تمديد اعتقال الشيخ رائد صلاح حتى يوم الاثنين القادم
طه اغبارية
مدّدت محكمة الصلح في مدينة “ريشون لتسيون”، عصر اليوم الخميس، اعتقال الشيخ رائد صلاح، ، للمرة الثانية، وذلك حتى يوم الاثنين القادم (21/8/2017)، بعد اعتقاله فجر الثلاثاء، من منزله في أم الفحم، وتمديد اعتقاله لليوم، وتنسب الشرطة الإسرائيلية للشيخ رائد شبهات “التحريض على الإرهاب والتماثل مع منظمة محظورة من خلال خطب منسوبة له قيلت في مناسبات مختلفة”.
وفي جلسة المحكمة، اتهم الشيخ رائد القوات الأمنية الإسرائيلية بتركه فريسة السجناء من اليهود، الذين شتمه عدد منهم ووجهوا لها عبارات عنصرية تنم عن الحقد والكراهية، وحمّل الشيخ رائد نتنياهو والحكومة الإسرائيلية تبعات ما قد يحدث له اثناء اعتقاله.
وحاولت الشرطة والنيابة العامة خلال المحكمة التلاعب بروايتها لدعم وجهة نظرها في الملف، وتحدثت عن تماثل الشيخ رائد مع منظمة “مرابطون” المحظورة، وانه صرّح بما يتماهى مع المنظمة في خطبة جمعة له في ستاد السلام بتاريخ 28/7/2017، في حين دحض الشيخ اقوال الشرطة مزاعمها وتحدث عن مفهوم الرباط في الاسلام وانه جزء لا يتجزأ من العقيدة الدينية للمسلمين.
وشكك الشيخ رائد صلاح بالمحققين ونواياهم وقال انه لم يتعاون معهم في بعض الأسئلة التي وجهت له خلال التحقيق بسبب عدم الثقة بهم، وانه مستعد للإجابة على الاسئلة أمام المحكمة ومنها ما يتعلق بموضوع الرباط في المسجد الأقصى.
وفي حديث لـ “موطني 48” مع المحامي عمر خمايسي، من هيئة الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، قال إن الشرطة والنيابة تحدثت عن نيتها تقديم تصريح مدعي ضد الشيخ رائد والإعداد للائحة اتهام والمطالبة بسجنه حتى انتهاء الاجراءات القانونية، وأن القاضي في نهاية الأمر مدّد اعتقال الشيخ حتى اليوم الاثنين القادم.
وتظاهر العشرات من القيادات والنشطاء في الداخل الفلسطيني، اثناء انعقاد جلسة المحكمة، الخميس، ورفعوا شعارات منددة بالاعتقال السياسي للشيخ رائد صلاح وحملة التحريض التي طالته قبل وبعد الاعتقال من قبل مسؤولين إسرائيليين من اليمين واليسار الصهيوني.
وفي حديث لـ “موطني 48” مع النائب يوسف جبارين قال: “إن الوقفة تأتي ضمن سلسة الفعاليات التي أقرتها المتابعة لمواجهة التصعيد الإسرائيلية ضد الجماهير العربية والهجمة على حرياتنا الأساسية والتي تجلت مؤخرا باعتقال الشيخ رائد صلاح، وهو اعتقال تعسفي وسياسي وانتقامي بامتياز، كذلك كان هناك اعتقالات إدارية بحق العديد من أبنائنا في الآونة الأخيرة وهي اجراءات اسرائيلية غير مسبوقة بالتعاطي مع الداخل الفلسطيني، حيث لا يوجد أكثر فظاعة وهمجية من الاعتقالات الإدارية التي تسلب المعتقلين حقهم في محاكمات نزيهة وتقيد عمل المحامين بطريقة تعسفية، مهم جدا أن نقف موحدين في هذه المرحلة بكل أطيافنا، لمواجهة هذه الحملة على جماهيرنا وقياداتنا في الداخل الفلسطيني”.
وقالت والدة الشيخ رائد خلال تواجدها في قاعة المحكمة، إن الشيخ رائد سجن ظلما، ودعت على ظالميه وعلى كل من يريد بالأقصى والمسلمين شرا وان يحدث معه كما حدث مع الراحل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، كما تمنت أن يبقى الشيخ “شوكة في حلوقهم” وأن “لا يناموا الليل جراء رعبهم وقلقهم منه”.
واقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية والأذرع الأمنية، فجر الثلاثاء (الساعة 2:45) منزل الشيخ رائد صلاح، شيخ الأقصى، الكائن في مدينة أم الفحم، وقامت بعد تفتيش المنزل ومصادرة حاسوبين، بإبلاغ الشيخ رائد بمرافقتهم وأنه قيد الاعتقال.
وفي حديث لـ “موطني 48” مع أم عمر زوجة الشيخ رائد قالت: “في الساعة الثالثة إلا ربع تقريبا دخلت قوات تعدادها نحو 20 عنصرا إلى المنزل، وأبلغت الشيخ رائد صلاح بتجهيز حقيبته لأنه سيرافقهم، ثم قاموا بتفتيش المنزل ومكتب الشيخ الذي يقع في الطابق الأول وصادروا حاسوب الشيخ بالإضافة إلى حاسوب آخر، وبعدها خرج معهم الشيخ رائد، لا نعرف لماذا تم اعتقاله، ونحملهم مسؤولية أي عارض يقع على الشيخ لا قدر الله”.
وأضافت أم عمر، أن اعتقال زوجها يأتي في سياق الحملة على الداخل الفلسطيني، وأن الشيخ رائد اعتقال عدة مرات في السابق، وهذا هو ثمن ضريبة الانتماء لقضايا شعبه وفي مقدمتها قضية المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت أم عمر أن اعتقال الشيخ لن يثنيه ولا أهله عن التمسك بالثوابت والمبادئ في مواجهة مخططات المؤسسة الإسرائيلية ضد شعبنا والمسجد الأقصى المبارك وسائر القضايا.
وقد تعرض الشيخ رائد صلاح في أعقاب الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى منذ تاريخ 14/7/2017 لحملة تحريض ممنهجة قادها مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، وهدد الوزير يسرائيل كاتس باعتقال صلاح وطرده خارج البلاد.