أخبار رئيسيةمقالاتومضات

معركة الوعي (155) نحبّ وطننا ولكن ليس على طريقتكم الخبيثة!

حامد اغبارية

 

“وكُلٌّ يدّعي وصلًا بليلى….” غير أن ادعاءهم هذا زائفٌ باطلٌ لا دليل عليه، بل يقومُ على نقيضِه ألفُ دليل.

كذلك من يزعم ويدّعى أنه “يحب وطنه”.  فكُثرٌ من يدّعون أنهم يحبّون وطنهم، وتراهم يتصدّرون المجالس ويتقدمون الصّفوف ويستعرضون بطولاتهم على الشاشات، لكنّ أفعالهم وحالهم وواقعهم يقول عكس ذلك. فهم يعملون على نقض أركان هذا الوطن وتدميره وتقويض بنيانه، وسحق إنسانيّة أهلِه وخلط حابل المجتمع بنابله.

وعندما يقع بين يديك كتابٌ دراسي يحمل عنوانا كبير المعاني، مثل كتاب “أحبّك موطني”، للصف الثالث الابتدائي، لمؤلفه “أ. محمد يوسف”، لكنّه خبيثُ المقاصد، فإنَّ عليك أن تتوقف طويلا، فلا تمرّ عليه مرّ الكرام. فالكتاب خطير ويحملُ مضامين مدمّرة تهدد عقول أبنائنا، بحجةّ التعددية وتقبل الآخر!!

 

فمن هو هذا الآخر؟؟

إنّ أغلب الناس يقعون في خطأ تربوي خطير عندما يجعلون مُنطلقهم في التعامل مع الآخر هو تربية الأبناء على “احترام رأي الآخر” أو “احترام الرأي الآخر”، مهما كان هذا الآخر وأيّا كان رأيه. وهذا خطير. ذلك أن الأصل هو التربية على “احترام حق الآخر في رأيه”، لكنّ هذا لا يعني إطلاقا أنني أحترم رأيه وأقبله وأتعاطى معه وكأنه شيء طبيعي.  فهناك فرقٌ بين أن أحترم حقك في رأيك وبين أن أحترم رأيك. فاحترامي لرأيك يعني القبول به، بينما احترامي لحقك يمنحني الحق أن أحتفظ بحقي في مخالفة رأيك وإظهار خطأه وبطلانه، بل ومحاربته بكل ما أوتيتُ من قوة حجّة دفاعا عن سلامة المجتمع وعن سلامة أهله وعن سلامة الفطرة البشرية، خاصّة وبالأخصّ وعلى وجه الخصوص عندما يكون هذا الرأي مدمّرا يهدد المجتمع ويسعى إلى تفكيكه وقلب مفاهيمه وإخلال موازينه وحرف بوصلته خدمة لأجندات نعلم جيّدا أنها تسعى إلى نشر الانحرافات الأخلاقية في مجتمعنا تحت عناوين مضللة مثل: “حب الوطن” و “احترام الآخر”.. وهذا ينسحب ايضا على الرسوم المرافقة للدروس في الكتاب. فالألوان زاهية جميلة جذابة، لكنها هي هي ألوان علم الشاذين جنسيا. فكم من سمّ زعاف يكمن في جلد الأفعى الأملس.

في ذلك الكتاب الذي يحمل اسم “أحبّك موطني” دعوة إلى نشر الشذوذ الجنسي وعدم محاربته، بل واحترامه باعتباره مسألة طبيعية وخيارا شخصيا علينا احترامه والقبول به.

في الكتاب المذكور درسٌ بعنوان “الاحترام حقٌّ وواجب” يجعل المعادلة كالتالي: (احترِموا كي تُحتَرموا). وهي معادلة جميلة لكنّها خدّاعة إذا علمتَ المقصد الخبيث منها. فالدرس المذكور يُسهم في نشر الرذيلة والشذوذ من خلال كلام يحمل معاني الفضيلة. فكيف يمكن للفضيلة أن تخرُجَ من مستنقع الرذيلة؟

وانظر إلى خُبث الأسلوب في اختراق العقول!

مجموعة من الجمل والمقولات الرائعة (ص 45) لتمرير المشروع الخبيث والمفسد:

– إن كنتم تحترمون الآخر فأصغوا إليه حتى وإن كان مختلفا عنكم. (قاعدة من قواعد قبول الذين يمارسون الرذيلة والشذوذ).

– إن كنتم تحترمون الآخر فاحترموا رغباته حتى يحترم رغباتكم. (قائدة من قواعد قبول الذين يمارسون عمل قوم لوط).

– إن كنتم تحترمون الآخر احترموا خصوصياته. وخصوصياته تعني حقه في ممارسة الفاحشة المزدوجة، الزنا والشذوذ. (قاعدة شذوذية لتقوية أركان الشذوذ).

– إن كنتم تحترمون الآخر لا تهينوه حتى لا يهينكم. (قاعدة ينادي بها الشاذون ومن يساندونهم من الحمقى، ومن يحتاجون أصواتهم في الانتخابات من الذين يعانون من الشذوذ السياسي).

– إن كنتم تحترمون الآخر، سامحوه. (قاعدة لجعل الشذوذ الجنسي مسألة يمكن التسامح فيها وقبولها كمسألة طبيعية).

يزعم مؤلف الكتاب أن (جميع الأديان السماوية والأعراف والعادات تحرص على أهمية الاحترام بين الناس. الجميع يجب أن يَحترِم ويُحترَم، سواء كان كبيرا أو صغيرا، ذكرا أو أنثى، قويا أو ضعيفا، مريضا أو معافى… لكي يصبح المجتمع أقوى)!! ولست أدري كيف يمكن لمجتمع مفكك أخلاقيا أن يكون أقوى؟! هذا تجده فقط لدى هؤلاء الدجالين المُفسدين.

نعم، الشرائع السماوية حريصة، بل تدعو، بل تحضّ، بل تأمر باحترام الآخر، وهذه مسألةٌ مفروغٌ منها وتحصيل حاصل، ولا جدال فيها، لكن تطويع الكلام، وليّ أعناق النصوص من أجل خدمة مشروع تدميري، فهذه جريمة يرتكبها ذلك المؤلف والذين طلبوا منه أن يروّج بهذه الطريقة الخبيثة لقضية قبول الشذوذ الجنسي على أنها قبول للآخر!!

يتحدث المؤلف عن الشرائع السماوية، لكنه نسي (أو تناسى بل وأخفى عن طلاب الصف الثالث) أن جميع الشرائع (أو الأديان كما يسميها) ترفض مسألة الشذوذ الجنسي وتحاربها وتدعو إلى اجتثاثها واقتلاعها من جذورها!!

في المسائل المبدئية المتعلقة بالعقيدة وبسلامة المجتمع والحفاظ على نسيجه متماسكا فإنه لا مكان للمفاصلة. لا مكان للتفاوض. لا مجال للتنازل. فإن التّنازل عندها يكون عونًا للظالم، وشراكة في الجريمة، ودعما للفساد والإفساد، وفتحا لباب شرٍّ يوشك أن يأتي على الفضيلة ويلتهم الأخلاق التي هي الأصل والأساس للأعراف والعادات التي يتغنّى بها مؤلف الكتاب، محاولا أن يلصق بهذه الأعراف والعادات نقيصة نشر الشذوذ الجنسي تحت شعار احترام الآخر.

هذا الكتاب يجب أن يمنع تدريسه لأبنائنا، وعلى الأهل ولجان أولياء الأمور وكل محب لموطنه وشعبه ومجتمعه أن يعمل على إخراج هذا الكتاب وكل مضمون مشابه من حياة أبنائنا ومن منهاج التعليم كليا وإلى الأبد.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى