أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةتكنولوجيا

كشف علمي يفتح الباب أمام إعادة تجديد خلايا الجسم

نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا لمحررة الشؤون العلمية سارة نابتون عن اكتشاف مثير للعلماء، يفتح الباب أمام إمكانية إعادة تجديد خلايا الجسم.
وقالت الصحيفة في التقرير إن الناس قد يتوصلون يوما ما إلى التمكن من إعادة إنبات الأطراف بعد أن اكتشف العلماء في جامعة هارفارد مفتاحا في الحمض النووي يسيطر على الجينات المسؤولة عن إعادة البناء لكل الجسد.
وبعض الحيوانات تستطيع تحقيق الكثير من الإصلاح لجسدها مثل السحالي مثلا، والتي تستطيع إعادة بناء أرجلها الخلفية وأبو بريص (الوزغ) الذي يتخلى عن ذنبه ليهرب من حيوان يريد افتراسه، ثم ينمو ذلك الذنب خلال شهرين.
وتذهب الديدان المستوية وقناديل البحر وشقائق النعمان البحرية أبعد من ذلك، حيث يقمن بإعادة بناء كامل الجسد بعد أن يقسم إلى نصفين.
واكتشف العلماء حديثا أنه في الديدان هناك جزء من الحمض النووي (الذي لا يحمل شيفرة) هو المسؤول عن تشغيل “جين السيطرة الرئيسي”، والذي يسمى استجابة النمو المبكر (EGR) والذي يعمل كمفتاح كهرباء يشغل عملية إعادة البناء أو يوقفها.
وقالت الدكتورة مانسي سريفاستافا، الأستاذة المساعدة المختصة في بيولوجيا الكائنات والتطور في جامعة هارفارد: “نستطيع أن نزيد من نشاط هذا الجين. واكتشفنا أنه عندما لا يكون لديك (EGR) فإنه لا يحصل شيء”.
وأضافت: “لا تستطيع الحيوانات أن تعيد بناء نفسها. لأن جميع الجينات الدنيا لن تشتغل (ولو تخيلنا أنها مفاتيح كهرباء فهذا يعني أن كل البيت ينغمس في الظلام)”.
كما أن الدراسات تمت على ديدان النمر ثلاثية النطاق. ووجد العلماء أنه خلال عملية إعادة البناء يبدأ الحمض النووي المضغوط في الخلايا بالتفتح لتسمح بتفعيل مساحات جديدة.
ولكن البشر أيضا يحملون (EGR) وينتجونه عندما تكون الخلايا مرهقة وبحاجة لإصلاح، ومع ذلك لا تبدو أنها تطلق إعادة بناء على نطاق واسع.
ويعتقد العلماء الآن بأن الجين الرئيس في الإنسان موصل بشكل مختلف عنه في الحيوانات، ويحاولون الآن التلاعب بتلك الدائرة للحصول على فوائده في إعادة البناء.
ويعتقد طالب أبحاث ما بعد الدكتوراه أندرو غيهركي من جامعة هارفارد، بأن الجواب يكمن في مساحة من الحمض النووي الذي لا يحمل الشيفرة التي تسيطر على ذلك الجين. وكان يُعتقد أن الحمض النووي الذي لا يحمل شيفرة لا يفعل شيئا، ولكن أدرك العلماء في السنوات الأخيرة أن له تأثيرا كبيرا.
وأضاف غيهركي: “هناك 2% فقط من الجينوم ينتج أشياء مثل البروتينات.. وكنا نريد أن نعرف ما الذي تفعله 98% من الجينوم خلال عملية إعادة بناء الجسد”.
وقال: “أعتقد أننا فقط بدأنا بخدش سطح المسألة. لقد تفحصنا بعض تلك المفاتيح، ولكن هناك جانب كامل آخر لكيفية تفاعل الجينوم على مستوى أكبر، وكل ذلك مهم لتشغيل وإيقاف عمل الجينات”.
أما الحيوانات البحرية مثل قنديل البحر القمري، فهي مبدعة في إعادة البناء وبعضها وُجد أنه قادر على استنساخ نفسه بعد الموت.
وفي عام 2016، أخبر عالم ياباني بأنه بعد وفاة قنديل البحر الذي كان يربيه نشأت من الجسد المتحلل كتلة مخاطية تشبه شقائق النعمان البحرية، ثم، وما كان مثيرا للعجب، أنه مرّ بمراحل عمرية عكسية حيث عاد إلى حالته الأصغر عمرا.
وفي تسعينيات القرن الماضي اكتشف العلماء في إيطاليا أن قنديل البحر الخالد يعيش الحياة صعودا وتراجعا من الطفولة إلى البلوغ ثم العودة مما أكسبه لقب الخالد.
وأضافت الدكتورة سريفاستافا: “السؤال هو: لو استطاع البشر أن يشغلوا نظام (EGR)، ولكن يشغلونه عندما تكون الخلايا متضررة، فلماذا لا نستطيع إعادة بناء أنفسنا؟”.
وأضافت: “إنه طبيعي جدا أن ننظر لعالم الطبيعة والتفكير، إن كان بإمكان الوزغ أن يفعلها، فلماذا لا أستطيع أنا؟.. وقد يكون الجواب هو إن كان (EGR) هو المفتاح الرئيسي، فنعتقد أن التوصيل مختلف. فما يخاطبه (EGR) في الخلايا البشرية قد يكون مختلفا عن ما يخاطبه في دودة النمر ثلاثية النطاق”.ِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى