أخبار وتقاريردين ودنيامقالاتومضات

خواطر إيمانية من رحلة الحج

أحلام محمد إغبارية

في بقعة واحدة من بقاع الأرض اختلطت الأجناس والألوان واللغات، هذا الأحمر وذاك الأسود وتلك البيضاء والحمراء اجتمعوا في بقعة أرضية واحدة، رغم حرارة الشمس الملتهبة.

يأتون من جهات متعددة، ويلتقون في بقعة واحدة “وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”

ما الذي حملهم على هذا الاجتماع الشاق؟.. هي كلمة واحدة، ألا وهي كلمة التوحيد، كلمة “لا اله الا الله”.

لم تجمعهم الدنيا وملذاتها، إنما جمعهم الإيمان، الايمان هو الذي وحد القلوب، هو الذي وحد الصفوف، الإيمان هو الذي يجعل من أصابك بأذى وقع سهوا أن يقول لك “سامحني”، الإيمان هو الذي يجعل هذا وذاك يقدم لك الماء والطيبات في الطرقات، الإيمان هو الذي يجعلك تتحامل على نفسك رغم ثقل قدميك، وتسير في حر شديد لتصل إلى المظللة السوداء تتشافى برؤياها من أسقامك، الإيمان هو الذي دفع هذه المضغة في ذاك الجسد الفاني بأن تستفيق منه رغم قلة الاسترخاء، وما ذلك الا حبا وشوقا وشغفا للقاء الله.

أمتك يا حبيب الله اجتمعت من كل حدب وصوب في البقعة المباركة مع تعدد لسانها ولهجاتها تلبية لنداء الله، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.

واستجابة لأمرك يا رسول الله، “إن الله فرض عليكم الحج فحجوا”

تلك اللكنة الثقيلة واللسان الأعجمي تنظر اليه نظرة حيرة من جهة، وإعجاب من جهة أخرى، فينظر إليك بوجه باسم راض.

بصمة في القلب تغرس، من أثر هذه المواقف الايمانية التي نشعل القلب لهيبا، بأن يا رب عجل بنصر الإسلام وتوحيد المسلمين تحت راية واحدة.

ايمان اليوم أيها المؤمنون، هو ذاك الايمان الذي جعل تلك النفوس الطاهرة تتوسل النبي صلى الله عليه وسلم أن يحملهم للجهاد، قل لا أجد ما احملكم عليه، فتجد اعينهم تفيض من الدمع.

إنه الايمان يا عباد الله الايمان يا إماء الله هو الذي جمعنا من أقطار الأرض قاطبة، عبودية لله، وطردا لذلك اللعين الذي يأس ان يعبد في الأرض، وخزي…لكل ملاعين الأرض من أهل الكفر والشرك، والعصيان

اللهم ايمانا بك وتصديقا بكتابك واتباعا لسنة نبيك…صلى الله عليه وسلم.. اغفر لنا ما قد بدر منا…ما علمنا منه وما لم نعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى