أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

زواج القساوسة.. هل يقي من الانحرافات الجنسية؟

عقب الفضائح الجنسية التي تورطت فيها الكنيسة الكاثوليكية، يتصاعد الجدل في أوروبا حول اشتراط التبتل وتجنب الزواج للقساوسة، وهل هو السبب الرئيس للانحرافات الجنسية والاعتداء على الأطفال.

وتزايد الجدل بعد فضيحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال لمدة عقود في بنسلفانيا بأميركا، وكتبت المؤلفة الفرنسية الكندية نانسي هاستن رسالة مفتوحة إلى البابا فرانشيسكو طالبت فيها بـ”رفع شرط التبتّل والعزوف عن الزواج”.

وأضافت هاستن بالقول في مقال نشرته صحيفة “لوموند” إن “المشكلة ليست الاعتداء الجنسي على الأطفال ولا الانحراف، بقدر ما هي أن يُطلب من أشخاص طبيعيين القيام بأشياء غير طبيعية”.

وفي هذا السياق، دعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا، الكاردينال رينهارد ماركس، إلى فتح مناقشة حول متطلبات التبتل الخاصة بالقساوسة كجزء من الرد على فضائح الاعتداءات الجنسية التي تقع على أيدي رجال الدين.

وقال ماركس “فقدت الكنيسة الكاثوليكية الكثير من مصداقيتها، وسيكون طريق استعادة الثقة التي فقدت طويلا”.

وفي معرض حديث ماركس عن “الأسباب الكاثوليكية المنهجية والمحددة لهذه الجرائم التي لا تحصى”، ذكر أن “المناقشة الصريحة لابد أن تطرح أسئلة كثيرة”.

علاقة غير مباشرة

وقد أدرج في قائمة القضايا “إساءة استخدام السلطة والإكليروس (النظام الكهنوتي)، والميول الجنسية والأخلاق الجنسية، وتبتل الكهنة وتدريبهم، ودعم الضحايا، ومعاقبة الجناة، والملاحقة الكنسية في قضايا الاعتداءات”.

غير أن البعض لا يرى أن هناك علاقة مباشرة بين العزوف عن الزواج لدى القساوسة وبين الاعتداءات الجنسية والانحرافات، حيث تقول فيرونيك مارغرون، وهي رئيسة مجمع المتدينين والمتدينات في فرنسا، إن هذا يوحي بأنه لو كان القساوسة متزوجين فلن يكون هناك اعتداءات ولا انحرافات، وهذا –حسبها– غير صحيح.

وبحسب إحصاءات وردت في صحيفة “لوموند” على لسان بعض الخبراء، فإن “نحو 75 إلى 80% من حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال والأشخاص الضعفاء تتم داخل العائلات، وذلك مرتبط بزنا المحارم”.

وتقول مارغرون إن دراسات أجريت في مناطق عدة بينها أميركا كشفت أن عدد القساوسة الذين اعتدوا على الأطفال لا يتجاوزون 5% من مجموع القساوسة ورجال الدين المسيحيين.

وكان البابا قد قال في خطاب عند قلعة دبلن بإيرلندا إنه يشعر بـما سماه “الألم والخزي” بسبب فشل سلطات الكنيسة في التصدي بشكل ملائم للاعتداءات الجنسية على الفتية من جانب أعضائها.

وأضاف أن تلك الاعتداءات التي مست الأطفال “جرح مفتوح” لا بد من علاجه بإجراء “حازم وحاسم في اتباع الحقيقة والعدالة”.

وتحولت مطالبة القساوسة بالعفة من مطلب مستحب إلى واجب في عهد البابا غريغوريوس السابع في القرن الحادي عشر، وذلك –حسب بعض القراءات-لتأكيد سيطرة روما على القساوسة ورجال الدين في خضم صراعها مع الأنظمة السياسية.

المصدر: الجزيرة,لوموند,الألمانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى