احتجاجات ضد مشاركة فنانة إسرائيلية “بـطنجة جاز”
تظاهر مساء الخميس مئات الناشطين المغاربة بمدينة طنجة شمال المغرب احتجاجا على مشاركة الفنانة الإسرائيلية “نوعام فازانا” -وهي جندية احتياط بسلاح الجو الإسرائيلي- في مهرجان موسيقى الجاز بالمدينة.
ورفع المتظاهرون خلال الوقفة التي دعت إليها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني (غير حكومية)، شعارات تعبر عن رفضهم لمشاركة “نوعام فازانا” بمهرجان “طنجة جاز”، الذي انطلقت فعالياته أمس، معتبرين أنها خطوة تأتي في إطار محاولات بعض الجهات التطبيع مع إسرائيل.
وهتف المحتجون بشعارات على غرار “لا اعتراف.. لا تطبيع”، “فلسطين ليست للبيع”، “الشعب يريد تجريم التطبيع”.
وقال الناشط والحقوقي المغربي محمد كريم مبروك رئيس جمعية “البيت العربي” (غير حكومية) “إن هذه الوقفة هي تعبير من طرف الهيئات المشاركة عن موقف المغرب الثابت شعبيا ورسميا من جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني “سواء على المستوى السياسي أو الثقافي أو الفني”.
وكشف مبروك، الذي تعنى مؤسسته بالدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى، في حديث للأناضول على هامش الوقفة، أن “الوقفة تمثل مبادرة أولى في مجال التصدي للمد التطبيعي مع الكيان الصهيوني في أفق مبادرات أخرى”.
وانتقد المتحدث الموقف الرسمي للمغرب “لأنه لم يقف إلى جانب القوى الحية للشعب المغربي من أجل منع دخول الفنانة الصهيونية إلى التراب المغربي”، في إشارة إلى”فازانا”.
من جهته، اعتبر الكاتب المسرحي المغربي الزبير بن بوشتى، في حديث مع الأناضول على هامش الوقفة، أن “استقدام فنانة سبق أن اشتغلت مجندة في الجيش الصهيوني مسألة تخدش المشهد الفني والثقافي، الذي يفترض أن يكون في خدمة السلام والتعايش والتآخي والتسامح”.
بدوره، اعتبر محمد اعليو القيادي في حركة “التوحيد والإصلاح” الدعوية أن مشاركة “فازانا” في مهرجان موسيقى الجاز يمثل “شكلا جديدا من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني عبر المجال الفني بهدف خلق أجواء تقبل بالكيان الصهيوني مشاركا في مثل هذه الأنشطة.
وأعرب اعليلو، في كلمة على هامش الوقفة، عن استغرابه من كون هذه “المرأة التي جاءت لتشارك في هذا المهرجان هي مجندة سابقة في الطيران الإسرائيلي واستدعيت بدعوى الترويج للسلام والتعايش” في إشارة إلى “فازانا”. وتساءل عن “أي سلام ستدعو إليه مجندة إسرائيلية ساهمت في تقتيل الشعب الفلسطيني؟
“الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني” (غير حكومية) تفاعلت هي الأخرى مع الموضوع وأعربت عن إدانتها “لهذه المحاولة التطبيعية المكشوفة من طرف إدارة المهرجان”، وطالبت القائمين على هذه التظاهرة “بالتراجع فورا عن هذه الدعوة المشبوهة”.
وقالت الجمعية المغربية في بيان لها إن مشاركة الفنانة الإسرائيلية المذكورة في المهرجان يشكل “تناقضا صارخا مع المواقف الرسمية والشعبية في المغرب” ودعت المسؤولين بالمدينة إلى فتح تحقيق حول “حيثيات حضور مجندة كيان غير معترف به للمهرجان”.
ومع تعدد الأصوات الداعية إلى إلغاء مشاركة الفنانة الإسرائيلية، دخلت الأخيرة على الخط وكتبت على حسابها في فيسبوك “تلقيت خلال 24 ساعة الأخيرة ضغوط كبيرة من حركة بي دي أس” (الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل) لإلغاء حفلي بالمغرب، ولكن وصلتني أيضا كلمات ترحيب جميلة من الجمهور الذي حضر حفلتين سابقتين أحييتهما في هذا البلد”.
وتشارك “فازانا” في سهرتين موسيقيتين يومي الجمعة والسبت رفقة تيما، وهي فنانة هولندية من أصول مغربية، في إطار فعاليات المهرجان الدولي “طنجة جاز” الذي تنظمه مؤسسة “لورين” (غير حكومية) خلال الفترة ما بين 14 و17 سبتمبر/أيلول الجاري.
معلوم أن المغرب أغلق في ديسمبر/كانون الأول 2000 مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة المغربية الرباط بالتزامن مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما يعني قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
المصدر : وكالة الأناضول