مضيعة للوقت! بل لكل شيء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى