أخبار رئيسيةمحلياتومضات

“العليا” تنظر في التماس لتخفيف أحكام ثلاثة شبان من طمرة شاركوا في “هبة الكرامة” وأمهاتهم يروين وجع اللقاء

عُقدت اليوم، الاثنين، في المحكمة العليا الإسرائيلية بالقدس جلسة للنظر في الالتماس الذي قدّمه طاقم الدفاع عن ثلاثة شبان من مدينة طمرة – بهاء أبو الهيجاء (25 عامًا)، ومحمد غانم أبو الهيجاء (23 عامًا)، ومحمد هشام أبو رومي (23 عامًا) – المعتقلين منذ أحداث “هبة الكرامة” التي اندلعت في أيار/ مايو 2021.

ويهدف الالتماس إلى تخفيف الأحكام أو إلغائها بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على اعتقال الشبان، وذلك عقب إصدار المحكمة المركزية في حيفا، بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، أحكامًا بالسجن الفعلي لمدة سبع سنوات بحقهم، بتهمة “تنفيذ عمل إرهابي متعمّد على خلفية قومية ومعاداة اليهود”.

في حديث معها، عبّرت نور أبو الهيجاء، والدة المعتقل محمد غانم أبو الهيجاء، عن مشاعر مختلطة بين الصبر والألم خلال حضورها الجلسة ولقائها ابنها لأول مرة منذ عامين.

وقالت الأم بصوتٍ يغلب عليه التأثر: “الحمد لله على كل حال. أكثر ما كان يخيفني ليس قرار المحكمة، بل كيف سأرى ابني بعد سنتين من الغياب. كنت أتساءل إن كان ما يزال قويًّا كما عرفته.”
وتتابع: “عندما رأيته، فوجئت أنه واقف وصامد. بالعكس، هو من رفع معنوياتي وقال لي : يمّا لا تخافي، نحن بخير. كلماته منحتني القوة والإيمان”.

لكن لحظة الفرح سرعان ما تحوّلت إلى صدمة حين لاحظت آثار حروق على يديه، وتروي: “سألته: ما الذي حدث؟ فأجابني بهدوء:ح رقوا يدي بالمياه الساخنة. حاولت التماسك كي لا أزيد ألمه.”

تؤكد الأم أن ابنها وبقية الأسرى يعيشون ظروفًا قاسية داخل السجن، تشمل الإهمال الطبي وسوء المعاملة، مضيفة:
“ابني يعاني من مرض جلدي بسبب قلة النظافة، والعلاج لا يدخل بسهولة. الأسرى يُهانون ويُجَوَّعون، لكنهم صامدون بإيمانهم.”

كما أشارت إلى تقييد زيارات الأهالي والمحامين بشكل متكرر، قائلة:
“آخر زيارة كانت في تموز/ يوليو، ومنذ ذلك الحين تُلغى المواعيد باستمرار. حتى المحامي لم يُسمح له بالدخول أكثر من مرة. ابني سألني اليوم: لماذا المحامي لا يزورني؟ لأنه بحاجة إليه فعلًا.”
ورغم هذه المعاناة، تؤكد الأم تمسكها بالأمل: “نحن نصبر ونتقوّى بالدعاء والقرآن. أبناؤنا يقضون وقتهم في التلاوة، وهذا ما يطمئننا من الداخل.”

كان الشبان الثلاثة قد اعتُقلوا بين أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 2021، على خلفية مشاركتهم في احتجاجات “هبة الكرامة”، التي اندلعت في البلدات العربية داخل أراضي 1948 ضد العدوان على غزة، واقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولات تهجير أهالي الشيخ جراح، إلى جانب اعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب.
اعتُقل محمد غانم أبو الهيجاء في 20 أيار/ مايو 2021، وبهاء أبو الهيجاء في 25 أيار، ومحمد هشام أبو رومي في 5 حزيران. وقضى كلٌّ منهم فترة في الحبس المنزلي قبل دخول السجن في آب/ أغسطس 2022.
ومن بين المعتقلين الآخرين من طمرة على خلفية الأحداث نفسها:
إبراهيم مريح، حُكم عليه بالسجن خمس سنوات.
مصطفى عوّاد (23 عامًا)، حُكم عليه بالسجن ثماني سنوات في حزيران/ يونيو 2023 بعد إدانته بتهم “الإرهاب” و”الاعتداء على مستوطن”.

قال هاشم أبو رومي، عمّ المعتقل محمد أبو رومي، إن العائلة شاهدت ابنها عبر تطبيق “زوم” بعد انقطاع ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أنه “بدا أكثر نضجًا وتغيّرًا”. وأضاف: “الحكم عليه كان ظالمًا، فقد كان في الثامنة عشرة من عمره وقت المظاهرة. نأمل أن تُخفف المحكمة العليا الحكم قريبًا”.

من جهته، أوضح المحامي أحمد مصالحة، الموكل بالدفاع عن المعتقل بهاء أبو الهيجاء، أن الالتماس قُدّم منذ عامين لكن تأجّل بسبب الأوضاع الأمنية. واعتبر أن جلسة اليوم كانت إيجابية، مضيفًا:
“القضية تختلف عن غيرها، فالمعتقلون شباب صغار بلا سوابق أو انتماءات تنظيمية.”

واختتمت الأم نور أبو الهيجاء حديثها بكلمات تختصر الوجع والأمل: “الحمد لله على كل حال. نؤمن أن العدل لا بد أن يظهر في النهاية، وأن الله سينصف أولادنا الذين صبروا وثبتوا رغم كل شيء”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى