العربيّة لغتنا

د. رضا اغبارية – رئيس مبادرة “العربية لغتنا”
(11)
شَائِقٌ وَمُشَوِّقٌ / شَائِقَةٌ وَمُشَوِّقَةٌ
تسمعهم يقولون: قرأت رواية شيّقة. وكلامه شيّق…
والصّحيح أنّه: قرأ رواية شَائِقَةً / مُشَوِّقَةً. وكلامه شَائِقٌ / مُشَوِّقٌ.
والسبب في ذلك هو أنّ معنى كلمة شيّق: مشتاق ومنجذب. ومنه قول محمّد الحصريّ:
قَلْبٌ إِلَى لُقْيَا الْأَحِبَّةِ شَيِّقُ وَمَدامِعٌ طُولَ الْمَدَى تَتَرَقْرَقُ
أي أنّ قلب الشاعر مشتاق إلى لقاء أحبّائه، وينتظر بحرقة مشاهدة أنوارهم، ودموع عينيه لا تتوقّف طوال الوقت عن الهَمْيان…
وقول أبي زبيد الطائيّ:
أَنَّ الْفُؤَادَ إِلَيْهِمْ شَيِّقٌ وَلِعُ مَنْ مُبْلِغٌ قَوْمَنَا النَّائِينَ إِذْ شَحَطُوا
أي هل هناك من يوصل رسالة إلى قومي، بعد أن ابتعدوا عني ورحلوا، يخبرهم فيها أنّ قلبي مشتاق إليهم، ويرغب بشدّة في لقياهم؟
وقول المتنبّي:
مَا لَاحَ بَرْقٌ أَوْ تَرَنَّمَ طَائِرٌ إِلَّا انْثَنَيْتُ وَلِي فُؤَادٌ شَيِّقُ
أي ينعكس في قلبه ويهيج، حين ظهور البرق، أو سماع تغريد طائر، التوقُ والشوقُ إلى لقاء من يُحبّ.
أمّا الشّائق والمُشَوِّق، فهو الحديث الجميل والمنير، الذي يشوّقك ويجذبك، ولا تنفكّ تريد سماعه والإصغاء إليه.
وآمُل أن يكون حديثي هنا شائقًا ومُشوِّقًا، وأنّ المعلومات التي أنقلها لكم شَائِقَةٌ وَمُشَوِّقَةٌ.



