الشيطان يعمل ساعات إضافية

حامد اغبارية
ما يحدث بين أفغانستان الإسلامية وبين باكستان المسلمة، المحكومة بطغمة تدين بالولاء لأعداء الأمة، لم يقع فجأة، بل هو أمر دبّر بليل.
إنه الشيطان يعمل ساعات إضافية، لا يكل ولا يمل، ولا يترك بقعة خضراء إلا وأشعل فيها النار، ولا بلدا آمنا إلا وبث فيه الفتنة.
قبل أسابيع خرج دونالد ترامب يطالب أفغانستان باستعادة قاعدة “باغرام” التي طُرد منها جيش بلاده، بعد أن أذاقه الأفغان العلقم.
وبطبيعة حال أي دولة ذات عزة وكرامة واعتداد بدينها وعقيدتها، رفضت أفغانستان الطلب، وأبلغت واشنطن أنها لا يمكن أن تتنازل عن شبر من أرضها للأجنبي.
فهل يسكت الطاووس المنتفش؟
كما نعلم فإن رئيس باكستان شارك في مسرحية التوقيع على خطة ترامب المتعلقة بغزة، وقبل ذلك شارك في اجتماع الصورة الجماعية مع الطاووس المغرور.
وكما نعلم كذلك فإن “الأشياء” عندما تلتقي لبحث شيء معيّن، فإنها تتحدث على “الهامش” حول أشياء أخرى هي أكثر أهمية من ذلك “الشيء المعيّن”!!
ومن الأشياء التي يبدو أن ترامب ورئيس باكستان قد ناقشاها مسألة “باغرام” وتلك الإمارة الإسلامية التي تقف لترامب في الزور!
وطبعا، نظام باكستان، المنقلب أصلا على الشرعية، لا يسعه إلا أن يسعى “لتحقيق الأمن على حدوده من أفغانستان وملاحقة الإرهابيين”!!
ثم إن الطاووس سوف يتدخل “لإحلال السلام” بين البلدين”، ثم يُعقد مؤتمر لالتقاط الصورة، ثم تتناثر عبارات الشكر والثناء للرئيس الحريص على السلم العالمي، لعله في نهاية المطاف يعود إلى “باغرام”!! من أجل “الحفاظ على الأمن والسلم وأخوّة الشعوب”!!
غير أن الطاووس ربما لا يعلم أن رؤوس الأفغان أصعب قليلا من رؤوس الغزيين!!
ومن الآن يمكن القول: الأمور لن تنتهي عند أفغانستان. فهي فتن متتابعة، كلما انتهت فتنة جاءت فتنة أشد منها، ثم تدور الفتن وتدور، لتعود من جديد إلى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.



