أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيليةومضات

الصحافي جدعون ليفي: الاحتلال يتحمل مسؤولية الدماء في جنين والقدس

طه اغبارية

حمّل الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال مسؤولية دماء الشهداء في مخيم جنين والأراضي المحتلة ودماء قتلى عملية القدس الأخيرة التي نفّذها المقدسي علقم خيري.

ورغم أنًّ ليفي يمثل وجهة نظر نادرة جدا في الصحافة الإسرائيلية، لكنه طالما اتهم الاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عن التصعيد وقتل الفلسطينيين والتنكيل بهم، وجرّ الشباب الفلسطيني إلى عمليات انتقام.

وقال ليفي في مقال، اليوم الأحد، في صحيفة “هآرتس” مخاطبا الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال: “ماذا ظننتم؟! إن قتل 146 فلسطينيا في السنة الماضية بالضفة الغربية (بحسب بتسيلم) معظمهم من الشباب سيمر هكذا؟! باستسلام، وأن قتل 30 فلسطينيا خلال الشهر الجاري، الذي لم ينته بعد، سيمر بهدوء؟ هل ظننتم أن سكان مخيم شعفاط الذين يتعرضون يوميا للتنكيل على يد شرطة الاحتلال، يقتحمون منازلهم في حملات مختلفة ضريبية وحتى الاعتقالات الليلية، يعيثون دمارا في ممتلكاتهم ويهينون كرامتهم، هل ظننتهم أنه سيرشون الأرز على المعتدين؟ هل اعتقدتم أن من قُتل جده (علقم خيري) بيد مستوطن وقتل صديقه ابن الـ 17 عاما الأسبوع الماضي برصاص الاحتلال، لن يقوم بتنفيذ عملية؟”.

وأضاف: “وما الذي ظنّه من أصدروا الأوامر لتنفيذ العملية المجنونة في مخيم جنين يوم الخميس الما ضي؟ ما الذي أسفرت عنه عمليتهم؟ وماذا توقعوا أن يخرج منها؟ باستثناء استعرض القوة. مكافحة إرهاب؟ أم احتدامه؟ لقد عرفوا أن دماء كثيرة ستسفك في المخيم في حال اقتحامه. قوات الاحتلال تدرك أنها لا يمكنها اقتحام هذا المخيم الصامد الشجاع دون سفك دماء، وهم يعرفون أيضا أنهم لم يحبطوا أي “عملية كبيرة في قلب إسرائيل”، بحسب زعم لسان حال جيش الاحتلال أول من أمس، والمعروف أيضا باسمه “يديعوت أحرونوت””.

وتابع ليفي: “اقتحموا المخيم في ساعات الصباح، في وقت كان فيه التلاميذ في الطريق إلى مدارسهم- باستثناء مدارس الأونروا التي كانت لحسن الحظ مغلقة بسبب الاضراب- “لو عرف قائد المنطقة يهودا فوكس أن النتيجة ستكون هكذا، ربما لم يكن ليصادق على العملية” هكذا يقول المراسل ألون بن دفيد في القناة 13. وما الذي حسبه القائد نفسه- يضيف ليفي- هل كان يمكن أن تنتهي العملية بنتيجة أخرى؟ الجميع علموا أن عملية في مخيم جنين ستؤدي إلى موجة عنيفة وخطيرة. لا يمكن اقتحام المخيم بدون ارتكاب مجزرة- هذا ما كتبته هنا قبل ثلاثة أسابيع- ولا يمكن أن تمر مجزرة بهدوء. جنرالات الاحتلال ربما ظنوا أنهم يمنعون عملية، لكنهم تسببوا بموجة عمليات جديدة وكان يعلمون ذلك. لذلك فليس دم القتلى في جنين، بل دم القتلى في القدس هو بصورة غير مباشرة بأيدي أولئك الذين صدقوا على العملية في مخيم جنين”.

وأكد ليفي أن “مرة أخرى، إسرائيل هي التي بدأت. لا توجد طريقة أخرى لوصف تسلسل الأحداث. في مخيم جنين يوجد عشرات المسلحين المستعدين للموت. وقتل عدد منهم لن يوقف إصرار الآخرين. مخيم جنين هو متميز بخصوصيته، مع روح قتالية يمكن وجود مثلها اليوم فقط في قطاع غزة. هذه الروح القتالية في المخيم نبتت في الأزقة التي شبَّ سكانها على واقع الاحتلال وسلب أرضهم وتركهم في واقع مأساوي. هذا إلى جانب القتل اليومي للفلسطينيين منذ عدة أشهر في أنحاء الضفة، كل هذا كان يجب أن يؤدي إلى ما وقع في “نفيه يعكوف” وسلوان. كذلك يجب عدم تجاهل الحقيقة الأبدية أن العمليات الأخير نفذت في مستوطنات وفي أراض محتلة، كلها مستوطنات غير قانونية بحسب القوانين الدولية، حتى لو خلقت إسرائيلية مصطلحاتها الخاصة بخصوص هذه المناطق”.

وأكد جدعون ليفي في ختام مقاله، أن مسؤولية ما قد يحدث في الفترة القادمة بيد إسرائيل، وأن كل عملية انتقام جماعية بحق الفلسطينيين ستؤجج النيران وتزيد من تفاقم الأوضاع، حتى لو غذّت نهم اليمين الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى