هكذا تختار موضوع أطروحتك
يعرف الطلاب الجامعيون، خصوصاً طلاب صفوف التخرج والدراسات العليا، أنّ اختيار الموضوع الملائم لرسالتهم أو أطروحتهم يشكل صعوبة كبيرة عليهم، بل لعلّه من أصعب القرارات في مسيرتهم الأكاديمية، بحسب تقرير من موقع “تايمز هاير إيديوكيشن” المتخصص.
فالمطلوب أن تجد موضوعاً جذاباً ومثيراً، وفي الوقت عينه يمكنك العمل عليه، أي أنّه يتلاءم مع قدراتك البحثية والمعرفية، كما ترجو منه تحقيق نتائج جيدة تتيح لك أن تحصل على تقدير مميز عندما يأتي وقت نقاشه، وهكذا لا بدّ من تفادي الخوض في موضوع يؤدي بك إلى طريق مسدود.
لا يقتصر الأمر على النتيجة النهائية والدرجة التي يمكن أن يوفرها لك الموضوع في نهاية
المطاف، فالأطروحة يتوقع منها أن تثبت أنّ في إمكانك التعامل مع كلّ التعقيدات العلمية والمعلومات لتخرج منها بنتاج متماسك، وهو ما ينعكس كذلك على مستقبلك المهني، إذ إنّ اختيار الموضوع الجيد ومعالجته جيداً والخروج بنتائج جيدة، لا بدّ من أن يمنحك فرصة الحصول على وظيفة جيدة لاحقاً، أو تولي مسؤوليات كبيرة تتناسب مع ما أثبتّه من قدرات ومؤهلات.
على الوجه الأول من ورقة بيضاء، عليك أن تصف العمل البحثي الذي ستبدأ به، مشيراً إلى سبب اختيار الموضوع، ثم أهميته العلمية، والتحديات المتوقعة، والاحتياجات، والموارد. وإذا وجدت ذلك صعباً، فإنّها علامة على الأرجح إلى أنّك لم تصل بعد إلى قرار حاسم حول اختيار الموضوع. على الوجه الثاني للورقة، عليك أن تدوّن كلّ المهارات والتقنيات التي تعلمتها وطورتها في الجامعة خلال السنوات الدراسية السابقة والتي تعتبر أنّ لها علاقة بالبحث الذي أنت في صدده.
الآن، اسأل نفسك إن كنت تملك القدرة اللازمة لإنجاز البحث على أساس ما دونت على وجهي الورقة، أم أنّ هناك نقصاً لوجستياً أو مادياً أو حتى علمياً ومنهجياً لديك؟ إذا كان هناك نقص من أيّ نوع عليك أن تعالجه قبل أن تباشر البحث.
أما في حال وجدت نفسك جاهزاً، ومضيت في البحث، عليك أن تلتفت إلى نقطة أساسية وهي أنّ موضوع بحثك يمثل نقطة الالتقاء والتوازن بين المهارات التي تمرست فيها جامعياً، والمهنة التي ستخوضها مستقبلاً، وعلى هذا الأساس يفترض بك أن ترسم الحدود الخاصة بالبحث في كلّ خطوة لاحقة.