أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

احتجاجات إيران… ماذا يجري في المدن الكردية؟

لا تزال الاحتجاجات في إيران مستمرة من دون توقف، على الرغم من تحذيرات مستمرة من القوات والسلطات الإيرانية، وبدء محاكمات محتجين معتقلين وإصدار أحكام إعدام ضد بعضهم.

وشهدت الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة فصلاً عنيفاً في المدن الكردية، غربي إيران، مخلفة عشرات القتلى والجرحى من المحتجين الأكراد.

وفجرت هذه الاحتجاجات وفاة الشابة مهسا أميني في السادس عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، بعد توقيفها من قبل شرطة الآداب في طهران على خلفية “عدم الالتزام بمعايير الحجاب”.

وبحسب مواقع إيرانية معارضة وشبكات التواصل الاجتماعي، فإن القوات الإيرانية قتلت خلال الأيام الأخيرة ما لا يقل عن 35 متظاهراً في مدن كردية عدة شمال غربي إيران، منهم 7 قتلى خلال اليومين الماضيين في مدينة جوانرود التابعة لمحافظة كرمانشاه، والتي شهدت أحداثاً دامية يومي الأحد والإثنين.

وجرى تداول مقاطع مصورة على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الأخيرين، تتضمن مشاهد عن إطلاق النار باتجاه المحتجين، وتُظهر جثثا ومصابين في الشوارع في مدينة جوانرد، وهو ما دفع مشاهير إيرانيين من الرياضيين والفنانين والإعلاميين للإعلان عن تضامنهم مع المحتجين الأكراد، وتوجيه انتقادات لطريقة تعامل السلطات وقوات الأمن معهم.

 

وكما هو معتاد، سُجل تضارب بين الرواية الإعلامية للسلطات ورواية الناشطين والمحتجين، إذ قالت وكالة “فارس” الإيرانية المحافظة، في تقرير لها، إن سكان جوانرود شيعوا، أمس الإثنين، جثماني شخصين قتلا خلال ما وصفته بـ”أعمال الشغب” ليلة الأحد ـ الإثنين، نافية قتلهما على يد قوات الأمن، وقالت إنها لا تستخدم الأسلحة النارية.

علماً أن مواقع وحسابات على شبكات التواصل ذكرت أن قتلى ليل الأحد الإثنين في المدينة هم ثلاثة أشخاص، بينهم شقيقان مع نشر أسمائهم وصورهم.

كما أشارت وكالة “فارس” إلى مقتل خمسة آخرين من المحتجين وإصابة عدد آخر خلال الاحتجاجات التي أعقبت الإثنين تشييع جثمان قتلى الأحد، متهمة من وصفتهم بأنهم “مثيرو الشغب” بمحاولة السيطرة على مقر لواء للقوات البرية التابعة للحرس الثوري في جوانرود.

وتحدثت “فارس” أيضاً عن إصابة عدد من أفراد القوات الإيرانية، وإضرام المحتجين النار في بيوت عنصرين من هذه القوات، متهمة “انفصاليين أكرادا” بالمشاركة في “أعمال الشغب” في جوانرود.

كيف تطورت الاحتجاجات أخيراً في المدن الكردية؟

كانت المدن الكردية غربي إيران من المعاقل الرئيسية للاحتجاجات الواسعة في إيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني خلال سبتمبر/أيلول، والتي طاولت نحو 150 مدينة إيرانية في أنحاء البلاد. شهدت الاحتجاجات في المدن الكردية الإيرانية حالة صعود وهبوط، كما هو الحال أيضاً في بقية المناطق الإيرانية، لكنها استمرت من دون توقف.

خلال الأسبوع الماضي، بعد انتشار دعوات واسعة للتظاهر والإضراب في ذكرى احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي، شهدت معظم المدن الكردية، إلى جانب العاصمة طهران ومدن أخرى، احتجاجات وإقفال للمحال التجارية.

خلال الاحتجاجات الأخيرة، سقط قتلى في مدينة مهاباد الكردية في آذربيجان الغربية، وتحولت مراسم تشييع جثامينهم إلى تظاهرات واسعة، شاركت فيها حشود كبيرة، قام خلالها البعض بإحراق عدد من المقرات الحكومية ومهاجمة بيوت عناصر محلية في الحرس الثوري.

ووقعت مواجهات حادة بين المحتجين والقوات الإيرانية في مهاباد، ما أدى إلى انتشار دعوات على شبكات التواصل للتظاهر في بقية المدن تضامناً مع سكان مهاباد، إذ شهدت مدينة بوكان القريبة منها احتجاجات وأعمال عنف، قتل فيها حسب مواقع إيرانية معارضة قرابة 10 أشخاص وتمت مهاجمة بيوت عناصر في الحرس وإحراقها. ثم انتقلت العدوى إلى مدن كردية أخرى، مثل مدينة جوانرود في محافظة كرمانشاه. كما شهدت مدينة سنندج، مركز محافظة كردستان، أيضاً احتجاجات خلال إحياء أربعينية عدد من القتلى.

واللافت أيضاً في احتجاجات المناطق الكردية في إيران هو انخراط رجال الدين فيها، حيث انتشرت خلال الأيام الأخيرة فيديوهات عدة تظهر بيانات جماعية لعشرات خطباء الجمعة وأئمة المساجد في هذه المدن، أعلنت دعمها لمطالب المحتجين في عموم إيران، مع انتقادات حادة لسلوك القوات مع المتظاهرين، وما وصفوه بالتمييز وغياب العدالة، مع دعوة البعض إلى إجراء استفتاء في إيران تحت إشراف أممي.

 

وانتشرت أيضاً فيديوهات تظهر تسيير عشرات العربات العسكرية نحو المدن الكردية للمشاركة في إخماد الاحتجاجات.

وجاء تصاعد الاحتجاجات في المدن الكردية الإيرانية في وقت نفذت فيه القوات الإيرانية هجمات جديدة خلال الأيام الأخيرة على مقرات المعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، وسط اتهامات لها بتحريض الشارع الكردي والوقوف وراء ما تصفه بـ”أعمال الشغب”، غير أن نشطاء إيرانيين، منهم أكراد، يرفضون تلك التهم، متهمين السلطات بالسعي لحرف الأنظار عن الاحتجاجات في البلاد، وإنهائها عبر إثارة مسألة “الانفصالية” التي ينظر إليها الإيرانيون بحساسية.

إلى ذلك، ما زالت الاحتجاجات في مناطق أخرى في إيران، وخصوصاً العاصمة طهران، مستمرة بأشكال أخرى، منها هتافات ليلية من أسطح ونوافذ المنازل، وتجمعات طلابية في الجامعات، وأبواق السيارات. كما انتشرت فيديوهات الليلة الماضية تظهر نزول إيرانيين إلى الشوارع لإبداء السرور لخسارة المنتخب الوطني الإيراني أمام المنتخب البريطاني في كأس العالم قطر 2022، بعد دعوات خلال الفترة الأخيرة لأعضاء المنتخب لتجنب التوجه إلى المباراة.

كما تجنب المنتخب، الإثنين، قبيل إطلاق المباراة مع المنتخب البريطاني، أداء النشيد الوطني الإيراني. ورفض نجوم إيرانيون في كرة القدم، أمثال علي دائي ومهدي مهدوي كيا، دعوة الاتحاد الدولي للمشاركة في احتفالية كأس العالم، وذلك بغية التعبير عن التضامن مع المحتجين الإيرانيين وعوائل القتلى.

وهاجمت وسائل إعلام ومواقع وحسابات افتراضية محافظة، اللاعبين الإيرانيين لعدم أداء النشيد الوطني، وسط اتهامات البعض لهم بـ”الخيانة” والدعوات لمعاقبتهم.

وبحسب مواقع إيرانية، فإن الإنترنت الدولي انقطع على الهواتف النقالة منذ مساء الإثنين.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى