أخبار عاجلةمقالات

لا يُظلمْ إنسانٌ بإنْسان

بقلم: صهيب هاني خطبا، الرينة

الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد النبي الأُمّيّ وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً وبعد:
القُرّاءُ الأعزّاء، أهالي بلدي الفُضلاء، العُقلاءُ والنُجباءُ الأصْفياءُ والاتقياءْ، سلامٌ وأمنٌ وَهَدْيٌ من الله تبارك وتعالى على أهل بلدنا، هو حادثٌ مُفجعٌ أليمٌ قَتيمٌ أصاب كل فردٍ وبيتٍ منا بمقتل شابٍ في زهرة شبابه، ظاهرةٌ لم تعتد الرينة عليها وكأنّ كابوساً حالكاً مضى في لحظاتٍ وترك وراءه وَجَعَاً وَقّهْراً وظاهرةً قاتِبَةً سنقوى بإيمان الله على دحضها ونبذها فِعلاً وتطبيقاً لا استنكاراً فحسب، نسال الله تبارك وتعالى أن يُلهم اهل الفقيد وعموم آل نويصري الصبر والسلوان على مُصاب الرينة أجمع وان يُعوضهُم عن فقيدهم خيراً.
لا يُظلَمْ إنسانٌ بإنْسانْ – على إثر الحادث المُفجع ضَجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصَرخاتٍ وتنديداتٍ واستنكاراتْ، كُل إنسانٍ لهُ الحق أن يُبدي صرخته إثرَ هذا المُصاب الجللْ إن تحقق في هذا الكلام الموضوعية والوعيَ والرسالة الهادفة والخيريّةُ في مودّة الانتماء الصادق بحق البلد، شاهدنا كلاماً وعِباراتٍ يندى لها الجبين من ثُلةٍ جاهلةٍ عديمة الانتماء والوعي والدين والرسالة بحق إخواننا آل سيدي وما نُسب لكافة عمومهم بالاساءة بحقهم نقول لكم: إخواننا آل سيدي إن منهم الصالحون ومنهم الطيّبون، منهم الدُعاة ومنهم المشايخ ،منهم المُثقفون ومنهم أهل الخير والفضل، لا نظلمُ إنساناً بإنسانْ بذريعة جهلٍ وسياسَةٍ عاجِيّةٍ وبمقصدِ طَيْشٍ وترصُدٍ وخلقِ غُبارَ الفِتنة وَدَسّها، شاهدنا صفحاتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي مَجهولة الهوية حَديثة الإنشاءِ بأسماءٍ مكذوبةٍ تتحدث بِنَفَسٍ عَميق وبكلامٍ جَهولٍ أعمى غايته وأهدافهُ قَذرة لِبَثّ الفُرقةِ في بَلدِ الوِحْدة، نقول لكم انتم ليسَ من مِلْحِ البلدِ وماء عَيْنِهْ فلترتقوا من مُستنقع الرذيلة والفتنة ومقصدكم الشائك المدسوس…
لا تزِرُ وازرةٌ وزر أخرى – في مثالٍ عظيمٍ جليٍ زهيْ يذكر الله عز وجل لنا مثالاً في كتابه العظيم عن قصة نبي الله نوح عليه السلام عندما أمر ابنهُ أن يركب معه في السفينة قائلا: يا بُنيّ ارْكَبْ مَعنا ولا تكن مع الكافرين، فما كان جواب ابنه؟ -عصى ابن نوح أمر أبيه فكان من المُغرقين، هذا نبيُّ الله عز وجل دعا قومه اكثر من تسعمائة عام شغلها في الدعوة الى الله والإصلاح بين الناس وبثّ القِيَمِ مُبلغاً أمر ربه، وابنهُ أقرب الناس إليه يعصي أمر أبيه بأمر ربه فكان مصيرهُ الهلاك، فأيّما إنسانٍ حاد عن منهج ربه وحاد عن تربية وتوجيه أهله وأعراف وَقِيَمِ مُجتمعه فهو يُمثّلُ نفسهُ بنفسِهْ مما يقُع عليه من خطأٍ وذنبٍ وأذى، لا نأخُذ جريرةَ عائلةٍ طيبةٍ كريمةٍ ذو فضلٍ لا ذنب لها بإنسان أذنب بحق نفسه وبحق ربه وأبناء مُجتمعه، هُنا لا نُبرّئُ ساحةَ المُجرمِ والقاتلْ مِنْ فعلهْ أيّما كان دينهُ وَعِرْقهُ وعائلتهُ انما لينال جزاء سوء صنيعه وبشاعة فِعله وفق الأعراف والدين ووفق القانون الوضعي الذي يحكُمُ البلاد ووفق مساعي لجنة الصُلح الموقرة…
خِتاماً أهلي الفُضلاء، أختتم برسالةَ الإبْنِ لأهله ان نسُدّ هذا الباب الموجع، وان لا نكترث لمنشوراتٍ ضالعة موهومةٍ عبر مواقع التواصل الاجتماعي هدفها بث الفتنة والفرقة من أُناس مجهولة الهوية وُجدت على الميدان لهذا الغرض، لنكون أكثر وعياً ورُشداً لنكون أنا وأنت وهو من المُبادرين الى أمن واستقرار قريتنا، لنحافظ على حبل المودة والأخوة وحسن الجيرة والزاد بين أبناء البلد الواحد لنُقابل الإساءة بالإحسان والأذى بالعفو والغُفران، ضُربت الرينة بأنها مثالاً في وسطنا العربي “قرية الأمن والأخوة” لنحافظ على هذا النسيج الطيب بين أبناء البلد الواحد، لا ندع للعقول المتهوّرة الشائكة لوضع عراقيل وثغرات الجهل والفتنة، انما لنُري مجتمعنا أننا قادرون على خَلْقِ حالة وعيٍ جديدةٍ قائمة مُتربعةٌ على ميثاق الأخوة والأعراف والقِيَمِ والدين والإنسانية، كما نوصل رسالة إلى جميع المؤسسات الخيرية والتربوية والاجتماعية والدينية والحكومية في قريتنا وإلى (الآباء والأمّهات أصحاب مدرسة البيت )وإلى كل ناشطٍ وكل صاحب انتماءٍ لهذا البلد كُلٌ وفق دوره ومسؤوليته وصلاحيته طالباً إياكم كُلٌ من موقعه بإعداد خُطة عملٍ بصدقٍ واخلاصٍ وتضحية وانتماء للوقوف على ظاهرة العنف وما يحتاج مجتمعنا وأفراده ويفقترهُ من سُلّمِ القِيَمِ وأوجاعِ وثغرات مُجتمعنا سعياً لمجتمعٍ وجيلٍ قادمٍ آمِنْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى