معطيات وزارة المعارف تكشف التمييز الصارخ بالميزانيات بين العرب واليهود
موطني 48
نشرت وزارة المعارف الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، تقريرا موسعا لتقييم خططها لتطوير التعليم في البلاد ورفع نسب الحاصلين على شهادة “بجروت” كاملة أو شهادة بجروت مع 5 وحدات تعليمية في الرياضيات، وأظهرت النتائج الفجوة الكبيرة بين المدارس العربية واليهودية من حيث تخصيص الميزانيات أو بين المدارس من ذات الفئة نفسها من حيث الدعم والخلفية الاقتصادية للمناطق التي تتواجد بها المدارس، كما بحث التقرير في معدلات العنف، زاعما أن المدارس العربية تعاني من معدلات عنف مرتفعة قياسا مع المدارس اليهودية.
وبحسب التقرير، ورغم وجود تحسن طفيف في نسبة المستحقين لشهادة بجروت مع 5 وحدات في مادة الرياضيات، إلا أن نحو 35 % من المدارس الثانوية في البلاد لا يوجد فيها شهادة بجروت واحدة مع 5 وحدات رياضيات و19% من هذه المدارس لا يمكن التقدم فيها لامتحان البجروت بهذا المستوى من الرياضيات.
وبيّن التقرير أنه كلما كانت الخلفية الإقتصادية للمدرسة أفضل كان عدد الطلاب الدارسين لـ 5 وحدات رياضيات أعلى، وذكر أنه من بين 55% من المدارس الثانوية في البلاد استحق أقل من 10% من الطلاب لشهادة بجروت مع 5 وحدات في الرياضيات، علما أن المعدل القطري هو 11.4%.
واعتبرت ثانوية “يركا” الأفضل على مستوى البلاد، من حيث نسبة المستحقين لبجروت مع 5 وحدات رياضيات، وتبين أن 77% من طلاب المدرسة نالوا شهادة بجروت كاملة بمستوى رياضيات 5 وحدات، وبحسب التقرير فإن معظم المدارس التي استحق طلابها شهادة بجروت بالمستوى المذكور في الرياضيات هي مدارس تستقبل أفضل الطلاب وفق نظام تصنيفي وامتحانات قبول ودفع أقساط تعليمية سنوية، وهي تؤشر في العادة على مستوى اقتصادي جيد للطلاب الذين يقصدونها.
وتحدث تقرير وزارة المعارف أيضا، عن معطيات مرتبطة بالأجواء التعليمية في المدارس “الإقليم المدرسي” مثل حالات العنف بين الطلاب والعلاقات بين الطلاب والمعلمين، وبحسب التقرير، سجّلت المدارس العربية أعلى النسب في وقوع حوادث عنف مثل: المدرسة الثانوية في “أبو غوش” 29% من الطلاب تورطوا في حوادث عنف، في تل السبع: 22% من الطلاب، في جولس 18% من الطلاب، في الزرازير 16% من الطلاب، وفقط في مدينة الخضيرة (منطقة يهودية) سجّل تورط 9 % من الطلاب في حوادث عنف.
واستعرض التقرير العلاقة بين استثمار السلطة المحلية في دعم التعليم بالميزانيات وبين جودة التعليم، وقال إن بعض السلطات المحلية تستثمر في الطالب الواحد نحو 40 ألف شيقل سنويا، علما أن المعدل العام لتكلفة الطالب تصل إلى 24 ألف شيقل في السنة الواحدة.
وذكرت صحيفة هآرتس في تعقيبها على التمييز بالميزانيات بين المدارس، أن وزارة المعارف لا تمول المدارس بشكل منصف، ويعاني الوسط العربي من إجحاف في الميزانيات المخصصة للتعليم بشكل كبير مقارنة مع المدارس اليهودية، كما تدعم الوزارة المدارس ذات الصيغة الدينية والخاصة بشكل كبير مقارنة مع غيرها من المدارس الأخرى، حيث يعاني الوسط الديني “الحريدي” من إجحاف وإهمال كبير في هذا الشأن.
ولفت الصحيفة إلى أن وزارة المعارف ومن خلال اعتماد التمييز في الميزانيات بين المدارس، تساهم في اتساع الفجوة بين مستويات التعليم في البلاد، وذلك لصالح المناطق الأفضل من حيث خلفيتها الاقتصادية والاجتماعية.
وحتى في موضوع تقديم تسهيلات في البجروت للطلاب الذين يعانون من مصاعب تعليمية، اظهر التقرير تمييزا صارخا لصالح المدارس اليهودية، حيث تحظى بتسهيلات كبيرة مقارنة مع المدارس العربية التي تعاني أصلا من شح الميزانيات.
وأظهر التقرير أن 3% فقط من المدارس الثانوية في البلاد (35 مدرسة)، يحصل كل طلابها على شهادة بجروت كاملة، وفي 15% من المدارس الثانوية لا يحصل الطلاب على شهادة بجروت كاملة وهي مدارس حريدية أو تكنلوجية.
وقال التقرير إن معظم المدارس الثانوية المتفوقة على مستوى البلاد، تقع في مناطق بالأطراف وليس كما هو متوقع في المركز والشارون حيث الحالة الاقتصادية الافضل، وأظهرت قائمة المدارس الممتازة والتي حصل معظم طلابها على شهادة بجروت كاملة ونوعية من حيث الوحدات التعليمية، وجود المدارس العربية: باقة الغربية (القاسمي) وأم الفحم (الأهلية) ومدرسة عتيد في كفر قرع.
واعترف التقرير أن المدارس الخاصة والتي تستقبل الطلاب وفق نظام تصنيفي ويقصدها أفضل الطلاب، تحقق أعلى المعدلات في استحقاق شهادة البجروت.