أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

النقب: أمسية توقيع كتاب “العراقيب: التاريخ، الأرض، الإنسان” للدكتور إبراهيم أبو جابر

ساهر غزاوي

نظمت اللجنة الشعبية للدفاع عن العراقيب، مساء السبت، أمسية لإشهار كتاب “العراقيب: التاريخ، الأرض، الإنسان” للمؤلف البروفيسور إبراهيم أبو جابر، وهو بحث جديد يوثق فيه حلقة اضافية من جرائم الاحتلال الإسرائيلي ويدعم الرواية الفلسطينية، ودام العمل عليه مدة تزيد على خمس سنوات.

واقيمت أمسية إشهار الكتاب في المركز الجماهيري في مدينة رهط في منطقة النقب، وسط حضور حاشد من يعض القيادات والأهالي من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، وتحدث في الأمسية، المؤلف البروفسير إبراهيم أبو جابر، الدكتور مسعود إغبارية، الشيخ صياح الطوري، وتولى العرافة الدكتور عواد أبو فريح، وفي الختام تم تكريم شخصيات لها دور في تأليف الكتاب.

حدث عظيم ستتحدث عنه الأجيال

واستهل الدكتور عواد أبو فريح عرافة الأمسية بالترحيب بالحضور قائلاً: “نتجمع اليوم هنا في هذه القاعة لتتويج عمل عظيم نتحدث عنه الآن وستتحدث عنه الأجيال، نحن الآن أمام حدث ولربما الأول من نوعه في النقب، بل الأول من نوعه في البلاد كلها، حدث يتوج فيه أهل النضال قمة جديدة من التحدي والصمود ويتوج فيه أيضا قمة جديدة من الظلم والجور والعدوان”.

وتابع: “نضال فريد اجتمعت وتألف فيه الطفل والطفلة، المرأة والرجل، الشاب والعجوز، الأكاديمي والصحفي، هذا يصمد وذاك يوثق ويكتب التاريخ وهذا يجند الأموال، نضال على الأرض، نضال على ملكية الأرض، نضال على الكرامة والعزة، إنها مدرسة بل كلية بل جامعة نتحدث عنها في العراقيب، هذه هي العراقيب برجالها ونسائها ومن يحارب العراقيب مجموعة كبيرة جدا من الأذرع الإسرائيلية”.

وأضاف الدكتور أبو فريح: “في العراقيب استنزاف للإنسان والموارد الاجتماعية والنفسية والمادية للمجتمع وللأهل الصامدين على هذه الأرض، وفي العراقيب ما زال رجال ونساء وأطفال على العهد لا يتنازلون، العراقيب كتاب مفتوح كلماته من النور وسطوره من ذهب، العراقيب علم وتوثيق يؤرخ بكل فخر واعتزاز وكرامة لأجيالنا القادمة، هذه العراقيب التي يوثق فيها الكتب ونحن نتحدث الليلة عن قراءة وتوقيع كتاب “العراقيب: الأرض، التاريخ، الانسان، للدكتور إبراهيم أبو جابر”.

فصل مهم في توثيق التاريخ الفلسطيني 

البروفيسور إبراهيم أبو جابر استهل كلمته بالترحيب بالحضور “أتشرف بهذه الوجوه الطيبة التي جاءت لتشارك في توقيع الكتاب، كتاب “العراقيب” الأرض، التاريخ الإنسان” هذه الكتاب استغرق العمل فيه أكثر من خمس سنوات حتى أنجز بهذه الحلة”. وقال “لقد ساعدتني عدة عوامل على إنجازه وسهّلت بعض الشيء في توثيقه، منها على سبيل المثال وليس الحصر: أصولي العائلية، فهي مسقط رأسي، ثم معرفتي شبه الكاملة بها وبمعالمها وعشائرها والعائلات التي سكنتها، فقد هجرت منها في وقت كنت أعي جوانب غير بسيطة من تاريخها ونمط حياة أهلها وتقسيماتها الجغرافية، إضافة إلى كثرة اهتمامي بما يحصل هناك ومشاركتي أهلي وأهالي العراقيب الآخرين من أقاربنا وجيراننا في الدفاع عن أراضينا من خلال الاعتصامات والمظاهرات والتوجه للقضاء، لا بل وعقد الندوات والمهرجانات لفضح الممارسات الإسرائيلية الظلامية ومحاولة اثبات حقوقنا الشرعية على هذه الأرض.

وأوضح أبو جابر أن “إجراء هذه البحث وإعداد هذا الإنتاج العلمي لم يكن سهلا، بل واجهتني خلال إنجازه الكثير من المشاكل والعوامل التي لم تثنني عن اكماله، فقد رأيت فيه تحديا لي شخصيا أولا ثم للواقع الصعب، ووفاء لأرواح من غيّبهم الموت من آبائي وأجدادي وأقاربي وأهل العراقيب عامة ممن أذكر منهم وممن لم أرهم قط، لا بل حبا في توثيق فصل مهم من تاريخ شعبي الفلسطيني ووطني السليب”.

وعدّ الدكتور أبو جابر خلال كلمته في الأمسية جملة ما اعترضه خلال انجاز هذا الكتاب ذكر منها: ندرة المصادر والمراجع وقال “إن الموضوع وما كتب في هذا المجال يصب جلّه في القضايا السياسية العامة بعيدا عن جوانب البحث الأخرى أي الاجتماعية منها والعشائرية والأثرية، ولقد احتاج مني ذلك جهدا كبيرا وعملا ميدانيا عظيما وزيارات كثيرة للمنطقة، بالإضافة إلى “عادات وتقاليد أهلنا في النقب المحافظة مما أعاق العمل أحيانا، فمنهم من يتحفظ عند الحديث من رواية كل ما يعرف أن وافق أصلا على الكلام، لخشيته البعض من الدوائر الحكومية الرسمية والأجهزة الأمنية وإمكانية ملاحقتهم له للمتغيرات المحلية والإقليمية”.

إلى جانب ذلك ذكر أيضا “صعوبة تدوين وتوثيق شجرات العشائر والعائلات التي سكنت العراقيب لأسباب خاصة أحيانا مرتبطة بأصول بعض العائلات، وعدم رغبة شيوخها في الإفصاح عن انتمائهم العشائري أو القبلي وحتى عن مواطنهم الأصلية التي وصلوا منها إلى فلسطين، وعاملا أخر هو زيارة وتصوير وتوثيق المعالم الأثرية للعراقيب، فقد واجهت مشكلة في التعرف إلى المعالم الواقعة في أراضي العقبي وأبو صيام والعلامات وبعض معالم أراضي الزوايدة والمداغمة، لأني في الأصل تركت المنطقة في سن مبكرة تقريبا حيث كنا صغارا نخشى الوصول إلى هذه المناطق من رعاة المواشي والحيوانات البرية، مما اضطرني إلى طلب مساعدة بعض العارفين بالأرض من كبار السن”.

كما وذكر الدكتور إبراهيم أبو جابر أن من العوامل التي واجهته خلال هذا البحث والإنتاج العلمي هي “صعوبة في الوصول إلى العناوين الصحيحة من شيوخ العائلات والحمائل الوجهاء أحيانا ممن لديهم العلم الصحيح، وما يسمى القص الأكيد الخاص بتاريخ ونسب عائلاتهم وقضية الأراضي، إلى جانب إحجام البعض عن التعاون معي، ورفض بعضهم تزودي ما أطلب من معلومات لأسباب خاصة بهم، مردّها استخفاف البعض بالبحث ومردوداته، أو أسباب شخصية غير منطقية رغم تأكيدي للجميع بأني أوثّق كل معلومة أحصل عليها، فأعزوها إلى راويها أو مصدرها سواء كان فردا أو مصدرا علميا مهما كان لحقوق الناس”.

الكتاب يشمل ثلاثة علوم

وتحدث الدكتور مسعود إغبارية المحاضر في جامعة النجاح في أمسية اشهار الكتاب، حيّا بداية المؤلف الدكتور أبراهيم أبو جابر على هذا العمل العظيم وحيّا كل انسان ساهم في هذا العمل، ومن ثم عرج في حديثه على تقييم الكتاب وقال إن هذا الكتاب بعدما قرأته بتأني هو كتاب رائع جدا، العراقيب: التاريخ، الأرض، الإنسان، ليس فقط يتحدث عن جزء من قضية الشعب الفلسطيني العامة، بل هي قصة مسطرة للقضية الفلسطينية تشمل في طياتها مختلف القضية من احتلال واغتصاب الحقوق الأساسية وحرمان الفلسطيني من أبسط الحقوق الأساسية ولسكان العراقيب الذين يمثلون القضية الفلسطينية بشكل عام”.

وتابع، “الكتاب يحدد ويصف بشكل صادق معاناة أهل العراقيب ونحن بحاجة ماسة للكثير من هذه الكتب لأن تاريخ شعبنا يتعرض لحملات من التزييف والتدمير، وقد وجدت في هذا الكتاب عدة مميزات ومواصفات وأهما العنوان وما شمله (التاريخ، الأرض، الإنسان) يجمع بين ثلاثة علوم في نفس اللحظة، علم التاريخ الذي أسسه العلامة العربي ابن خلدون وعمل الدكتور أبو جابر على أسسه وقواعده، وهو اثبات صحة المصادر التي هي أحد المواصفات التاريخية التي ذكرها ابن خلدون في التاريخ”.

واستطرد الدكتور إغبارية حديثه قائلا، “يمثل هذا الكتاب علم السياسية حيث يتحدث عن السيطرة والنضال المستمر لاستعادة الحقوق بين قوتين غير متوازيتين، المتجمع اليهودي والمواطنون العرب عامة وسكان العراقيب خاصة، حيث تستغل الدول بمختلف مؤسساتها التسلط من أجل نزع الحقوق الأساسية من سكان العرب عامة ومن سكان العراقيب خاصة الذين يمثلون عينية بسيطة للعرب في الداخل الفلسطيني”.

وأضاف أن العلم الثالث الذي استخدمه أبو جابر في الكتاب هو علم الانسان نفسه كونه هو القصة وأيضا أسسه ابن خلدون ويتلخص في تحديد التجربة الشخصية التي عاشها الدكتور إبراهيم أبو جابر منذ نعومة أظافره حيث انه من سكان العراقيب، كما أن هذا الكتاب يكشف تفاصيل دقيقة لسكان العراقيب المظلومين، لافتا في ختام حديثه إلى أنه في العلم تسمو الأمم وندافع عن حقوقنا.

الأرض هويتنا

وفي ختام الأمسية تحدث الشيخ صياح الطوري، شيخ العراقيب وأثنى على انجاز كتاب العراقيب للدكتور ابراهيم أبو جابر وقال إن هذا الكتاب “سيحفظ لنا تاريخنا وتاريخ صراعنا مع المؤسسة الإسرائيلية في أرض العراقيب وتشبثنا فيها”، كما وحيّا الشيخ صياح في كلمته عائلة الطوري وكافة العائلات والعشائر التي صمدت في القرية، وحيّا النساء والرجال والأطفال الذين تصدوا للجرافات الإسرائيلية ومنعوها من العمل في أرض العراقيب.

وقال إن قرية العراقيب أمانة بعنقي وهي أمانة من جيل الى جيل. ففي العام 2010 قلت للقيادات، بعد أول وثاني هدم، أنهم لو هدموا العراقيب 99 مرة، سأبنيها للمرة الـ 100، ولكنهم حتى اليوم هدموا 133 مرة ونحن بنيناها 134 مرة، ونحن نصر على صيانة الأمانة ولن نخونها. وأكد أن لعائلة الطوري ما يقارب من 11 ألف دونما في العراقيب، لكنه لم يبيع أي أحد من عائلة الطوري دونما واحدا “لأن هذه الأرض هي هويتنا في هذه البلاد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى