أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

المنتخب المغربي تغلب على المنتخب الفرنسي إلا بالأهداف

الشيخ رائد صلاح

 

لقد اختار الرئيس الفرنسي (ماكرون) أن يلتحق بجمهور مشجعي المنتخب الفرنسي في كأس العالم في قطر، بداية من مباراة المنتخب المغربي مع المنتخب الفرنسي التي جرت يوم الأربعاء 14/12/2022، ويوم أن هبطت طائرة (ماكرون) في مطار الدوحة، هبطت وهي تحمل آثار الهجوم الأرعن الصبياني الذي تفوَّه به (ماكرون) على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبطت وهي تحمل آثار فظائع الجيش الفرنسي التي كان ولا يزال يرتكبها ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى، وغيرها من بعض الدول المسلمة الأفريقية، وهبطت وهي تحمل غرور الاحتلال الفرنسي ودمويته والذي لا يزال يرفض تقديم اعتذار ولو شفهيا على الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، إلى جانب أنها لا تزال ترفض تقديم مثل هذا الاعتذار لأهل الشام الذين عانوا الويلات قبل عقود معدودة من الاحتلال الفرنسي، وهبطت وهي تحمل عيوب السياسة الداخلية الفرنسية الصارخة تجاه الأقليات المهاجرة التي دفعها القهر والاستبداد إلى الاستيطان في فرنس.

وها هي حارات الصفيح التي تجاور قصور الرجل الأبيض في فرنسا أبسط مثال على هذه السياسة الداخلية الفرنسية الخرقاء، وإن ننسى فلن ننسى إصرار فرنسا حتى الآن على محاربة الحجاب الذي لا ينسجم مع الثقافة الفرنسية في حسابات صناع القرار في المطبخ الرسمي الفرنسي، ويا لهذا الحصاد المقيت الذي تسلل إلى تلك الطائرة الفرنسية يوم أن هبطت في مطار الدوحة، والذي طارد الرئيس الفرنسي (ماكرون) وهو يشاهد مباراة المنتخب المغربي مع المنتخب الفرنسي، والتي جعلته عاريا من رأسه حتى أخمص قدميه في عيون الملايين من أهل الأرض على صعيد الأمة الإسلامية والعالم العربي وأهلنا في المغرب والجماهير الأفريقية وجماهير المستضعفين في كل الأرض الذين أذاقتهم أو لا تزال تذيقهم فرنسا ويلات احتلالها، وويلات جشعها، وويلات نهبها- حتى الآن- لثروات الشعوب المستضعفة، وويلات كبرها السياسي!!

ولماذا بدا ماكرون عاريا في عيون هؤلاء الملايين من أهل الأرض رغم أنه كان يرتدي آخر صرخة من الأزياء الفرنسية والتي يضرب لها المنهزمون في داخلهم أكباد الأبل كيما يشتروها بأغلى الأسعار من شارع الشانزليزيه في باريس، ورغم أن ماكرون كان يزين جيده برابطة عنق تنحني لها رقاب هؤلاء المنهزمين، وينتعل حذاء فرنسيا ما انتعلته قدم قبل ذلك من أقدام كل المترفين من أهل الأرض، ومع ذلك كان ماكرون عاريا!! لماذا؟! لإنه كان عاريا من حقوق الإنسان، وعاريا من قيم المساواة والحرية والعدالة، وعاريا من احترام الشعوب الأخرى، واحترام ثقافاتها، وعاداتها وتراثها!!

ولذلك فإن مجرد وجود ماكرون مشجعا في تلك المباراة، استحضر في نفوس كل مشجعي المنتخب المغربي من أهل الأرض كل هذا الحصاد الرديء الذي عجَّت به طائرة ماكرون يوم أن هبطت في مطار الدوحة!! ولذلك تحوَّل همُّ كل مشجعي المنتخب المغربي الذين كانوا يجلسون على المدرجات خلال أحداث تلك المباراة الساخنة ما بين المنتخب المغربي والمنتخب الفرنسي، والذين كانوا ينظرون إلى ماكرون وهو يجلس أمامهم في المقابل على المدرجات، والذي بدا منتفشا كالطاووس رغم أنه هزيل الوزن وقصير القامة وطويل الأنف وأقرع الرأس، تحول همُّ كل أولئك المشجعين للمنتخب المغربي إلى إسماع ماكرون ما يجب أن يسمع وإن كان كارها ما يسمع، ويضيق صدره حرجا يما يسمع، فراح أولئك المشجعون يرددون من قحف قلوبهم هتافا رددت صداه كل أرض قطر حتى علا إلى عنان سمائها!! ماذا كان ذاك الهتاف؟! (لا إله إلا الله محمد رسول الله)!!

فهذا الفوز الأول الذي أحرزه المنتخب المغربي على المنتخب الفرنسي من خلال حناجر أولئك المشجعين!! وكأني بأولئك المشجعين يقولون لماكرون: لن تنطلي علينا ابتسامتك الصفراء المصطنعة التي رُحت توزعها يمينا وشمالا على المنتخب الفرنسي ثمَّ على المنتخب المغربي، وعلى مشجعي المنتخب الفرنسي ثمَّ على مشجّعي المنتخب المغربي، لأنَّ تلك الابتسامة الميتة كانت تخفي خلفها تطاولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطاولا على الثقافة الإسلامية العروبية!!

ومن أنت حتى تجيز لنفسك هذا التطاول!! ووفق هذا الاستعلاء الذي تحلى به من جلس من مشجعي المنتخب المغربي على المدرجات وفق هذا الاستعلاء على كل من يستعلي على ثقافتهم الإسلامية العروبية ظلوا طوال المباراة حتى الدقيقة التسعين يهتفون للمنتخب المغربي ويهزجون باسمه الأهازيج حبا له ودعما له وتشجيعا له، حتى بعد أن صفر حكم المباراة المكسيكي المشبوه معلنا عن نهاية المباراة، ومع ذلك تواصلت الهتافات والأهازيج للمنتخب المغربي في قطر وعلى صعيد الأمة الإسلامية والعالم العربي والبؤساء في كل الأرض. وهكذا فاز المنتخب المغربي بهذا الحب العالمي الذي لم يحصل عليه أي فريق كرة قدم في كل الأرض منذ أول مباراة كرة قدم جرت في تاريخ الإنسانية، وهذا الحب العالمي، هو الفوز الثاني الذي أحرزه المنتخب المغربي على المنتخب الفرنسي!!

وسلفا أعترف، أنني لست ناقدا رياضيا حتى أقيّم أداء المنتخب المغربي والمنتخب الفرنسي، ولكن سمعت من ناقدين رياضيين ما فيه الكفاية، حيث أشادوا جميعهم بالأداء الكروي الرفيع الذي أدَّاه المنتخب المغربي خلال مباراته مع المنتخب الفرنسي، والذي تفوق به على الأداء الكروي للمنتخب الفرنسي، مما يعني أن المنتخب المغربي من حيث جودة الأداء الكروي تفوق على المنتخب الفرنسي، وهذا هو الفوز الثالث الذي أحرزه المنتخب المغربي على المنتخب الفرنسي!! ثمَّ عندما أعلن الحكم المكسيكي المشبوه عن انتهاء المباراة، كان واضحا أنَّ المنتخب الفرنسي قد أحرز هدفين في مرمى المنتخب المغربي، ومع ذلك ظلَّ المنتخب المغربي يتمتع بروح رياضية عالية واستقبل النتيجة الأخيرة بروح رياضية عالية، وسجد على الأرض كما لو كان هو الذي أحرز الأهداف في مرمى المنتخب الفرنسي، وهكذا كان حال كل مشجعي المنتخب المغربي حيث استقبلوا كلهم النتيجة بروح رياضية عالية، وهذا يعني أنَّ المنتخب المغربي أحرز الفوز الرابع على المنتخب الفرنسي في الميزان الرياضي الأخلاقي، بعكس ما يقع من أحداث شغب دامية في أوروبا بما في ذلك فرنسا خلال تصفيات كرة القدم بين المنتخبات الأوربية!!.

وهناك في فرنسا حاضنة الثورة الفرنسية كان شاب مهاجر مغربي بلغ أربعة عشر عاما يشاهد تلك المباراة الساخنة بين المنتخب المغربي والمنتخب الفرنسي، ثمَّ انتهت المباراة، ورغم أن المنتخب الفرنسي تغلب على المنتخب المغربي بالأهداف فقط إلا أن شابا فرنسيا من عرق الرجل الأبيض ومن صعاليك النازيين الجدد داس بدراجته النارية ذاك الشاب المغربي المهاجر على خلفية تلك المباراة، فأرداه قتيلا!! فهو الإرهاب الرياضي إلى حد القتل الذي طفا على أرض فرنسا في مقابل الروح الرياضية الحضارية الإنسانية التي زيَّنت قطر بعامة وزيَّنت مشجعي المنتخب المغربي بخاصة، ولا يستويان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى