أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرالضفة وغزةومضات

أنفاق إسرائيلية بالضفة.. الاستيطان يلتهمُ ما فوق الأرض وتحتها

لم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمشاريع السيطرة على مساحات واسعة من مسطحات الضفة الغربية المحتلة، بل إن مطامعها الاستيطانية وصلت حديثًا إلى التمدد تحت الأرض أيضًا، ضمن خطة يعمل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على بلورتها.

وتهدف خطة نتنياهو بحسب تقرير نشره موقع “زمن إسرائيل” العبري، إلى “إغراق” الضفة بشبكة أنفاق تحت الأرض تضمن استمرار التواصل بين مستوطنات الاحتلال المنتشرة في مناطق متفرقة وواسعة من الضفة.

وزعم التقرير أن شبكة الأنفاق “تتميز بأنها عالية السرعة، ومصممة لحل مشاكل الاختناقات المرورية والازدحامات، وذلك بحسب رؤية الملياردير الأميركي “إيلون ماسك”.

ويملك ماسك شبكة أنفاق خاصة بمركبات شركة “تسلا” التي تعمل بالطاقة الكهربائية، وهي تربط بين قطاعات حيوية في الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن مراقبون أكدوا أن الهدف من شبكة أنفاق نتنياهو، تنفيذ مشاريع توسع استيطاني جديدة، تنفيذًا لمخطط ضم أجزاء من الضفة إلى دولة الاحتلال.

وعدَّ الباحث في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا، مباحثات نتنياهو بشأن المشروع مع مستثمرين فرنسيين في باريس، مؤخرًا، “محاولة جديدة لتضليل الرأي العام الدولي برواية الاحتلال التي تدعي أن الأنفاق ستساهم في استمرار التواصل الإقليمي بين المدن والمحافظات الفلسطينية”.

وأضاف الخواجا في تصريحات صحفية: “أن نتنياهو معني بإيصال رسالة للعالم مفادها أن الضفة أراضٍ متنازع عليها وليست محتلة، في محاولة منه لـ “نفي” أي اتهامات بأنه يحتلها، وهو يدَّعي أيضًا أن فكرة الأنفاق تحرص على استمرار التواصل بين الفلسطينيين”.

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال في سنوات الصراع فشلت فشلاً ذريعًا عبر سلسلة واسعة من الجرائم والانتهاكات في دفع المواطنين بالضفة للرحيل عن أراضيهم ومدنهم خاصة بالمناطق التي يستشري فيها الاستيطان منها الأغوار، ومسافر يطا، وغيرهما.

وأشار الخواجا إلى أن الاحتلال يعمل على محاصرة مواطني الضفة في مناطق معزولة كما فعل بقطاع غزة، وحذر من خطورة مشاريع الاحتلال وخاصة ما يتعلق بشبكة الأنفاق على المستقبل الفلسطيني تزامنًا واستمرار الاستيطان والاحتلال وانتهاكاته.

وبين أن عزل مستوطنات الاحتلال بشبكة الأنفاق سيعمل تلقائيًا على عزل المدن والمحافظات الفلسطينية، وتقطيع أوصالها مجددًا كما فعلت المستوطنات وأكثر، مكذبًا كل ادعاءات نتنياهو بشأن هذا المشروع.

من جهته، نبَّه مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، إلى أن اللجوء لمشروع الأنفاق مرتبط بعدة توجهات لرئيس حكومة الاحتلال؛ أبرزها أن لديه الكثير من الإشكاليات لدى الجهات الرسمية والمستوطنين أيضًا، وهو يسعى بقوة لإرضاء عدة أطراف في الكيان بمزيد من خطط التهويد والاستيطان ضد الفلسطينيين.

وأضاف دغلس في تصريحات صحفية: “أن نتنياهو حاليًا يفكر فقط كيف يبقى رئيسًا لوزراء حكومة الاحتلال؟ وأن ينهي جميع الإشكاليات القضائية التي تلاحقه منذ سنوات”.

وأشار إلى أن نتنياهو يعمل لفرض سطوته بقوة على الساحة الإسرائيلية والفلسطينية أيضًا بمشاريع استيطانية، ويسعى للسيطرة على الضفة فوق الأرض وتحتها، بدلالة قرار تسليح المستوطنين وغيره من الإجراءات والتسهيلات لبسط سطوتهم أيضًا وإرضائهم.

وحذَّر من خطورة مشروع الأنفاق على أراضي الضفة ومدنها أيضًا، حيث سيربط مستوطنات الخليل جنوبي الضفة الغربية بالمستوطنات في محيط جنين شمالاً، وسيمر بكل أجزاء الضفة ويستهدف قراها ومدنها، تحت الأرض وفوقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى