إدانة الشاعرة دارين طاطور بـ”التحريض على العنف” والحكم نهاية الشهر الجاري
طه اغبارية
أدانت محكمة الصلح في مدينة الناصرة، ظهر اليوم الخميس، الشاعرة دارين طاطور، من قرية الرينة، بتهمة التحريض على العنف، بعد كتابتها لقصيدة ونشرها في مواقع التواصل، ورفعت المحكمة جلستها إلى النطق بالحكم نهاية الشهر الجاري (31/5/2018).
وقضت طاطور، عامين ونصف العام بين السجن والاعتقال المنزلي، وكانت الشرطة قد اقتحمت منزلها في 11 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، واعتقلتها، وقدمت ضدها لائحة اتهام، في تشرين الثاني/ نوفمبر، تشمل “التحريض على العنف ودعم تنظيم إرهابي”. وجاء الاعتقال بسبب قصيدة كتبتها الشاعرة بعنوان “قاوم يا شعبي قاوم”، إضافة إلى مشاركتين في الفيسبوك تبدي فيهما تخوفا من إمكانية أن تكون “الشهيدة القادمة”، وذلك في أعقاب جريمة إعدام الطفل محمد أبو خضير حرقا. وبعد شهور قضتها في المعتقل أفرج عنها، وأخضعت للحبس المنزلي، ومنعت من استخدام الإنترنت أو إجراء اتصالات. وفقط في أيار/ مايو الماضي جرى تخفيف بعض القيود التي فرضت عليها.
وعقّبت الشاعرة دارين طاطور لـ “موطني 48” على قرار المحكمة بالقول: “لست نادمة على أي شيء لأنني لم ارتكب جرما ولم اخالف قانونا”.
وندّد السيد توفيق طاطور، والد دارين، بقرار المحكمة إدانة ابنته، وقال لـ “موطني 48”: “هذا القرار يفضح المزاعم حول أخلاق وديموقراطية هذه الدولة، ما يكتبه عناصر اليمين وقياداتهم من تحريض على قتل العرب وحرقهم واستهدافهم، لا يمكن مقارنته بما كتبته دارين، ولكن المحاكم الاسرائيلية لم تعتقل يهوديا واحدا بتهمة التحريض ونادرا ما تستدعي أمثال هؤلاء للتحقيق”.
وقال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، في حديث لـ “موطني 48”: “ما وقع على الاخت دارين هو الظلم بعينه، تماما كما يحدث في ملف الأخ عاشق الأقصى، يحيى السوطري من الناصرة، والذي نظر اليوم أيضا في ملفه في محكمة الناصرة”.
وأضاف خطيب: “في الواقع تريد المؤسسة الإسرائيلية وحكومة نتنياهو، أن تجرّم كل من يريد القيام بواجبه من أبناء شعبنا، تجاه قضيته وثوابته، الأخت دارين والأخ يحيى هما أصحاب قضية عادلة، عبرا عن قناعتهما ونصرتهما لقضايا شعبنا، ولكن للأسف نحن نعيش في زمن عجيب، زمن الظلم الذي يطرب على وقعه نتنياهو وزمرته”.
وقال الشيخ حسام أبو ليل، رئيس حزب الوفاء والإصلاح، وكان أحد المتضامنين، مع الشاعرة طاطور في جلسة المحكمة: “جئت اليوم لاقف مع الاخت دارين، التي تناضل بكلمتها مثل العديد من أبناء شعبنا، الذين يناضلون بشتى وسائل التعبير والاحتجاج على الظلم الإسرائيلي”.
وأضاف أبو ليل في حديث لـ “موطني 48”: “أدينت اليوم الأخت دارين لأنها عبّرت عن التزامها بثوابت شعبها وانتصاره لمشروعه في التحرر والانعتاق من الظلم، وما تتعرض له دارين وكل من تلاحقهم المؤسسة الظالمة، هو ملاحقة سياسية ظالمة ومرفوضة، يريدون ان يحاسبوننا على مشاعرنا حتى، يريدون منّا أن نتحرر من إنسانيتنا، يريدوننا أن نكون آلات متحركة في وطننا، ولكن نقول، الحرية والكرامة للأخت دارين والحرية والكرامة لكل أسرانا ومعتقلينا، وقضيتنا وقضية الأخت دارين منتصرة رغم كل التهم الكثيرة والباطلة، دارين منتصرة بأبناء شعبها وتمسكها بقضيتها وثوابتها، وهي على طريق الحق والحرية”.
هذا وتضامن مع الشاعرة دارين طاطور، في محكمة اليوم، العشرات من النشطاء العرب واليهود، وعدد من قيادات الداخل الفلسطيني، كان من بينهم: السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، والشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، والشيخ حسام أبو ليل، رئيس حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني، والإعلامي حامد اغبارية، مسؤول الهيئة الشعبية لنصرة عشاق الأقصى، والنائبة حنين زعبي، والمحامي زاهي نجيدات.