أخبار عاجلةمقالات

التوجيه النبوي في التصدي للمليار الذهبي..

أميّة سليمان جبارين (أم البراء)

 

منذ بدء الخليقة والحرب مستعرة تدور رحاها بين معسكرين لا ثالث لهما: معسكر الإيمان، ومعسكر الشر والكفر، وكما نعلم بأن الحرب سجال، يوم لنا ويوم علينا. فكلما تمسكنا بديننا وعقيدتنا كان النصر حليفنا وكلما ابتعدنا عنهما كانت الهزيمة من نصيبنا، وحتى نحوز على النصر علينا اتباع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله. في هذه المقالة سأتحدث عن خطاب نبوي وجهه رسولنا الهادي صلى الله عليه وسلم لأمته في خطبة الوداع، قائلا: ” تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم”، فحثَّ نبينا عليه الصلاة والسلام، المقبلين على الزواج أن: “تزوجوا الودود الولود”، حتى يكثر عدد الموحدين والمسلمين، ولم يتطرق الرسول صلوات الله عليه إلى قضية الكيف لا الكم في هذه القضية كما يبرر البعض في ذلك ، إذ وضع الإسلام لنا أسسًا عظيمة ومتينة في التربية تُخرج، بل وخرًّجت لنا قادة عظامًا وصناع حضارة دامت لقرون. وكان خطابه عليه الصلاة والسلام صريحًا وواضحًا. ولكن ما يؤلم هذه الأيام انتشار ظاهرةٍ غريبة لا تمت بصلة لديننا وأعرافنا تنتشر بين الأزواج الشابة، ألا وهي ظاهرة الاكتفاء بولد واحد أو اثنين، تحت عدة ذرائع ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان. ولو بحثنا في أصل هذه الأسباب لوجدنا أنها جاءت إلينا من الغرب الصليبي تحت غطاء صناديق الأمم، مزخرفة تحت مسمى “الكيف لا الكم”، والظروف الاقتصادية الصعبة تارة، أو تهيئة الظروف المادية المثالية لطفل واحد أسهل وأفضل بكثير من تهيئة ظروف عادية لأربعة أطفال!

هذه المبررات الخاطئة هدفها السيطرة على البشرية والحد من تكاثرها من قبل الغرب، وهذه السياسة المتبعة في زماننا هذا وللأسف الشديد، أصبحت واقعًا جديدًا في ثقافة الأزواج الشابة، لا سيما في ظل هذه الظروف المادية الصعبة، لكنهم غفلوا أن نبي هذه الأمة لا يوجهنا إلى أي أمر إلا وفيه الخير الكثير لنا.

أمَّا بالنسبة لأمور الرزق والمعيشة فهذا أمره إلى الله الرزاق لقوله تعالى:(وفي السماء رزقكم وما توعدون) وأما بالنسبة لقضية التربية فما على الأبوين إلا استحضار نية تربية الأطفال تربية إسلامية والله جل في علاه سيرعاهم ويحفظهم. ويكفينا فخرًا وشرفًا أن نكون ممن ساهم في إدخال السرور على قلب رسول الله يوم القيامة ونجعله يتباهى أمام الأمم ويقول: هذه أمتي الكبيرة الموحدة.

لا بد أن غالبيتكم العظمى قد سمع في الآونة الأخيرة عن مخطط المليار الذهبي الذي يسعى لأجل تحقيقه الغرب الصليبي، والذي يهدف إلى إبقاء فقط على مليار واحد من البشر والقضاء على نحو   6 مليار لأن الأرض بمواردها الطبيعية لم تعد تتحمل أكثر من مليار إنسان- على حد زعمهم. وأفادت الكثير من التقارير عن وجود مثل هذه النظرية بوجوب القضاء على طبقة الضعفاء والفقراء حول العالم الذين يستهلكون ولا ينتجون.

المؤكد أن الغرب يحاول بشتى الطرق السيطرة على كل مقدرات الشعوب الفقيرة والنامية، ولنا في تاريخ جرائم الغرب ضد الشعوب الأصلية في البلدان التي استعمرتها الشعوب الأوروبية خير دليل على إجرام الغرب وسعيه إلى إبادة كل من يهددون سطوته على العالم.

لذلك علينا كمسلمين التصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضدنا والانصياع لتوجيهات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالتكاثر.

آن لنا أن نصحو من غفلتنا ونعلم حجم المؤامرة التي تحاك ضدنا كمسلمين وضد مدخرات بلادنا!! فهنيئًا لكل زوجين ينجبان الأطفال عن عقيدة وطاعة لله ورسوله فنحن أمة ولاّدة رحمها خصب مبارك من أجل إدخال السرور على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى