أخبار رئيسيةعرب ودولي

تايمز: حرب على القضبان.. روسيا تستهدف سكك حديد أوكرانيا

قالت صحيفة تايمز البريطانية إنه منذ الأيام الأولى للغزو الروسي، أدركت موسكو أن السيطرة على الأرض لا تكتمل بدون السيطرة على الشرايين التي تغذي الدولة بالحياة. ومع تعثر الرهان على سقوط كييف، تحولت السكك الحديدية الأوكرانية إلى حرب استنزاف صامتة وشرسة تهدف إلى خنق الاقتصاد، وتفكيك المجتمع، وتقطيع أوصال البلاد.

وفي تقرير للصحيفة من قلب محطة لوزوفا المدمّرة في مقاطعة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، ترسم محررة الشؤون العالمية كاثرين فيلب صورة مكثفة لمعركة تُخاض على قضبان السكك الحديدية، حيث يمتزج الرمزي باللوجستي، والإنساني بالإستراتيجي.

ولم يعد دور السكك الحديدية في أوكرانيا مقتصرا على نقل الركاب والبضائع فقط، بل باتت تحمل الجنود والإمدادات العسكرية إلى الجبهات، وتحافظ على اتصال المدن الكبرى على الرغم من الهجمات المستمرة عليها التي بلغت أكثر من 3700 هجوم منذ أغسطس/آب الماضي.

شريان للجيش
وبحسب مستشار وزير الدفاع الأوكراني السابق، يوري ساك، فإن السكك الحديد تمثل “شريانا لوجستيا حيويا للجيش الأوكراني” ويتعمد الروس استهدافها لإضعاف قدرة البلاد على الدفاع وإلحاق الضرر بحياة المدنيين.

ويسلط تقرير التايمز الضوء على التصعيد الروسي الأخير ضد شبكة السكك الحديدية الأوكرانية، مؤكدا أن الهجمات على الجسور والمحطات والقضبان تضاعفت 3 مرات منذ يوليو/تموز الماضي، مع تسجيل أكثر من 600 ضربة في الأشهر الستة الأخيرة. ويرى المسؤولون الأوكرانيون أن هذه الحملة تهدف إلى تفكيك البنية التحتية للدولة وعزلها اقتصاديا ولوجستيا.

وتنطلق كاثرين فيليب في تقريرها من محطة لوزوفا، وهي عقدة مواصلات تاريخية في شرق أوكرانيا تعود لعهد حكم القياصرة، وقد تعرضت في الآونة الأخيرة لدمار كبير إثر هجوم بـ15 طائرة مسيرة انتحارية.

وعلى الرغم من استئناف الخدمة في غضون يومين، إلا أن حركة القطارات انخفضت من 32 قطارا يوميا قبل الغزو إلى 8 فقط حاليا، نتيجة تدمير الجسور المحيطة. وتستحضر الكاتبة هجمات مبكرة دامية، أبرزها مجزرة محطة كراماتورسك في أبريل/نيسان عام 2022 التي قُتل فيها 63 مدنيا، مع اتهامات باستخدام ذخائر عنقودية.

3 مراحل
ويوضح التقرير إستراتيجية روسيا التي مرت بـ3 مراحل، حيث بدأت الأولى باستهداف المناطق الحدودية لخلق “منطقة رعب” وعزلها، ثم انتقلت لضرب خطوط الشحن المؤدية للموانئ لشل الاقتصاد، وأخيرا مهاجمة خطوط الإمداد العسكري إلى جبهات القتال.

وتبرُز لوزوفا بوصفها خط تماس في معركة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث تقلصت حركة القطارات باتجاه كراماتورسك بسبب التدهور الأمني، ما دفع إلى استبدالها بحافلات أقل قدرة وأكثر خطورة.

ووفق صحيفة تايمز، يدفع عمال السكك ثمنا باهظا، إذ قُتل أكثر من ألف منهم وأُصيب 3 آلاف منذ الغزو الروسي عام 2022، في حين يرتدي السائقون اليوم سُترا واقية ويحملون بنادق صيد للتصدي للمسيّرات. وفي المقابل، تستغل روسيا شبكة السكك الحديدية نفسها خلف خطوط العدو عبر قطارات مدرعة لنقل السلاح والذخيرة.

وينقل التقرير صورة إنسانية مؤثرة من داخل حطام محطة لوزوفا؛ حيث يصر العمال على وضع زينة عيد ميلاد المسيح عليه السلام وتجهيز قاعات انتظار مؤقتة على الرغم من الدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى