أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

بعد زلزال شمالي سوريا.. لماذا يتهرب أصحاب المنازل المتصدعة من اللجان الهندسية؟

لا تزال آثار الزلزال المدمر تطارد سكان الشمال السوري، حيث باتت عمليات ترميم المنازل المتصدعة تثير الجدل بعد الكشف عن حالات فساد ربما تؤدي إلى كارثة جديدة.

هناك في مدينة “كفر تخاريم” الواقعة شمال غرب إدلب، ترك مصطفى العبد شقته المستأجرة بعدما تصدعت بشكل كبير بسبب الزلزال المدمر في السادس من الشهر الماضي، ليقضي حوالي 15 يوما في مخيمات الإيواء، قبل أن يعود إلى منزله بعد ترميمه بالإسمنت، لكن دون اتباع إجراءات السلامة أو معاينة الشقة من قِبل اللجان الهندسية المختصة.

ويقول العبد إنه لا يريد أن يدفن أطفاله تحت الركام بسبب جشع أصحاب المنازل، فهم لا يضعون أي اعتبار لأرواح السكان، واللجان الهندسية ليست قادرة على زيارة كل المنازل خلال فترة قصيرة.

وأضاف أن “هذا البناء معرض للتهدم حتى لو يكن هناك زلزال جديد، فهناك بناء بجانب شقتي تهدم وعند إزالة الركام رأيت الأعمدة تم بنائها بقطر حديد 10 ملم، بينما تحتاج لحديد بقطر 16 ملم”.

الخوف من المستقبل

وعمد عدد من أصحاب الأبنية السكنية والمقاولين إلى ترميم بعض المنازل بشكل يدوي بدائي، خوفا من إزالة منازلهم من قبل اللجان الهندسية وعدم تعويضهم مستقبلا.

محمد (44 عاما) وهو مالك بناء سكني في منطقة سلقين شمال غرب إدلب، يبرر قيامه بترميم المبنى بعد الزلزال بأن عملية التدعيم التي قام بها مقاومة للزلزال، واللجان الهندسية من الممكن ألا تتفهم الأمر وتقوم بهدم البناء.

ويضيف، أن تصدعات البناء في الجدران وليس في الأعمدة، ومن ثم فإن هذا لا يشكل خطرا، على حد قوله، مضيفا أنه لو لم يكن مناسبا للعيش لتهدم في الزلزال الذي تسبب بدمار مئات المباني.

 

شروط هندسية

ووضعت “نقابة المهندسين السوريين الأحرار” عدة معايير خلال معاينة المنازل المتصدعة، وبناء على ذلك هناك 4 تصنيفات لهذه المنازل، وهي: منزل سليم، أضرار خفيفة، أضرار متوسطة، أضرار شديدة.

المهندسة المدنية الاستشارية أمون نعسان أشارت إلى قيام أحد أصحاب الأبنية بإخفاء التصدعات وترميمها بالتعاون مع المقاول، بهدف عدم معاينة البناء من قبل لجان هندسية، مؤكدة أن العيوب سوف تظهر حتى ولو بعد فترة.

وفي حديث للجزيرة نت، أوضحت المهندسة التي تعمل ضمن نقابة مهندسي إدلب الحرة، أن عمليات الكشف تأخد بالعين المجردة من خلال بعض العينات، معتبرة أن ضعف تسليح الأبنية ثقافة منتشرة في شمال سوريا دون أخذ أي احتياطات للسلامة.

وعن آليات الكشف عن المباني المتصدعة، أوضحت أن آليات ترميم هذه المباني تحددها اللجان بموجب محضر وتقرير فني، يحدد حالة المبنى ومدى خطورته وكيفية تدعيمه إذا كان بحاجة لتدعيم، وإن كان بحاجة لهدم يقرر هدمه بطرق فنية وليس بالتفجير.

من جهته، يؤكد المهندس المدني أحمد القسوم أنه يجب أن يكون هناك ضبط لعمليات الترميم، معتبرا أن هناك نفوسا ضعيفة تخفي آثار الزلزال لجهل أو خوف أو طمع، إضافة لعدم معرفتهم لطريقة التدعيم.

وفي حديثه للجزيرة نت، لفت القسوم إلى أن الكشف عن الأبنية المتصدعة يتم عبر الإبلاغ من قبل صاحب المنزل أو شاغله، ليتم بعدها تقييم البناء من أجل ترميمه أو هدمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى