أخبار رئيسيةمحلياتومضات

محاكمة العمل الإنساني.. “مركزية” حيفا تفرض السجن 4 أعوام على الناشطة آية خطيب من عرعرة

طه اغبارية

قضت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، بالسجن الفعلي لمدة 4 أعوام على الناشطة آية خطيب من قرية عرعرة، بعد إدانتها بتهم أمنية من بينها “تجنيد الأموال وتمريرها إلى حركة حماس”.

وقال المحامي بدر اغبارية الموكل بالدفاع عن خطيب، إنه سيستأنف ضد قرار المحكمة إلى العليا إلى الإسرائيلية، مضيفا في حديث لـ “موطني 48″، إن “القرار مجحف وتوقعنا أن تكتفي المحكمة بمدة الاعتقال التي قضتها آية في السجن أو ان تكون المدة أقل من الحكم الصادر (4 أعوام)، علما أن النيابة العامة طلبت السجن مدة 8 سنوات”.

آية خطيب ومحاميها بدر اغبارية

وأشار إلى أن المحكمة أدانت آية بتهم “تحويل أموال لمنظمة غير قانونية (حماس)، والتخابر مع عميل أجنبي، ومحاولة تحويل كاميرات لمنظمة غير قانونية (حماس)، والتخطيط لتحويل أجهزة كشف عن الغاز في الأماكن المغلقة تحت الأرض لحركة حماس”.

وبحسب اغبارية فإن المدة التي من المفترض أن تقضيها خطيب في السجن-قبل الاستئناف للعليا- تصل إلى نحو عامين بعد خصم مدة الاعتقال الفعلية على خلفية الملف والخصم الإداري الخاص بمصلحة السجون. هذا

ومن المقرر أن تسلم الناشطة آية خطيب نفسها لسجن “كيشون” بتاريخ 3/9/2023، في حال لم تحدث مستجدات في الملف فيما يخص استئناف طاقم الدفاع للمحكمة العليا الإسرائيلية.

من جانبها، اعتبرت آية خطيب في حديث لـ “موطني 48″، قرار المحكمة بحقها ظالما لا سيّما أن عملها اقتصر على العمل الإنساني، مضيفة “ولكن هذه الدولة مارست وتمارس الظلم دائما”.

وأردفت “في قراره قال القاضي إن الحكم يهدف إلى الردع، بالتالي هم يريدون ردع الأفراد والجمعيات حتى لا تقوم بدورها الإنسان في نصرة المرضى والمستضعفين. أرجو أن لا تتوقف مبادرات العمل الإنساني بالرغم من القرار الظالم الذي تعرضت له”.

عن مشاعرها وهي ستدخل السجن وتترك طفليها (محمد وعبد الرحمن) وزوجها خلفها، قالت “الشعور صعب بلا شك، خاصة فيما يخص طفليّ فقد اعتقلت المرة الأولى وكان لهذا تأثير كبير عليهم، وتركهم مرة أخرى يزيد من صعوبة الأمر عليّ وعليهم بكل تأكيد، عملت خلال فترة تواجدي في الحبس المنزلي على تهيئتهم تفسيا وعاطفيا لهذا اليوم. في النهاية ربنا هو الحافظ وهو أرحم بعائلتي مني وهذا والحمد لله يطمئنني كثيرا، فأنا لا أدخل السجن على خلفية جنائية وأطفالي يعملون هذا ويؤكدون دائما مساندتهم لي وفخرهم بي”.

وقال علي عقل- زوج آية- معقبا على قرار الحكم “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، القرار مجحف وظالم، ظننا ان المحكمة ستكتفي بمدة الحكم التي قضتها آية في السجن، ولكن هذا هو الظلم بعينه ونحن لا نتوقع من المحاكم الإسرائيلية إلا الحكم بعنصرية”.

محاكم العمل الإنساني

القيادي في الداخل الفلسطيني د. سليمان أحمد اغبارية، شارك في جلسة المحكمة إسنادا للناشطة آية خطيب، وقال معقبا على الحكم: “بطبيعة الحال هذا هو المتوقع من الجهاز القضائي الإسرائيلي وهو الإجحاف والظلم حين يكون الأمر متعلقا بخدمة ونصرة أبناء شعبنا. وعليه فقرار المحكمة ليس موجها ضد الأخت آية فقط وإنما هو قرار يستهدف العمل الإنساني والخيري بشكل عام وضد أهلنا في غزة الذين يعانون من الحصار، حيث يحرمهم هذا القرار الظالم من تواصل أبناء شعبهم في الداخل معهم لإغاثة الأيتام والأرامل والمرضى والمحتاجين”.

وأضاف في حديث لـ “موطني 48”: “هذا القرار مرتبط بالدوائر المخابراتية لمنعنا من التواصل مع أبناء شعبنا لردعنا عن القيام بواجبنا في نصرة المحاصرين والمظلومين، وقد سبق وجرت محاكمتي وسجني أنا وإخواني على ذات الخلفية الإنسانية ومساعدتنا للأيتام والأرامل وجرى فبركة اتهامات ظالمة من نسج خيال المخابرات كما جرى مع الأخت آية خطيب”.

وختم د. سليمان بالقول: “أؤكد كما أكدت الأخت آية لوسائل الإعلام بمعنوياتها العالية، أن مثل هذه القرارات الظالمة لن تثنينا عن العمل بالوسائل المشروعة خدمة لأبناء شعبنا وإسنادا لكل مظلوم”.

من ناحيته، أدان عضو حزب “الوفاء والإصلاح” المحامي زاهي نجيدات- حضر جلسة المحكمة- قرار المحكمة المركزية في حيفا، معتبرا أنه “ليس سرًا أن المحاكم الإسرائيلية منسجمة مع الأجهزة الأمنية ومع سياسية المؤسسة الرسمية عمومًا”.

وأضاف في حديث لـ “موطني 48”: “العدل يقتضي أن تنال الأخت آية جوائز وشهادات التقدير على العمل الإنساني الذي كانت تقوم به”.
وختم نجيدات بالقول: “المطلوب هو المحافظة والتمسك بثوابتنا، وبقيمنا التي تحثنا على إغاثة الملهوف ومد يد العون للمحتاج والمعوز”.

يشار إلى أن آية خطيب، نشطت عبر صفحتها على “فيسبوك” في جمع التبرعات للأطفال المرضى من الضفة والقطاع والذين يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية إلى جانب مواكبتها للعديد من الحالات الإنسانية المرضية والاجتماعية كطلاب وطالبات جامعيين حالت ظروفهم الاقتصادية دون إكمال أقساطهم الجامعية. وشكّلت صفحة الأسيرة آية خطيب عنوانا للخدمة الإنسانية والمجتمعية وحظيت في عملها الخيري بثقة كبيرة من قبل قطاعات شعبنا المختلفة نظرا لحرصها على الشفافية والمصداقية في معاملاتها.

هذا وحضر جلسة محاكمة الناشطة خطيب، العشرات من أقاربها والناشطات والناشطين إسنادا لها وتقديرا لدورها البارز في خدمة العمل الإنساني.

واعتقلت خطيب في السابع عشر من شباط/ فبراير من العام 2020، وخضعت للتحقيق لدى جهاز المخابرات الإسرائيلية عدة أسابيع قبل تقديم لائحة اتهام ضدها بتاريخ 18/3/2020، إلى المحكمة المركزية في مدينة حيفا، وزعمت النيابة العامة في اتهامها أن خطيب عملت على تجنيد الأموال لدعم “الإرهاب” وتمريرها إلى حركة حماس.

ونفت خطيب التهم المنسوبة إليها وأكدت أن عملها كان في خدمة الأطفال المرضى من غزة الذي يعالجون في المستشفيات الإنسانية وجمع ادوية ومواد عينية للحالات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى