سقوط حجر …. سقوط دولة

صالح لطفي-باحث ومحلل سياسي
في الوقت الذي ما زالت تداعيات قانون القومية تتفاعل على مختلف الاصعدة تأخذ قضية القدس عموما والمسجد الاقصى المبارك زخما متصاعدا في السياقات الصهيو- يهودية وكأنَّ القانون ضخ في هذه المجموعات المتطرفة مزيدا من انسولين التطرف والتشدد والفجور وقد لاحظ المراقب لشأن القدس والمسجد الاقصى بما في ذلك البلدة القديمة وسلوان ارتفاع وتيرة “فرض السيطرة” الاحتلالية على هذه الاماكن من خلال سياسات جديدة- قديمة في مقدمتها بسط السيطرة الشرطية- الامنية على المشهد داخل المسجد الاقصى بكثافة ملحوظة لا تخطئها العين الباصرة في المسجد فضلا عن تواجد مكثف في أزقة وحواري المدينة المقدسة على كافة تلكم المناطق ومن ضمنها داخل المسجد الاقصى المبارك ضمن سياسات أقرتها حكومات متتالية تهدف الى تحقيق عملية السيطرة بالتدرج، بيدَّ أن هذه الحكومة وضمن قراءاتها للواقعين الفلسطيني والعربي في ظل ضمان البعد الدولي فقد عمدت الى تنفيذ سياسات الامر الواقع في المسجد ومحيطه ولعل ما يدور هذه اللحظات في مقبرة الرحمة والجهة الشرقية من المسجد يكشف عن جانب من جوانب هذه السيطرة الاستباقية المُعَدَةُ لفرض التقسيم المكاني على المسجد مما يدعو للسؤال الدائم حول دور الاوقاف ودور الاردن صاحب الوصاية على الاماكن المقدسة في القدس.
لقد شكلت الاعمال العدوانية وتصاعدها المستمر في مقبرة الرحمة والجانب الشرقي للمسجد الاقصى منذ رمضان والاقتحام المتعمد للمسجد الاقصى يوم الجمعة الفائت بعد انتهاء الصلاة مباشرة، بارومتر جديد لفحص ردود افعال الفلسطينيين اتجاه الاعتداءات المتجددة على هذه المنطقة المسجد وكانت سياسة اغلاق البوابات فعل متعمد من طرف الاحتلال يضاف الى مجسّات الفحص التي يقوم بها بين الحين والاخر في المسجد الاقصى، وهي بالمناسبة سياسة معروفة عن الاحتلال عندما يتخذ قراراته بحسم الامور فيتجه الى هذه السياسة: سياسة الفتاشات فحص ردود الافعال وعادة ما يكون من هم من ابناء جلدتنا من ادوات هذه العملية، لكنَّ مسيرة المسجد الاقصى المبارك لطالما فاجأت الاحتلال، ولذلك يبدو انه يعمل على نار هادئة ارى انها مزيج من الصبر والتروي وفرض الوقائع واستعمال البطش والتنفيس وقت الحاجة .
سقوط حجر سقوط دولة
في هذا السياق، وفيما تتوالى النقاشات والمكاتبات في قانون القومية حيث نجح نتنياهو في سحب الساحتين الاسرائيلية والفلسطينية الى حواشي ومتناهيات هذا القانون، أخذا وردا لتحقيق مكسب الاستحواذ على العقل اليهودي في البلاد ودفعه نحو حالة مستدامة من الدوران، حول طروحات هذا الزعيم الساعي وفقا لطروحات “البناء المتخيل للهوية اليهودية” لحماية هذه الجموع من اعداء الخارج والداخل ليحقق حالة من الحالات النادرة “للعلو” المتوقع وبقاء حزبه وطروحاته من بعده. في هذه الاثناء من تجليات هذا العلو “الفاشي” سقط حجر من حجارة حائط البراق دفع اليمين الاسرائيلي بكل مدارسه ومنتدياته للخوض كثيرا في تفصيلاته وشهدت هذه الساحة تأويلات وأقاويل وتحليلات حَرِيةُّ بالمتابعة لفهم العلاقة بين الرمزية “الدينية المتعلقة بحائط البراق في السياق اليهودي” وتداعياتها على العمل السياسي في جدله المتعلق بالمصلحة السياسية المتعلقة بالزعيم\الحزب الفلاني او العلاني للبقاء متسيدا، فاذا كان حائط البراق بالنسبة لليهود على اختلاف مشاربهم وافكارهم ومعتقداتهم رمزا للوجود اليهودي الغائب \الحاضر ورمزا مقابلا لاستعادة الوجود اليهودي سياسيا ووجوديا وإذا كان هذا الجدار يضيف رداءَ ماديا للمتخيل “الديني” اليهودي باعتباره وفقا لثقافتهم التي يروجون لها أنه أخر بقايا الهيكل الثالث، فإنَّ أي ضرر يلحق بهذا الجدار سيكون حمال أوجه يصل مديات لا يمكن لبعض منا توقعه منها أن هذه الدولة وهي تسن قانون القومية وتمارس علوها في باحات المسجد الأقصى استعدادا لتحقيق “نبوءة هرتسل” ببناء معبد بالقرب من قبة الصخرة تكون قد وصلت الذروة وفي هذه اللحظة “الممتعة” يكون سقوط حجر من هذا الجدار الرمز تعبير يمكن تأويله على أنه بدايات لسقوط دولة وهذا ما حدث في قصة هذا الحجر “الالفي” الذي سقط فقد كثر اللغط “اللاهوتي” اليهودي الى حد اعتبر البعض سقوط الجدار هو بمثابة رمز ” قادم” لسقوط “اسرائيل” معللا ذلك بأنه رسالة غاضبة من الرب على سلوك هذه الحكومة المشين والفاجر فيما يتعلق بحماية نشاطات المنحرفين جنسيا من اللوطيين والسحاقيات، او بما تعمل عليه الحكومة من شرعنة لقانون الارحام او بما تفعله بعض الجماعات اليهودية من تدنيس “لجبل الهيكل” للمسجد الاقصى حين تقتحمه وتعددت بذلك التحليلات والرؤى، بيدَّ أنَّ ما يلفت النظر هو مقالات صدرت عن مراكز ابحاث يمينية تدعو الحكومة الاسرائيلية لبسط نفوذها المطلق على كل ساحات وجدران المسجد الاقصى المبارك، وفرض سيادتها باعتبار انها هي السيد على المسجد الاقصى داخل اسواره وخارج اسواره، تحت زعم حماية جدران المسجد الاقصى من التلف والضرر، باعتبار الاحتلال المسؤول المباشر عن ذلك، وبذلك تصبح هذه المدينة كلها تحت السيادة اليهودية الواحدة، فتسقط اسوارها التي شكلت يوما “ما” حالة رمزية تعبر عن ثقل وعظمة واستقلالية المسجد الاقصى المبارك، لتؤكد في المقابل السيادة اليهودية وفقط اليهودية على كامل المدينة المقدسة وبذلك تحقق اسرائيل نبوءات تحقيق بناء المعبد باعتباره التجلي المباشر للوصول الى ذروة الدالة الرياضية المتعلقة بالسيطرة الاسرائيلية، وبذلك يكون سقوط الحجر في هذه التأويلات، معاكسا تماما لتأويلات النصيين الدينيين أو التأويليين من المدرسة الحاخامية النصية.
تحقيق النبوءات
شتان بين العمران الاسلامي المشبع بعبق التاريخ والحضارة الاسلامية، وبين أكوام البناء الاسرائيلي الذي يشبه غابات تشوه منظر مدينة تتسم بالشموخ والزهو تناطح التاريخ والحضارات. الاولى تمثل الامتداد الحضاري لمدينة مقدسة والثانية تمثل الامتداد الكولونيالي “الاستعماري” لمدينة محتلة يسعى فيها المحتل لتشويه وتغيير معالم المدينة تحت مختلف المسميات والتبريرات، مستمدا عمليات التشويه من موروثه الديني -الحضاري المغلق.
دعا هرتسل في كتابه الدولة اليهودية الى أن تكون القدس مدينة جاذبة لليهود ورمز للتضامن اليهودي، وانه لا يمكن فصلها عن الوجود اليهودي ودعا الى ان تكون البلدة القديمة مدينة دينية لا وجود لمعالم العلمنة فيها، ودعا الى بناء معبد لليهود بمحاذاة قبة الصخرة في المسجد الاقصى المبارك يكون بمثابة اعادة للهيكل متنبأَ من ان الدين سيكون له الحضور القوي في المجتمع اليهودي القادم لدوره في تمكين الهوية اليهودية وتعضيدها حاضرا ومستقبلا ولقد نَظَرَّ هرتسل “العلماني” الى الدين في سياق اعادة بناء الهيكل وإعادة الاعتبار لليهود في المدينة المقدسة وتنبأ أنَّ الدين سيكون المادة الحية التي تنظم الوجود اليهودي على ارض فلسطين، وسيكون له الحضور القوي في المجتمع اليهودي القادم: المجتمع الذي سيعيش على ارض فلسطين بعد أن يتم جلبه من اصقاع الارض، المجتمع الذي سيكون فيه الدين الصمغ الجامع لليهود المتواجدين على أرض فلسطين بعد ان تشرع موجات الهجرة من ارجاء الارض الى فلسطين بالجفاف.
الاحتلال الاسرائيلي منذ اللحظة الاولى لاحتلاله المدينة وضع أمام ناظريه توجيهات بن غوريون بعد قيام اسرائيل مباشرة: “إننا نرى انه من واجبنا الاعلان عن ان القدس اليهودية هي جزء عضوي وغير منفصل عن دولة اسرائيل كما انها جزء لا يتجزأ من التاريخ الاسرائيلي، ومن عقيدة اسرائيل ومن روح شعبنا .. القدس هي القلب النابض لدولة اسرائيل … هذه الأمة لن تقبل أبدا تقسيم القدس، والقدس اليهودية لن تقبل أي حكم غريب بعد ان قام الالاف من ابنائها وبناتها بتحرير وطنهم التاريخي للمرة الثالثة وأنقذوا القدس من الابادة والدمار”، وتوجيهاته بعد احتلال ما تبقى من المدينة وفي القلب منها البلدة القديمة والاماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين: “يجب احضار اليهود الى شرقي القدس بكل ثمن، ويجب توطينهم بعشرات الالاف خلال مدة زمنية قصيرة”. ومقولة موشيه ديان بعد احتلال المسجد الاقصى وحائط البراق: “عدنا الى اماكننا المقدسة من أجل أن لا نتركها أبدا”….. فكانت سياسة الاحتلال بناء على هذه التوجيهات، العمل الدؤوب الذي لا يتوقف لتهويد شرقي القدس وإسكان أكبر عدد من اليهود فيها، ليصل عددهم حتى هذه اللحظات الى 220 الف مستوطن من مجموعة 530 الف يسكنون شرقي المدينة [هبطت نسبتهم في المدينة من 49% عام 1990 الى 40% عام 2016]، والعمل على اكتشاف التاريخ اليهودي لضمان وجودهم “الشرعي” على الاماكن التي يعتبرونها مقدسة، فكانت الحفريات الاثرية التي طالت البلدة القديمة واسفل المسجد الاقصى وحائط البراق ومدينة سلوان والمنطقة الشرقية من المسجد بما فيها مقبرة الرحمة، ولم تتوقف هذه الحفريات الى هذه اللحظات، بل وفي السنوات الاخيرة عمدت المؤسسة الاسرائيلية الى مزيج من السياسات لفرض وجودها القسري والعيني على المدينة المقدسة وشرقيها، فكان أن سنّت عشرات القوانين المتعلقة بمدينة القدس والتواجد اليهودي والتأكيد على الحق الديني والتاريخي، وقد سنّت الكنيست في شهر كانون ثاني\يناير من هذا العام تعديلا على قانون أساس القدس عاصمة اسرائيل، وبموجب هذا التعديل لا يمكن للحكومة الاسرائيلية ان تتنازل او تنقل صلاحيات تتعلق بالقدس لأي طرف اجنبي، إلا بموافقة 80 عضو كنيست، وجاء هذا البند ليعزز استحالة تسليم اجزاء من مدينة القدس للفلسطينيين، ومن قبل فقد تقدم وزير الاستخبارات والمواصلات يسرائيل كاتس أواخر العام الماضي، بقانون سمي بقانون بنات القدس بموجبه يتم ضم كافة المستوطنات اليهودية المحيطة بمدينة القدس ومقابل ذلك يتم إخراج 300 الف فلسطيني يعيشون في حيز المدينة، أي في شرقي القدس والمناطق التي ضمها القانون، ومعنى هذا القانون انه سيتم ضم أراضي هؤلاء السكان ومصادرتها، دون ضم السكان أنفسهم، وبهذا يكون الاحتلال قد حقق النظرية الصهيونية التاريخية: “أرض اكثر .. عرب أقل”، واخيرا، جاء قانون القومية ليؤكد على أن القدس عاصمة ابدية لإسرائيل وفي ادراج الكنيست قانون خاص بمدينة سلوان التاريخية.
سقوط الحجر .. سقوط المقبرة … سقوط الدولة
يوما بعد يوم تتنامى الاصوات الاسرائيلية التي تصرح بما كان مستورا في السياسات الاسرائيلية من ان المعركة على القدس والمسجد الاقصى، هي معركة دينية وكما ان المسجد الاقصى هو بوصلة الامة الاسلامية بشقيها السني والشيعي، كذلك بالنسبة لليهود، وقد اشار المؤرخ الاسرائيلي اوري ميلشطاين في مقالة له كتبها في 27\7\2017 بعد احداث المسجد الاقصى المشهورة، الى ان المعركة على المسجد الاقصى معركة دينية مشيرا الى ان قادة الدولة العلمانيين اخطأوا عام 1948 عندما لم يتمموا احتلال كامل مدينة القدس بما في ذلك البلدة القديمة وما تحويه من اماكن مقدسة، مستشهدا ومشيرا الى ان المعركة على المسجد الاقصى “في لغتهم هار هابيت” هي معركة دينية وأن مقولة موطي غور العلماني ابن هشومير هتسعير يوم احتلال المسجد عام 1967 المشهورة “المسجد الاقصى بأيدينا”، دليل على ان اليهودية متغلغلة في النَفَس العلماني الاسرائيلي الذي احتل البلدة القديمة وسلوان وحي المغاربة وحائط البراق. يعزز مقولته تلك بأن الحاج امين الحسيني نجح في جعل الاقصى بوصلة الامة الاسلامية وجمع علمائها من سنة وشيعة، تحت سقف المسجد الاقصى لأنه ادرك أن الصراع على القدس والاقصى، صراع ديني وليس سياسي، ولعل سياسات الاحتلال في هذه الاثناء في مقبرة الرحمة، ومنع الاوقاف من اية اعمال مهما كانت متواضعة في الجهة الشرقية للمسجد، تؤكد أن الصراع آخذ بعده الديني الكامل على الاقل بالنسبة للمؤسسة الاسرائيلية والمجتمع الاسرائيلي، فالاحتلال ومن خلال ما يسمى سلطة الطبيعة وبرفقة موظفين من بلدية القدس وشرطة الاحتلال تنبش قبور مقبرة الرحمة في المنطقة الجنوبية الشرقية للمسجد الاقصى، تمهيدا لجرفها، وذلك لأن الجماعات الدينية اليهودية تعتبر هذه المنطقة هامة دينيا، وقد عمدت هذه المؤسسة الاحتلالية الى تسييج المنطقة ووضعها تحت الرقابة، ووفقا للمخطط المتعلق بمقبرة الرحمة وباب الرحمة المغلق منذ الفتح الصلاحي، ستجعلهم يستحوذون بالكامل على الجهتين الشرقية والجنوبية للمسجد الاقصى المبارك، ففي عشية ما سمي بخراب الهيكل اقتحمت اعداد كبيرة من المستوطنين الجهة الشرقية من المسجد تحت حمايات امنية مشددة، وفي الوقت ذاته تمنع سلطات الاحتلال أي من اعمال النظافة او ترميم أي ترميم للساحات الشرقية داخل المسجد الاقصى المبارك، ويسعى الاحتلال لفرض سيطرة عينية على هذه المنطقة، بما في ذلك باب الرحمة المغلق منذ الفتح الصلاحي، فالبعد الديني هو الناظم اليوم لعلاقة اليهود ساسة ودهماء بالمسجد الاقصى، ومحيطه، وبناء على هذا البعد المتنامي داخل المجتمع اليهودي، فإن الاحتلال يتقدم في شرعنة وجوده سواء من خلال القوانين، أو من خلال فرض سياسة الامر الواقع، وقد وضع مؤخرا في مركز اهدافه الاحتلالية احتلال المنطقة الشرقية من المسجد أي منطقة باب الرحمة، واقتطاعها لصالح المستوطنين لتأدية طقوسهم الدينية فيها، تمشيا مع سياسات الامر الواقع وامتثالا لما تعتقد بعض المجموعات الدينية المتشددة، من أن باب الرحمة سيكون المدخل للهيكل المزعوم، ومنه يدخل زعيمهم الدجال، وهذا بدوره يتساوق وسياسة فرض التقسيم المكاني داخل المسجد الاقصى تمهيدا لبناء معبدهم كتحضيرات لبناء الهيكل، فقد قال أحد زعمائهم يوما بأنهم يملكون صبرا لا ينفذ وأدوات لا يملكها غيرهم، وانهم على استعداد للصبر مئة عام اخرى، حتى يتحقق هدفهم في بناء الهيكل “الرابع” وهذه الفلسفة أسست للتوجهات والاعمال الاحتلالية في نبش قبور مقبرة الرحمة ونقل جثامين مئتي قبر، اذ تعتقد الجماعات اليهودية ان إعادة تأهيل المنطقة الشرقية تتم عبر مقبرة الرحمة وتطهيرها من النجاسات، اذ انه لا يمكن دخول الهيكل عبر مدخل مليء بالنجاسات، باعتبار أن الاسماعيليين هم نجس لا بد من التطهر من نجاساتهم، وواضح ان مخطط الاحتلال في المسجد الاقصى يهدف الى ايجاد حوض لليهود يمتد من باب الاسباط مرورا بمقبرة الرحمة المرتبطة بالقصور الاموية وسلون، ويمتد الى اقصى الجنوب الغربي لحائط البراق، وبذلك سيحقق الاحتلال فصلا ماديا بين المسجد، ومحيطه الشرقي والجنوبي، ويستحوذ الاحتلال على المسجد الاقصى من داخله عبر محاصرته من اكثر من جهة تمهيدا لإحكام السيطرة “المادية ” على القبة المشرفة، تمهيدا لتحقيق الوعد الاخير؟.
الاحتلال للمسجد الاقصى وللمدينة المقدسة وعمليات التهويد الجارية على قدم وساق دفعت بعض المفكرين اليهود ممن يتابعون سياسات المؤسسة الاحتلالية في القدس منذ الاحتلال عام 1967، إلى التحذير من مغبة الذهول والعيش في سكرات القوة تحسبا للحظة قادمة، فإتمام السيطرة على المنطقة الشرقية من البيت المقدس والسيطرة على مقبرة الرحمة وباب الرحمة قد يكون آخر حلقات العلو اليهودي، فقانون القومية نفى وجود هوية اسرائيلية جامعة لليهود، وأكد على هوية يهودية، ستكون تعريفاتها بدايات تشظ داخلي شرع به نتنياهو في حرب مشرعة على اليسار الاسرائيلي الرافض للقومية، وكأن سقوط الحجر وبدايات سقوط باب الرحمة المؤشر الاول لسقوط الدولة.



