“مخيم العروب”.. هوية أرض فلسطينية للينابيع العذبة
على الطريق الواصل بين القدس والخليل، وفي منطقة وادي الصقيع، أقامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” عام 1949، مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين على مساحة 238 دونما على بعد 15 كم إلى الجنوب من مدينة بيت لحم، ويقع على الشارع الرئيسي الرابط بين بيت لحم والخليل، ويبعد 35 كلم إلى الجنوب من مدينة القدس.
يحد مخيم العروب من الشمال قرية بيت فجار، وعين العروب، ومن الشرق أراضي بلدتي سعير، والشيوخ، ومن الجنوب أراضي بلدة حلحول، ومن الغرب بيت أمر.
ومثله مثل باقي المخيمات في الضفة الغربية، فقد بني فوق قطعة من الأرض قامت “الأونروا” باستئجارها من الحكومة الأردنية. وينحدر أصل سكان المخيم من 33 قرية تابعة للرملة والخليل وغزة.
ويعود اسم المخيم إلى أصل كنعاني عربي ويعني المياه العذبة نسبة إلى المنطقة التي اشتهرت بينابيعها العذبة.
وحسب تقديرات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء و”أونروا”، بلغ عدد سكان المخيم عام 1967 حوالي 3600 نسمة ارتفع إلى 4900 نسمة عام 1987، وبلغ عدد السكان حوالي 6775 نسمة حسب إحصاءات 1995.
ويبين تعداد السكان الذي أجري في عام 2007 أن عدد سكان المخيم بلغ 7941 نسمة، وفي عام 2008 بلغ حوالي 9000، أما في عام 2019 فقد وصل إلى نحو 10,400 لاجئ مسجل. وهنالك تقديرات بأن العدد يصل إلى 15000 نسمة.
ويتكون المخيم من عدة حارات وتجمعات سكانية احتضن كل تجمع أبناء القرية التي هجروا منها مثل حارة العراقوية نسبة إلى بلدة عراق المنشية، وحارة الزكارنة نسبة إلى بلدة زكريا، وحارة العجاجرة المنتسبة إلى بلدة عجور، وحارة الفوالجة نسبة إلى قرية الفالوجة، وحارة الدوايمة وغيرها كثير.
وجاء إطلاق أسماء القرى المهجرة على حارات المخيم، لتأكيد الانتماء لتك القرى وبقاء قضية اللاجئين حية في وجدان الشعب الفلسطيني.
ويحيط بمخيم العروب مستوطنة “أفرات” من الجهة الشمالية، ومستوطنة “كفار عتصيون” من الجهة الغربية، ويوجد حاجز عسكري دائم عند مدخل المخيم، كما يعاني سكان المخيم من الحواجز الطيارة الأمر الذي يشكل صعوبة أمام حركة تنقل المواطني.
وعند التطرق إلى رأي اللاجئين الفلسطينيين في مخيم العروب عما قدمته السلطة لقضيتهم ولتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، تؤكد الغالبية أن أداء السلطة كان سلبيا فمن وجهة نظر اللاجئين لا يعتبرون أن هناك تقدما ملموسا لحل مشكلة اللاجئين، بالإضافة إلى ذلك لا يوجد تقدم بالنسبة لوضعهم الاقتصادي والاجتماعي فلا يسمح لهم بالتوسع في البناء.
كما يعاني سكان العروب من انعدام الخدمات الحياتية الرئيسية كانقطاع المياه صيفا والكهرباء شتاء والشوارع غير المعبدة بين أحيائه إضافة إلى انعدام وجود مؤسسات شبابية أو أخرى تهتم بالأطفال وتحتويهم، وكذلك لا توجد مؤسسات تتعلق بالمرأة في المخيم.
وتتقاسم السلطة الفلسطينية والاحتلال السيطرة على المخيم إذ إنه يقع في المناطق المصنفة “ب”، وفقا لاتفاق أوسلو.
كحال كل مخيمات الضفة الغربية الفصيل الرسمي الموجود بالمخيم وله مقرات هي حركة “فتح” ودائرة شؤون اللاجئين في المخيمات، وهنالك وجود لأغلب الفصائل الفلسطينية ولها أنشطة وبرامج ومؤسسات منها: حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، وهنالك انتخابات للجان الشعبية في المخيم وتشارك فيها فصائل منظمة التحرير.
ويعاني المخيم كباقي مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية من ممارسات إسرائيلية قاهرة تحول حياة أبناء وبنات المخيم إلى جحيم يومي لا يتوقف. وفي كل يوم يقوم الجنود بتوقيف المارة وتفتيشهم والتنغيص عليهم وفحص هوياتهم والتنكيل بهم، كل ذلك حتى يحمي الاحتلال الشارع الاستيطاني الذي تم شقه بمحاذاة المخيم.
كما أن الاعتقالات شبه يومية والاقتحامات باتت شبحا آخر يطارد أهالي المخيم الذين جرب معظمهم الاعتقال لدى الاحتلال، وحاليا لا يقل عدد أسراه عن 100 بينهم أطفال وأحكام عالية، بينما استشهد من أبنائه العشرات بسبب استهداف الجنود للمواطنين بأسلحتهم ورصاصهم.
وتصاعدت بشكل كبير بعد العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حيث يقوم الاحتلال باقتحامات وعمليات إطلاق نار وتدمير للبنية التحتية في المخيم واعتقال للشبان. وترد المقاومة الفلسطينية على هذه الجرائم بما يتيسر لها من أسلحة ووسائل قتالية بسيطة.