يا معشرَ الشباب: الوَشْمُ حرامٌ شرعًا، فاحذروا…

الحمدُ للهِ الذي خَلَقَ الإنسانَ في أحسنِ تقويم، وكرَّمَهُ بالعقلِ والدِّين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيّدِنا محمّدٍ النّبيِّ الأمين، الذي جاءَ ليُتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ ويَهدي إلى صراطٍ مستقيم.
أيُّها الأهلُ الأحبَّة…
لقد لاحظنا في الآونةِ الأخيرةِ انتشارَ ظاهرةِ الوَشْمِ (الكَعْكوع) بينَ جيلِ الشَّباب، وخاصَّةً بينَ طلّابِ المدارسِ الثانويَّة، ممّا دعانا إلى تبيينِ الموقفِ الشّرعيِّ من هذه الظاهرة، وتنبيهِ النّاشئةِ إلى خطورتِها.
أوَّلًا: جسدُك أمانةٌ لا مِلكًا لك
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾
فجسدُك أمانةٌ من اللهِ تعالى، فاحفظْه كما خَلَقَه، ولا تُشوِّه جمالَ الفطرةِ بموضةٍ زائلةٍ أو تقليدٍ غريبٍ عن دينِنا وهُويَّتِنا.
ثانيًا: تحريمُ الوَشْمِ في السُّنَّةِ النبويَّة
قال رسولُ الله ﷺ: «لَعَنَ اللهُ الواشِمَةَ والمُسْتَوشِمَةَ…»
واللَّعنُ هنا دالٌّ على شدَّةِ التَّحريم، لأنَّ الوَشْمَ يُعَدُّ تغييرًا لخلقِ اللهِ تعالى وتشويهًا للجسدِ الذي كرَّمهُ الخالقُ عزَّ وجلّ.
ثالثًا: القرآنُ يُحذِّرُ من اتِّباعِ الشَّيطان
قال تعالى: ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾
فالوَشْمُ من مظاهرِ اتِّباعِ خطواتِ الشَّيطان، الذي يُغري الإنسانَ بتغييرِ خلقِ اللهِ باسمِ الحرّيَّةِ أو الجمالِ أو التميُّزِ الزائف.
وعليه نؤكد أن إزالةِ الوَشْمِ والتوبةِ منه ضرورية
من وقعَ في هذا الفعلِ فعليه أن يُبادِرَ إلى التوبةِ الصادقةِ أوّلًا، ويندمَ على ما فعلَ، ويعزمَ على ألّا يعودَ إليه.
وأمّا إزالةُ الوشمِ من الجسدِ، فإن أمكنَ طبّيًّا دون ضررٍ بالغٍ فذلك أفضَلُ وأكملُ في التوبة، شريطةَ ألّا يُسبِّبَ ذلك أذًى أو تشويهًا جديدًا للجسد.
وقد جاء في فتوى المجلس الإسلاميّ للإفتاء في الداخل الفلسطينيّ (48) برئاسة الأستاذ الدكتور مشهور فواز ما نصّه:
“لو غرز بدنه وشمًا بعد سنّ التّكليف فإنّه يجب إزالته إن أَمِن الضّرر.”
(المجلس الإسلاميّ للإفتاء، رقم الفتوى 1397، بتاريخ 7/2/2023م)
فإذا خاف الإنسان من الضرر أو لم يكن بالإمكان إزالة الوشم إلا بمشقّةٍ بالغة، فتكفيه التوبةُ الصادقةُ والندمُ والعزمُ على عدم العَود، واللهُ غفورٌ رحيم.
ختامًا، دعوةٌ صادقةٌ من القلب لشبابَنا وفتيَاتِنا:
لا تجعلوا أجسادَكم لوحاتٍ للتقليد، بل مرايا للنَّقاء والإيمان.
فمن وقعَ في هذا الفعلِ فليبادرْ إلى التوبةِ، فبابُها مفتوح، وربُّنا غفورٌ رحيم، قال تعالى:
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ﴾
جمالُ المؤمنِ في طهارتِه، لا في وَشْمِه، وزينتُه في أخلاقِه، لا في شكلِه…
إخوانُكم في:
دعوة أحفاد الصِّدّيق



