أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

تطبيق الحلم القومجي ـ المسيحاني.. قانون القومية يشكل منصة للحملة الانتخابية القادمة لنتنياهو

عوزي برعام

قانون القومية لم يهدف إلى تعزيز مكانة الشعب اليهودي في دولة إسرائيل، أو تعزيز حقه التاريخي في البلاد الذي تم تضمينه في وثيقة الاستقلال، قانون القومية أوجد لأغراض أخرى.

قانون القومية على المدى القصير هو منبر لنتنياهو في الحملة الانتخابية القادمة، وسيشكل ورقة عباد الشمس التي ستفرق بين “المخلصين” و”الخونة”. وقانون القومية على المدى البعيد يهدف إلى تحقيق السيطرة على أرض إسرائيل كلها ومكانة اليهود فيها كأسياد.

هذان البعدان مهمان لنتنياهو؛ لأن نجاحه في المدى القصير يحول نجاحه في المدى الطويل إلى أكثر واقعية، لذلك فإن النضال ضد اليمين في الحملة الانتخابية القادمة سيكون أصعب من أي وقت مضى، ولكنه سيكون حاسمًا من ناحية مستقبل إسرائيل.

في الجهود من أجل تطبيق هذه الأهداف، تبنى نتنياهو مواقف الجمهور المتدين ـ القومي، التي تتميز بدلائل مسيحانية بصورة واضحة. ليس عجيبًا إذًا أن الاستطلاعات تشير إلى تقلص البيت اليهودي، الذي له دور مهم في تحطيم الديمقراطية، مقابل الزيادة الواضحة لليكود. نتنياهو يحول نفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش واوري اريئيل، إلى ظل يثير الشفقة عندما يطبق مبادئهم بصورة واعية أكثر سياسيًا وإعلاميًا. هذا الشخص فهم أن حلفًا بينه وبين المعسكر المسيحاني فقط سيحول حزبه إلى الحزب الأكبر في الكنيست. بقانون القومية هو يمنح هذا المعسكر ما أراده دائمًا: الطابو “لاستيطان أرض إسرائيل” بدعم وحماية قانون الأساس.

يقول اليمين الاستيطاني إن من يعارضون القانون يكشفون بذلك عورتهم المناهضة للصهيونية، ولكن صهيونيتهم ليست صهيونية من يؤمنوا بالقيم الديمقراطية والليبرالية. تحطيم هذه القيم على أيدي إدارة ترامب، الذي يزور سفيره المستوطنات غير القانونية حسب كل المعايير الدولية، يجعل نتنياهو مسرورًا ويمنحه الإلهام لشق طريق إسرائيل حسب حلم الحاخام دوف ليئور وأمثاله.

ما زال هناك أشخاص في أحزاب اليمين يمكن أن يُسألوا: لماذا خافوا من تضمين وثيقة الاستقلال كقانون أساس وفضلوا على ذلك قانون قومية مميزًا وإقصائيًا؟ ولماذا لم يبحثوا عن قاسم مشترك كبير مثل الذي وقف في أساس إقامة دولة إسرائيل؟ لماذا فضلوا بوعي إلغاء قيمة المساواة والمس بمكانة اللغة العربية؟ لماذا وافقوا أن يسمحوا لنتنياهو بتقديم هدية لـ بي.دي.اس التي بالتأكيد تعرف كيف تستخدمها؟ تقول الحكمة إن الأحزاب الدينية على مختلف أشكالها عارضت ذكر قيمة المساواة، لكن ألم يبق علمانيون ليبراليون سوى بني بيغن ورئيس الدولة وربما شخصان أو ثلاثة آخرون؟ نتنياهو نفسه لم يرغب بقيمة المساواة أيضًا بسبب تحالفه مع سابق الذكر، مع المعسكر المسيحاني، وبسبب أنه يريد أن يظهر كمصلح، ولا يقدس توراة بن غوريون، بل يخلق “مسيرة تاريخية خاصة به”.

المطالبة بإلغاء قانون القومية يجب أن تكون واضحة وشجاعة، والبديل الفوري السياسي والفكري للقانون هو تقديم اقتراح لتضمين مضمون وثيقة الاستقلال في قانون الأساس، حينها ستظهر الشخصية الحقيقية لنتنياهو الذي عقد تحالفًا مع مؤيدي الفصل، العرقي والجنسي، وتخليد مكانة سكان المناطق كأناس مسلوبي الحقوق.

 

هآرتس 8/8/2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى