إعلام عبري: إسرائيل تخطط لـ”مدينة إنسانية” برفح لـ”تهجير الفلسطينيين”

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، إن إسرائيل تخطط لإقامة ما تسميه “مدينة إنسانية” على أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ضمن مخططاتها لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم.
وذكرت الهيئة أن هذه المدينة ستقام بين محوري “فيلادلفيا” و “موراج” جنوب القطاع، بزعم الفصل بين المدنيين وعناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأشارت إلى أن هذه الخطة تهدف لتجميع مئات آلاف الفلسطينيين في منطقة معزولة وخاضعة للفحص الأمني، في إطار سياسة التهجير الإسرائيلية المستمرة.
وتحاول إسرائيل استغلال الأيام القليلة المتبقية قبل أي تهدئة مرتقبة، لتوسيع رقعة التدمير وإبادة المدن، خاصة في شمال وشرق محافظة الشمال، وشرق مدينة غزة، وشرق خان يونس جنوبي القطاع.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن إسرائيل تسعى لتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في تلك المناطق، لاستنفاد أي فرصة لعودة الفلسطينيين إليها كما فعلت في مخيم جباليا الذي دمرته بشكل شبه كامل خلال النصف الثاني من عام 2024.
يأتي ذلك فيما تستمر في العاصمة القطرية الدوحة، مباحثات غير مباشرة عبر وسطاء في محاولة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن المرحلة الأولى من المخطط الإسرائيلي تشمل نقل آلاف النازحين الفلسطينيين من “المنطقة الإنسانية” في المواصي بخان يونس إلى ما تسميه “المدينة الإنسانية”، وهي منطقة ستخضع لتأمين الجيش الإسرائيلي الكامل.
ووفق المصدر نفسه، تخطط إسرائيل لنقل نحو 600 ألف فلسطيني من سكان غزة إلى هذه المنطقة بعد إخضاعهم لإجراءات فحص أمني صارمة، على ألا يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها، في خطوة تعكس سياسة تهجير جماعي وعزل ممنهج.
وخلال الأسبوع الأخير، صعد الجيش الإسرائيلي من قصفه وعمليات تدمير للمنازل ومراكز الإيواء، خاصة المباني متعددة الطوابق التي توفر رؤية استراتيجية للأحياء المحيطة في شمال وشرق غزة.
وحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، نقلا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 85 بالمئة من مساحة القطاع تقع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية أو خاضعة لأوامر بالإخلاء أو كلا الأمرين.
وقالت الهيئة الإسرائيلية إن “الجيش الإسرائيلي لا يخطط لتوزيع المساعدات على المتواجدين بتلك المنطقة بنفسه، بل يسعى لإلقاء هذه المهمة على عاتق دول أخرى (لم تسمها) ومنظمات دولية”.
وأشارت إلى أن إسرائيل ستقيم في المنطقة 4 نقاط جديدة لتوزيع المساعدات التي تشرف عليها ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أمريكيا وإسرائيلياً
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات عبر تلك المؤسسة.
وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار تجاه المجوعين المصطفين قرب مراكز التوزيع، ما أدى إلى استشهاد 758 فلسطينيا وإصابة 5005، وفق وزارة الصحة بغزة، الاثنين.
وكشف وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في لقاء مع مراسلين عسكريين أجانب عن خطة لإنشاء 4 مراكز إضافية لتوزيع المساعدات جنوب محور موراج برفح، إلى جانب إقامة منطقة مدنية ضخمة مخصصة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين سيجري ترحيلهم إليها قسرًا،
وقال: “من يدخل إلى هذه المنطقة لن يُسمح له بالخروج، وسيكون الدخول عبر ممرات ضيقة وخالية من عناصر حماس”.
وفي 11 أبريل/ نيسان الماضي، قال الجيش الإسرائيلي، إنه استكمل السيطرة على كامل “محور موراج” وطوق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة “بشكل كامل”.
ومنذ ذلك الحين، ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات هدم ونسف المباني في المدينة الحدودية مع مصر.



