يحيى السوطري من الناصرة أسيرا لقضاء محكومية من 17 شهرا نصرة للمسجد الأقصى
طه اغبارية
بدأ عاشق الأقصى، يحيى السوطري من مدينة الناصرة، اليوم الثلاثاء، قضاء محكومية بالسجن الفعلي 17 شهرا من أصل 21 شهرا، بعدما قضت محكمة إسرائيلية بسجنه على خلفية الملف المعروف إعلاميا بـ “عشاق الأقصى”.
وكانت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، أصدرت في وقت سابق، حكمها النهائي في ملف السوطري، وقضت بسجنه 21 شهرا مع تخفيض 4 أشهر قضاها في السجن الفعلي على ذمة قضيته، وفرضت عليه غرامة مالية بقيمة 10 آلاف شيقل.
ودخل السوطري صباح اليوم، إلى معتقل “كيشون” (الجلمة)، وكان في وداعه العشرات من الأهل والأقارب إلى جانب العديد من قيادات العمل الإسلامي في الداخل الفلسطيني، كان من بينهم؛ الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، والدكتور سليمان أحمد، والإعلامي حامد اغبارية، مسؤول الهيئة الشعبية لنصرة عشاق الأقصى، والشيخ حسام أبو ليل، رئيس حزب الوفاء والإصلاح، والشيخ نضال أبو شيخة، والدكتور حكمت نعامنه، الذي أطلق سراحه مؤخرا على خلفية ذات الملف، بعد اعتقال دام 23 شهرا.
ويعود ملف “عشاق الأقصى” إلى أواخر تشرين أول عام 2016، حيث اعتقلت السلطات الإسرائيلية إلى جانب يحيى السوطري كل من: د. حكمت نعامنة من عرابة، وإسماعيل لهواني من عرابة، وعبد الكريم كريّم من كفر كنا.
شرف وشموخ
في تعقيبه على دخول السوطري إلى السجن، أكد الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، لـ “موطني 48” أن “الأخ يحيى كان دائما مقداما ومنتصرا للمسجد الأقصى المبارك، وهو أحد الذين تعرفهم ساحات الأقصى ومحاريبه وحجارته وأشجاره، حين كان يؤدي دوره خدمة للأقصى، لذلك سجن ولوحق، بعد حظر الحركة الإسلامية وتجريم الرباط، فتحول من محب وعاشق للأقصى إلى متهم، وهذا شرف، وهذا شرف وليس عيب ولا عار”.
وأضاف خطيب: “لكنه الظلم بعينه أن يصبح كل من له علاقة بالمسجد الأقصى وخدمته ومناصرته، معرضا للسجن لفترة طويلة كما في حالة الأخ يحيى، لكنه كان رغم السجن مفعما بالشموخ والاعتزاز، ويؤكد أنه ليس نادما على عبادة وخدمة أدّاها للمسجد الأقصى وأنه من الشرف أن يرتبط اسمه باسم المسجد الأقصى المبارك، نسأل الله تعالى أن يحفظ عليه أهله، كما نؤكد له أننا على دربه سائرون مهما كان الثمن، لا السجن ولا أكثر منه يجعل أبناء شعبنا يديرون ظهرهم للأقصى، هو العهد أن نبقى بإذن الله أوفياء للقدس والمسجد الأقصى المبارك”.
القيادي الإسلامي، الدكتور سليمان أحمد، حيا صمود عاشق الأقصى يحيى السوطري، مؤكدا أن السجن والملاحقات السياسية، لن ترهب أبناء الشعب الفلسطيني وتحيدهم عن حقهم في المسجد الأقصى المبارك.
وقال لـ “موطني 48”: “تحاول المؤسسة الإسرائيلية عبر اعتقالها للأخ يحيى والاعتقالات السابقة والملاحقات الدائمة للنشطاء، أن تشيطن قضية الرباط في الأقصى، ولكن مهما فعلوا سيبقى الأقصى جزءا من عقيدتنا وإيماننا، ليس لهم فيه ذرة تراب واحدة ولا أي حق، ونبعث برسالة إلى أهلنا في القدس والداخل الفلسطيني، ونقول: نحن أمام امتحان تاريخي وعلينا أن نحافظ على تواجدنا في المسجد الأقصى، حتى نكسر مخططات الاحتلال الاسرائيلي والمخابرات والساسة الإسرائيليين، للنيل من المسجد الأقصى، فنحن جزء من هذا الشعب الذي لن يتوانى في الدفاع عن الأقصى”.
وأشار الدكتور سليمان إلى أن المخططات الإسرائيلية الحالية في المسجد الأقصى، تستغل حالة الضعف والتآمر التي تقوم بها العديد من الأنظمة العربية والإسلامية والجهات الفلسطينية مع الاحتلال منوّها “ربما تنجح بعض المخططات لبعض الوقت، ولكن هذا لن يستمر إلى ما لا نهاية، فالضعيف لن يبقى ضعيفا، والأمور ستتبدل من حال إلى حال، لنبقى نحن أصحاب الحق الشرعيين ونبقى شوكة في مخططات الاحتلال الاسرائيلي”.
وقال الإعلامي حامد اغبارية، مسؤول الهيئة الشعبية لنصرة عشاق الأقصى في حديث لـ “موطني 48”: “نؤكد أولا أن كل دقيقة وثانية يمضيها أي أسير من أبناء شعبنا داخل السجون الإسرائيلية، هي ظلم وظلمات بعضها فوق بعض، ويجب أن لا تكون، ورسالتنا للأخ يحيى في هذا اليوم بأن عليه أن يتذكر الابتلاء الذي عاشه سيدنا يوسف عليه السلام فرفع الله درجاته، وعليه أن يتذكر موقف نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم حين لوحق من قبل المشركين فقال لصاحبه “لا تحزن ان الله معنا”، قضية الأخ يحيى منتصرة بإذن الله، حتى لو قيّد بأغلال الظالمين، فهو لم يسجن على خلفية جنائية بل اعتقل في قضية شريفة بل هي أشرف القضايا، وهي نصرة الأقصى، ونحن على ثقة أن الأخ يحيى الذي تربى على مائدة القرآن وفي هذه الدعوة المباركة، سيعرف كيف يحوّل محنته إلى منحة بإذن الله رب العالمين”.










