“في سبيل المجد” يعلو في الدوحة هل يصبح نشيد سوريا الجديد؟ (شاهد)

“فِي سَبيلِ المَجدِ والأوطانِ نَحيا ونَبيدْ .. كُلُّنا ذو همَّةٍ شَمَّاءَ جبّارٌ عنيدْ
لا تُطيقُ السَّادةُ الأحرارُ أطواقَ الحديدْ .. إنَّ عَيشَ الذُّل والإرهاقِ أولىٰ بالعَبيدْ
لا نَهابُ الزَّمنْ إنْ سَقانا المِحَنْ .. في سَبيلِ الوطنْ كَم قَتيلٍ شهيدْ!”.
هذه الأبيات جزء من نشيد “في سبيل المجد” الذي ألفه الشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة، ولحنه الأخوان محمد وأحمد فليفل، وقد تم عزفه يوم أمس الاثنين كنشيد وطني لسوريا في حفل افتتاح بطولة كأس العرب بالدوحة، بدلا من النشيد الرسمي الحالي “حماة الديار عليكم سلام” الذي كتب كلماته الشاعر خليل مردم بيك.
بعد استخدامه في بطولة كأس العرب بالدوحة: هل اعتُمد نشيد "في سبيل المجد" كنشيد وطني سوري؟ pic.twitter.com/RazNVkfo68
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) December 1, 2025
هذا المشهد أثار تساؤلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان نشيد “في سبيل المجد” سيعتمد رسميا كنشيد وطني بديل لسوريا، خاصة بعد أن شهد هذا النشيد انتعاشا كبيرا في شعبيته عقب سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أواخر 2024.
مغردون اعتبروا أن “في سبيل المجد” أصبح النشيد الوطني المؤقت لسوريا بعد التغيير السياسي، لكونه يحمل رسالة روح الفداء والتضحية من أجل الوطن، وأن كلماته المنقوشة بماء الذهب تعكس قيم البطولة والوفاء، مقدمة لسوريا الجديدة رموز العزة والكرامة التي تستحقها.
مشهد جميل اليوم في كأس العرب
المنتخب السوري يردد النشيد الذي غاب عن سوريا لأكثر من 65 عام، نشيد الجمهورية السورية الأولى، من كلمات الشاعر الكبير عمر أبو ريشة، هذا النشيد بقي رسميًا حتى عام 1958 عند قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا. 🇸🇾 pic.twitter.com/bf6iZPLFmt
— عبدالله البندر (@a_albander) December 1, 2025
وأكد آخرون أن النشيد يتردد اليوم في وجدان السوريين أكثر من أي وقت مضى منذ كتابته قبل 65 عاما، باعتباره صوت الثورة الحرة.
من جانب آخر، أشار بعض المستخدمين إلى أن نشيد “حماة الديار” ليس مرتبطا بأي نظام سياسي سابق، إذ تم اعتماده لأول مرة في سوريا عام 1938 في عهد الرئيس محمد علي العابد، كما يتشارك مع “حماة الديار” في أنه من ألحان الأخوين فليفل.
لا إرادياً اذا سمعنا حماة الديار تنحل ركبنا 😂 من قد ما شفنا عذاب على أياديهم وبأسواطهم
يا رجل للآن اذا مرت طائرة حربية من الأجواء وكنت شارد أقسم بالله أفزع لا إرادياً
بلاها من أشياء تذكرنا كل ساعة بعذاب السنين— حميدي بن خلف (@QBbREf1M1mISrXs) December 2, 2025
ولفت أحد المغردين إلى مفارقة، حيث لاحظ أن معظم السوريين الحاضرين في الملعب، وحتى اللاعبين، لا يعرفون “نشيدهم الوطني الجديد”، فعند عزف النشيد التونسي كان الملعب يهتز بأصوات الجمهور، لكن حين أعلن المذيع الداخلي بدء عزف النشيد السوري، ساد صمت واسع في المدرجات.
هذا الأمر، بحسب المعلقين، يستدعي تحركا عاجلا من الجهات المعنية بالهوية السمعية للدولة السورية، عبر حملات توعية شعبية، لأن تعبئة الشعوب ترتبط إلى حد كبير برموز الهوية الثقافية والفنية، كما أن الأهازيج والفلكلور الشعبي غالبا ما يكون لها أثر أعمق في النفوس من صوت المدافع والصواريخ.



