أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلات

150 عملية في 5 أيام.. وفد طبي أميركي بغزة يحمل أجهزة بقيمة 4 ملايين دولار

تحت شعار “لن ننسى” بدأت جمعية “فجر سينتفيك” الأميركية مهمة طبية تطوعية في قطاع غزة المحاصر، حيث يجري وفدها 150 عملية جراحية نوعية دقيقة في الطب الرياضي، وتغيير المفاصل، والقدم والكاحل، خلال 5 أيام.

واستهل الوفد الطبي، الذي يرأسه مختص جراحة العظام الطبيب الأميركي من أصل فلسطيني خالد صالح، مهمته اليوم السبت في 3 مراكز طبية رئيسية، وهي: مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كُبرى مستشفيات القطاع، ومستشفيا “ناصر” و”الأوروبي” في مدينة خان يونس جنوبا.

وبدأت الجمعية التحضير لهذه المهمة الطبية الإنسانية منذ 8 شهور، وأعدت لها طاقما طبيا متخصصا تعلم وتدرب في أرقى الجامعات والمستشفيات الأميركية، ويضم أفضل الجراحين وأطباء التخدير والممرضين والمختصين بالعلاج الطبيعي.

كما ستزود الجمعية المستشفيات الحكومية في غزة بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة لإجراء العمليات، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 4 ملايين دولار، وفق المدير التنفيذي لجمعية “فجر سينتفيك” الدكتور مصعب ناصر.

 

“لن ننسى”

وقال الدكتور ناصر، إن الجمعية أطلقت على مهمتها الحالية في غزة عنوان “لن ننسى” لإيصال رسالة مهمة للأهل المحاصرين في غزة “أننا معهم ولن ننساهم وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل التخفيف من معاناتهم وآلامهم وجراحهم”.

وهذه هي المهمة الأولى للجمعية الأميركية في غزة، وسيتبعها مهام أخرى في السنوات الخمس المقبلة، في حين كانت الجمعية أجرت في يناير/كانون الثاني الماضي 37 عملية تغيير مفاصل في المستشفيات الفلسطينية بالضفة الغربية.

ويقدّر الدكتور ناصر التكلفة الإجمالية للمهمة الحالية في غزة بنحو 7 ملايين دولار، منها 4 ملايين قيمة المعدات والأجهزة الطبية، والباقي هي قيمة وقت الفريق الطبي التطوعي وتركه لأعماله في الولايات المتحدة. وقال إن “غزة تستحق أكثر.. وما نقدمه لا يوازي حجم آلام وتضحيات أهلنا ونتشرف بخدمتهم”.

والدكتور ناصر من مواليد مدينة بيت حانون شمال القطاع في سبعينيات القرن الماضي، وأنهى دراسته الجامعية بتخصص الفيزياء في الجامعة الإسلامية بغزة نهاية التسعينيات، قبل مغادرة غزة في رحلة علمية حصل خلالها على درجتي الماجستير والدكتوراه، واستقر به المقام في الولايات المتحدة، ويعمل في مجال التنقيب عن البترول، ويتولى منصبا تطوعيا في جمعية “فجر سينتفيك” التي أسسها الدكتور خالد صالح وهو فلسطيني ينحدر من أسرة لاجئة من مدينة يافا.

وما إن وطأت قدماه أرض غزة، عبّر الدكتور صالح عن سعادته الغامرة بالزيارة، وقال للجزيرة نت “إنه شعور الفخر أن أكون هنا بين أهلي في غزة”.

ووفقا للدكتور صالح فإن هذه المهمة هي بداية لمهمات أخرى قادمة، ومن ضمن أهدافها تدريب الطواقم الطبية المحلية ونقل الخبرات لها بما يكفل توطين الخدمات في المستشفيات الفلسطينية المحلية.

وقال ناصر، إن الطبيب صالح من أفضل جراحي العظام على مستوى العالم إن لم يكن أفضلهم، وسيعمل الوفد برئاسته بمبدأ “العمليات من أجل التدريب، لنقل أرقى الخبرات للكادر المحلي”.

 

للارتقاء بالأداء الطبي

وتنظر وزارة الصحة في غزة لهذه المهمة بكثير من الأهمية، ووفق نائب مدير عام المستشفيات الدكتور أيمن الفرا، فإن “هذه المهمة هي الأكبر من حيث حجم الكفاءات الطبية، والعمليات الجراحية المعقّدة والنوعية التي سيجريها الوفد الطبي في غضون أيام قليلة”.

وقال الفرا، إن هذه المهمة ستخفف من آلام عشرات المرضى المسجلين في قوائم الانتظار، والذين لا يمكنهم تحمل تكاليف العلاج، أو السفر للخارج من أجل ذلك، موضحا أن المرحلة الأولى من مهمة مؤسسة “فجر” في غزة والتي تمتد لـ5 سنوات قادمة تشمل إجراء عمليات لنحو 150 مريضا.

وأضاف أن المؤسسة جلبت كل المعدات والأجهزة اللازمة لإجراء هذه الجراحات النوعية للتغلب على عقبة النواقص الشديدة التي يعاني منها القطاع الصحي الحكومي، ضاربا المثل بوجود جهاز واحد فقط لمناظير المفاصل في مستشفى الشفاء يخدم مليوني نسمة في غزة، في حين تبرعت المؤسسة بجهازين آخرين.

وجهزت وزارة الصحة -وفق الدكتور الفرا- 10 غرف عمليات لتكون تحت تصرف الوفد الطبي الأميركي، وقال إن أهمية هذه المهمة تكمن أيضا في تدريب الكوادر الطبية المحلية ورفع مستوى الأداء الطبي المحلي.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى