أخبار رئيسية إضافيةمقالات

كذبوا علينا باسترجاع فلسطين واستبدلوا التحرير بالتطبيع

الإعلامي أحمد حازم

 

خدعونا وكذبوا علينا في الماضي. قالوا لنا في العام 1948 إنَّ ستة جيوش عربية ستحرر فلسطين فصدقناهم. لكن هذه الجيوش الستة التي كانت تحمل اسم “جيش الانقاذ” والتي وصلت إلى فلسطين لدعم الفلسطينيين في حربهم ضد الغزو الصهيوني والعصابات الصهيونية، لم تنقذ حتى نفسها ولم تحرّر وعادت الى بلدانها تاركة وراءها بلدًا عربيا تعرض للاغتصاب، بلدًا حوّلوا اسمه من فلسطين إلى إسرائيل بشهادة زور من الأمم المتحدة التي وافقت على الاحتلال وتأسيس إسرائيل.

هم، محوا اسم فلسطين من الخارطة العالمية، لكنهم لا يستطيعوا محو اسم فلسطين من ذاكرة الفلسطينيين. فالخارطة الفلسطينية محفورة في ذاكرة كل فلسطيني أينما كان على الكرة الأرضية. قالوا لنا (كذبًا) إنهم في الطريق لتحرير فلسطين ولم يقولوا لنا كيف ومتى؟ 75 عاما ونحن نسمع هذا الكلام الفارغ. وبدلاُ من أن يحرروا سقطت عواصمهم. فمنها من سقط في قبضة المعتدي مباشرة، ومنها من دخلتها الوحوش لتسرق خيراتها، ومنها من انغلقت على نفسها دفاعا عن الحاكم.

في هذه المرحلة يعيش الوطن العربي ثلاثة حالات مختلفة بالنسبة لفلسطين: دول عربية تناست القضية الفلسطينية ولم تعد من أولوياتها وفضلت التطبيع علانية مع اسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية و “أخوّة” جديدة مع دولة الاحتلال، ودول أقامت علاقات (تحت الطاولة) والأمور “ماشية” سياسيا واقتصاديا وأمنيًا، ودول ما زالت مجروحة من ضياع فلسطين وترفض الاحتلال.

صحيح أن عدد الدول العربية 22 دولة وأن عدد المطبعين أقل من ربع عدد دول الجامعة العربية، لكن خمس دول فقط اعترفت بالكيان الصهيوني: مصر السادات (أم الدنيا) كما يسمونها كانت أولهم، والمغرب آخرهم، علما بأن العاهل المغربي محمد السادس اختاره عرب الجامعة العربية رئيسًا للجنة القدس، كوريث لأبيه الحسن الثاني، الذي ترك لابنه بعد وفاته “الجمل بما حمل”.

يقولون إنَّ أنور السادات كان اذكاهم. ولم أكن أعرف أن خيانة الشعب والوطن ذكاءً، ولم أكن أعرف أن إبرام اتفاق مذل يوضع في إطار إيجابي كما فعل السادات في العام 1978 عام بداية الاعتراف بدولة اغتصبت وطنًا بأكمله. السادات لم يقدم على خطوة بيع فلسطين مجانًا، ومن بين “المكافآت” التي تلقاها السادات، منحه جائزة نوبل للسلام مناصفة مع “أخيه” مناحيم بيغين رئيس وزراء إسرائيل في تلك الحقبة الزمنية. وفي الحقيقة هي ليست جائزة سلام، بل جائزة خيانة.

في العام 2002 وافقت جامعة الدول العربية على المبادرة السعودية بتطبيع كامل مع إسرائيل مقابل اعترافها بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، لكن دولة الاحتلال رفضت المبادرة، لأنها لا تريد عربًا موحدين بل عربًا ممزقين منقسمين للانفراد بكل دولة على حدة. وعلى هذا الأساس، بدأت خطتها، خطة التطبيع العربي المنفرد.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يقتنع حتى هذه اللحظات بالمقاومة، بل- بالنسبة له- التنسيق الامني مع المحتل هو منارة المستقبل الفلسطيني. وإذا كان عرب الجامعة العربية غير قادرين على التحرير، فليذهبوا لتقبيل يد “ابو مازن” فهو الأكثر معرفة بالتنظير لتنسيق أمني، والاكثر تعاونا امنيا مع إسرائيل.

وأخيرًا… تصوروا الوقاحة: نتنياهو وحسب “يديعوت أحرونوت” يدّعي بأنّ الأسلحة التي تزودها إيران لروسيا تتسبب في قتل آلاف الأوكرانيين الأبرياء وتشكل خطرًا على دول أوروبا كلها. “شوفوا مين بحكي”. يميني متطرف قاتل يتحدث عن أبرياء، متجاهلًا ما يقوم به جيشه من عمليات قتل لأبرياء فلسطينيين. نتنياهو آخر من يتكلم عن أبرياء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى