أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

جدلية العلاقة بين الكنيست ونحن في الداخل الفلسطيني

عبدالاله وليد المعلواني
واهم من يظن أن جدلية العلاقة بين الكنيست ونحن في الداخل الفلسطيني هي أن محصلة جهود أعضاء الكنيست العرب منذ سبعين عاما تساوي صفراً، بل جدلية العلاقة أشد تعقيدا من ذلك ، فإن الاستمرار في خوض (لعبة الكنيست) أوهم الكثير منا أن أعلى وسيلة نضالية في مسيرتنا في الداخل الفلسطيني هي الكنيست، ولا صوت نضالي يعلو فوق الصوت النضالي في الكنيست، وكأن لسان حال من أصروا على خوض (لعبة الكنيست) على مدار سبعين عاما، وأصروا في نفس الوقت على جر عشرات الآلاف من جماهيرنا خلفهم في كل دورة انتخابية في (لعبة الكنيست) كأن لسان حالهم بات يقول: الكنيست أو الدمار!! ولأنهم عضوا بنواجذهم على هذا الوهم، فقد سرقوا من جماهيرنا سبعين عاما وهم يبيعونها الوهم، وفي نفس الوقت عَطَّلوا أو عرقلوا أو حاربوا أية محاولة جاده للبحث الجاد عن أي بديل جاد عن (لعبة الكنيست) من شأنه ألا يبيعنا الوهم، بل أن يدفع مسيرة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني نحو الأمام، ومن شأنه أن يصنع أدوات نضال جادة لانتزاع حقوقنا من المؤسسة الإسرائيلية وللتصدي لكل مظاهر ظلمها وعنصريتها وتمييزها القومي واضطهادها الديني لنا.
وهكذا أضاع من أصروا على (لعبة الكنيست) كل شيء على مدار سبعين عاما، فلا هم أنجزوا إنجازا واحدا يُشار إليه بالبنان في الكنيست، ولا هم سمحوا على مدار سبعين عاما بالبحث عن بديل جاد للعبة الكنيست السرابية!! وهكذا كانت خسارة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني من وراء (لعبة الكنيست) خسارة فادحة لا تقدر بثمن، فهي خسارة سبعين عاما من عمر هذه الجماهير، وهي خسارة أهداف سبعين عاما من عمر هذه الجماهير، وهي الحجر على عقول هذه الجماهير وحرمانها من البديل عن (لعبة الكنيست) سبعين عاما من عمر هذه الجماهير، وهي تضليلها سبعين عاما في لعبة اليمين الإسرائيلي واليسار الإسرائيلي تحت سقف الكنيست حيث ظلت طوال هذه السبعين عاما مجرد متفرج على هذه اللعبة هي وكل أعضاء الكنيست العرب، وهي إيهام هذه الجماهير سبعين عاما بشعارات التصدي للفاشية ومواجهة اليمين الإسرائيلي وكشف العنصرية الاسرائيلية تحت سقف الكنيست!! وهكذا خاض من خاض (لعبة الكنيست) بوهم، وسار يبحث عن وهم، وانتهى إلى وهم، ولكن على حساب سبعين عاما من عمر جماهيرنا في الداخل الفلسطيني!!
ولكن في المقابل تصوروا لو أننا تحررنا من وهم (لعبة الكنيست) وانتخبنا لجنة المتابعة العليا عضوية ورئاسة- انتخابات مباشرة من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، وتصوروا لو أننا أقمنا صندوقا ماليا قوميا لدعم مسيرة هذه اللجنة المنتخبة، وتصوروا لو أننا بنينا المبنى المستقل الذي يليق بهذه اللجنة المنتخبة، وتصوروا لو أنه انبثق عن هذه اللجنة المنتخبة لجان فرعية ذات تخصصات مختلفة تعنى بقضايا الأرض والمسكن والمقدسات والتعليم والصحة والاقتصاد والصناعة الوطنية واللغة العربية، وتعالج كارثة العنف علاجا جادا مستديما قائما على رؤية شمولية، وتتصدى بكل الوسائل المشروعة المحلية والدولية لكل مظاهر الظلم والعنصرية والتمييز والاضطهاد الديني الإسرائيلية، وتصوروا لو أنه كان لهذه اللجنة المنتخبة مكتب علاقاتها الدولية الناضج والمستديم، وتصوروا لو أنه كان لهذه اللجنة المنتخبة إعلامها الحر الشجاع، وتصوروا لو أننا خطونا هذه الخطوة منذ عقود، ثم راكمنا تجربة هذه اللجنة المنتخبة على مدار كل هذه العقود، لوصلنا اليوم إلى مرحلة جادة مؤثرة تضع النقاط على الحروف في جدلية علاقتنا مع المؤسسة الإسرائيلية بيمينها ويسارها!! ولكن خسرنا كل ذلك، لأن البعض منا لا يزال يستدرجنا إلى وهم (لعبة الكنيست) !!
وتصوروا لو أننا تحررنا من وهم (لعبة الكنيست) وتبنينا مشروع المطالبة بإدارة ذاتيه لنا، تجمع ما بين كل جماهيرنا في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية، وتصوروا لو أننا انتخبنا مجلسا عاما من بيننا لإدارة هموم هذه الإدارة الذاتية، وتصوروا لو أن هذا المجلس العام بات يعالج برؤية ذاتية كل قضايا حياتنا المصيرية، التعليم، الصحة، الأرض، الاقتصاد، الثقافة، المقدسات، الأوقاف، العلاقات الداخلية والخارجية.. . إلخ، وتصوروا لو أننا خطونا هذه الخطوة منذ عقود، وبتنا اليوم نتمتع بتجربة هذه الإدارة الذاتية على مدار هذه العقود، لكنا قد قطعنا خطوات جادة في مسيرتنا، ولما ظللنا أسرى لخانة الصفر، كما نحن عليه اليوم بسبب وهم (لعبة الكنيست) !!
وتصوروا لو أننا تبنينا خطوة (العصيان المدني) كمشروع، وليس كنشاط لمرة واحدة، وتصوروا لو أننا انتخبنا مجلسا لهذا المشروع، وأننا صنعنا ساحة محلية وساحة دوليه لهذا المشروع، وأننا تعاملنا مع هذا المشروع بنضج ووفاء وتجرد، لأحدثنا نقلة نوعية في مسيرة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، ولكن لا يزال البعض يحاول أن يقول لنا، إما خوض وهم (لعبة الكنيست) أو الالتزام بالصمت!! لأنه وفق ادعائه الموهوم لا صوت ولا فكر ولا مشروع يعلو على وهم (لعبة الكنيست).
وتصوروا لو أننا جلسنا جلسة خاصة بنا تمثل كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، بهدف البحث عن بديل عن وهم (لعبة الكنيست)، وتصوروا لو أنها تفتقت أذهاننا عن بديل إبداعي رابع إلى جانب انتخاب مباشر للجنة المتابعة، وإلى جانب الإدارة الذاتية، وإلى جانب العصيان المدني، وتصوروا لو أننا تبنينا هذا البديل الرابع، والتقينا عليه، ثم بادرنا بنضج وصدق وتجرد ونفذناه، وكم هناك خيارات كثيرة لهذا البديل الرابع، وتصوروا لو أننا سلكنا ذلك منذ عقود، لكنا أحسن مما نحن عليه بألف مرة!!
قد يقول مماحك: هذا وهم وهذا سراب وهذه عدمية!! وهو أمر متوقع من البعض أن يقول ذلك، وردنا بسيط جدا: ألا يكفي سبعون عاما من عمرنا ثبت لنا خلالها الدليل بعد الدليل بلا توقف، أن (لعبة الكنيست) هي الوهم وهي السراب وهي العدمية!! هل من رشيد فينا؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى