أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

تأرجح بين اليأس والأمل.. آلاف السوريين في المخيمات خارج حسابات المساعدات

مع حلول المساء تتضاعف آلام الثمانينية السورية زهية العلوان، بعد أن يشتد البرد داخل خيمتها المهترئة وتعصف الرياح بخيام المخيم الواقع في أرض زراعية مكشوفة بريف إدلب شمالي سوريا.

ولأن المخيم لا يحصل على أي وقود للتدفئة؛ ترتجف المسنة السورية المستلقية على “مرتبة” إسفنجية رقيقة من البرد، في وقت تنهكها آلام الانزلاق الغضروفي وأمراض السكري والضغط، بقدر ما تؤلمها آلام الوحدة والفراق.

وبالكاد يحاول مؤنسها الوحيد حفيدها العشريني أمين، والذي يعيش معها داخل الخيمة، أن يخفف عنها الآلام والبرد من خلال الضغط على البطانيات فوق جسدها، وإشعال بقايا الأغصان اليابسة والكرتون داخل تنكة زيت معدنية فارغة للحصول على بعض الدفء.

ويؤكد أمين أن جدته بحاجة للعديد من الأدوية التي تنقطع عن تناولها في أغلب الأوقات بعد نفادها، في حين يقوم محسنون وأصحاب الخير بجلب البعض منه لها.

ويروي أمين، كيف أنه وجدته يتناولان وجبة واحدة في اليوم مكونة من بعض الخضار المسلوقة والخبز، وكثيرا ما يبيتان جائعين بدون طعام، جراء نفاد السلال الغذائية المقدمة للمخيم.

ويلفت النازح الشاب إلى أن أقصى أحلامه أن تبيت جدته في منزل دافئ مثل بقية البشر، وتحصل على حقها في الرعاية الصحية، بعد أن وصلت إلى هذا العمر وهي نازحة في خيمة.

 

هامش الحياة

وعلى مقربة من مخيم أمين وجدته، تترامى عشرات المخيمات العشوائية على مد البصر، وقد مضى على مكوث سكانها داخلها أكثر من 7 سنوات، في حالة أشبه بالتأرجح بين الحياة والموت لنحو أكثر من 300 ألف سوري من أصل قرابة مليوني نازح.

ورغم تجديد آلية عبور المساعدات الأممية إلى شمال غرب سوريا أخيرا، يصف النازح عبد القادر معيشته في مخيم “التح” بأنها على هامش الحياة، معتبرا أن قضية سوريا ونازحيها تحولت إلى أزمة منسية لا يكترث بها أحد.

ويقول محمد، إن المساعدات التي تتقاتل الدول على عبورها إلى سوريا كل 6 أشهر داخل مجلس الأمن وتحذر من وقفها لا يصله منها شيء، مؤكدا أن كل ما يحصل عليه سلة غذائية كل 3 أشهر.

ويعرب محمد عن خيبة أمله من عدم قدرة المجتمع الدولي على حل جذور المشكلة السورية، بإزاحة النظام الحالي، وإرساء حكومة وطنية تجمع كل السوريين، رغم مرور أكثر من عقد على هذه الأزمة، وتحول معظم الشعب السوري إلى لاجئين ونازحين.

مخيم سوريا
آلاف من السوريين لا يحصلون على مساعدات إنسانية أممية متعلقة بالغذاء أو الدواء

أرقام صادمة

ورغم خفوت الضوء المسلط على مأساة النازحين وتحول ملفهم إلى أخبار اعتيادية، تتفاقم معضلة سكان المخيمات مع انهيار الوضع الاقتصادي المعيشي في سوريا وضعف الاستجابة الإنسانية نحوهم يوما بعد آخر.

ووفق آخر تحديث للحالة الإنسانية في مخيمات شمال غرب سوريا، بلغ عدد المخيمات 1633 مخيما يسكنها أكثر من مليون و800 ألف نازح، من بينهم 311 ألف سوري يسكنون في مخيمات عشوائية لا تحصل على أي مساعدات أممية.

ويواجه 81% من سكان هذه المخيمات أزمة في تأمين الغذاء، جراء ضعف الاستجابة، في حين يواجه 93% منهم أزمة في الحصول على الخبز، وفق مدير فريق “منسقو استجابة سوريا الإنساني” محمد حلاج.

وفي الشأن الصحي، يؤكد حلاج أن أكثر من 84% من المخيمات تعاني من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة.

ويلفت مدير الفريق الإنساني إلى مسألة انعدام المياه لدى أكثر من 67% من المخيمات، ومعاناة أكثر من 56% من انعدام الأمن الغذائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى