أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

عمرو خالد.. بين الدعوة للدين والدعاية للدجاج

على مدى سنوات مضت كان الداعية الإسلامي عمرو خالد يخطف الأضواء في شهر رمضان ببرامجه الدينية والدعوية، لكن السنوات القليلة الماضية شهدت خفوتا نسبيا لنجمه، قبل أن يعود هذا العام إلى خطف الأضواء مجددا ليس بفضل برنامج ديني جديد ولكن بإعلان دعائي لنوع من الدجاج.

أثار الأمر ما يشبه الصدمة على مواقع التواصل لتسرع شركة “دواجن الوطنية” السعودية إلى سحب الإعلان من كافة صفحاتها، لكن احتفاظ العديد من النشطاء بنسخة من الفيديو تسبب في بقاء الجدل الذي طغت عليه مشاعر الغضب والاستغراب.

وجاء سيناريو الإعلان مثيرا لشغف البعض وغضب البعض الآخر، ففي البداية يربط الداعية بين أداء العبادات والاهتمام بالصحة ليدلف من ذلك إلى أهمية تناول الطعام الصحي ويقدم للمشاهدين الطباخة آسيا عثمان التي وصفها بأنها “أحسن مطورة للأكلات الصحية”، وبدأت الأخيرة في امتداح دجاج الوطنية قبل أن يعطي الداعية الأمر بعدا دينيا ويبشر من يستجيب لتناول هذا الدجاج بأن ارتقاءه إلى الله في التراويح وقيام الليل سيكون أحلى.

وعلق حساب أحمد فتحي على تويتر ساخرا من حماس الداعية في الإعلان قائلا إنه “تحدث عن فراخ الوطنية بنفس الحماس الذي كان يتحدث به عن غزوة بدر”، في حين ذهب حساب يحمل اسم حمد أبعد من ذلك، وقال إن عمرو خالد “ناقص أن يقول إن الرسول كان يحب دجاج الوطنية”.

أما حساب نرمين حمد فقد وجه نقده إلى الداعية وكذلك للشركة التي استعانت به لتسويق منتجاتها قبل أن يضيف ساخرا “لا لخلط الدين بالسياسة، نعم لخلط الدين بالدجاج”.

وفي فيسبوك حمل حساب حسام عبد العزيز على الداعية الشهير متسائلا: هل هذا هو عمرو خالد الذي كان يحكي للناس عن ثلاثة ما أخرجهم من بيوتهم إلا الجوع فكانوا خير هذه الأمة، هل هذا هو عمرو خالد الذي كان يقص علينا قصة أصحاب رسول الله في شعب أبي طالب وهم يأكلون أوراق الشجر؟!”.

واختار حساب مصطفى الحسيني أن يشير إلى أن عمرو خالد سبق له أن قدم إعلانا لشبكة “أي آر تي” السعودية عام 2005 يستخدم فيه عبارات دينية ثم عاد واعتذر عنه عام 2010، ثم عاد وقدم إعلانا للدواجن مستخدما عبارات دينية فهل سيعتذر عنه في 2023؟

وعمرو خالد لمن لا يعرف هو أحد أشهر من وصفوا بـ”الدعاة الشبان” في العقدين الأخيرين، وبعد انتشار لسنوات عبر الراديو والتلفزيون أصبح خالد أيضا من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما توضحه صفحته على فيسبوك التي تحظى بمتابعة نحو 29 مليون شخص وتشير إليه صفحته على تويتر ذات الـ11 مليون متابع.

وببحث بسيط على شبكة الإنترنت تخبرك صفحته أنه يحمل شهادة الدكتوراه في علوم التعايش، وأنه أحد أكثر الدعاة المسلمين والمصلحين الاجتماعيين تأثيرا في الشرق الأوسط، في حين يصفه موقع ويكيبيديا بأنه “داعية إسلامي ومفكر مهتم بالإصلاح الاجتماعي”.

وقبل أن تتباين الآراء في الرجل بسبب مواقف وتصريحات سياسية جدلية أدلى بها في السنوات القليلة الأخيرة كان يحظى بحالة واضحة من الإعجاب من فئات كثيرة بالنظر إلى أسلوبه الدعوي الذي تميز بالجاذبية، خصوصا لأوساط الشباب والشابات، كما تميز بقدرته على التبسيط وكذلك على التأثير العاطفي.

لكن مواقف الرجل من الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عام 2013 عندما كان وزيرا لدفاع الرئيس المنتخب محمد مرسي، وكذلك مواقفه من عملية فض اعتصام مؤيدي مرسي التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى جلبت له الكثير من الانتقاد ونقلته عند البعض من خانة الداعية الماهر إلى خانة الخائن لدينه ووطنه.

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى