أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

في برنامج “هذه شهادتي”.. الشيخ كمال خطيب يستدعي يوم حظر الحركة الإسلامية والمؤامرات التي حيكت ضد المشروع الإسلامي

طه اغبارية، عبد الإله معلواني

 

استدعى الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، يوم حظر الحركة الإسلامية بتاريخ 17/11/2015 والمؤامرات التي حاكتها أنظمة عربية بالتواطؤ مع المؤسسة الإسرائيلية لضرب المشروع الإسلامي في الداخل والعالم العربي، كما تطرق خطيب إلى محطات أخرى شهدها الداخل الفلسطيني.

جاء ذلك، في حلقة جديدة من برنامج “هذه شهادتي”، والذي يسلّط الضوء على محطات في حياة الشيخ كمال تطرق إليها في كتابه “نبش الذاكرة – سيرة داعية ومسيرة دعوة”. يبث البرنامج الذي يقدّمه الإعلامي عبد الإله معلواني، عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.

 

حظر الحركة الإسلامية وقمة “اليخت”

عن يوم حظر الحركة الإسلامية والذي مرّت أمس الخميس ذكراه السابعة، يقول الشيخ كمال خطيب: إن الفترة بين عام 2014-2015 شهدت تحركا شعبيا من أبناء شعبنا بالانتصار للمسجد الأقصى المبارك، خاصة بعد الاعتداء على غزة في تموز عام 2014 ورافقه الانتصار للأقصى اثر استباحته من الاحتلال، وقد تكرر هذا عام 2015.

وأضاف: “بعد انطلاقتنا بتنظيم مهرجان الأقصى في خطر عام 1996 حتى عام 2015 حيث كان المهرجان الأخير بسبب حظر الحركة الإسلامية الذي وقع بعد المهرجان بنحو شهرين، ففي ظل ذلك وما شهده عام 2015 من حراك شعبي فلسطيني غير مسبوق، اتخذت المؤسسة الإسرائيلية قرارها الظالم بحظر الحركة الإسلامية، بعد حملة تحريض قادها سياسيون وإعلاميون ضد الحركة واتهامها بالتحريض وانها تقف خلف الأحداث من خلال شعارها “الأقصى في خطر” ومن خلال المؤسسات التي انشأتها لخدمة القدس والمسجد الأقصى المبارك”.

وتابع: “لم نعلم أنه سبق الحظر ما عرف بقمة “اليخت”- وفق ما كشفت لاحقا صحيفة “هآرتس” والتي تشير إلى دور إقليمي بمبادرة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وزير الخارجية حينها جون كيري، حيث اجتمع في “القمة” السيسي والملك عبد الله وابن زايد ونتنياهو وآخرون واتفقوا فيما اتفقوا عليه على القضاء على الحركات الإسلامية في المنطقة العربية وبلادنا، ويبدو أن هذه الانظمة العربية المتواطئة ادركت ان الخطر سيصل إليها وان غضبة الشعوب ستصل إليها في ظل تآمرها على الأقصى فكان على ما يبدو يراد التخلص من الحركة الإسلامية في الداخل، فكان قرار الحظر”.

وحول وقع قرار الحظر عليه أكمل خطيب: “الحركة الإسلامية روحنا ومشاعرنا، وهي بناء بنيناه بأيدينا مع اخوة آخرين، فأن يأتي يوم تعتقل في مقر المخابرات الإسرائيلية ويتم ابلاغك أن الحركة حُظرت، وأصبحت بجرة قلم تنظيما إرهابيا ويتم حل كل مؤسساتها ومصادرة أموالها، وأن تمنع من الحديث باسمها وان تقوم بأي نشاط له علاقة بها، لا شك أن هذا الأمر كان صعبا على النفوس حيث كان يعني نهاية المشوار تنظيميا”.

 

حظر المؤسسات الداعمة لمئات الآلاف

وعقّب الشيخ كمال خطيب على قرار حظر عشرات المؤسسات، بالقول: “لا شك أن اسرائيل عرفت ماذا تفعل وعرفت انها بهذا الاجراء ستحول بين المشروع الإسلامي والتواصل مع أبناء شعبنا وامتنا واستمرار أداء الخدمات ووقف الالتفاف الشعبي حول المشروع الإسلامي. خمس من هذه المؤسسات التي حظرت كانت لخدمة القدس والاقصى، مثل مؤسسة البيارق صاحبة الأيادي البيضاء في مشروع شد الرحال للأقصى، ومؤسسة “كيوبرس” الإعلامية التي وثّقت انتهاكات الاحتلال في الأقصى واطلعت العالم عليها، ومؤسسة “مسلمات من أجل الأقصى” ومؤسسة “القدس للتنمية” التي دعمت صمود أهل القدس من خلال المشاريع الإنسانية والتنموية، بموازاتها كانت هناك مؤسسات حظرت وقامت على العمل الاغاثي وكفلت 22 ألف يتيم من أهلنا في الضفة والقطاع، كفلهم نحو 14 الف كافل من أهلنا في الداخل، كما حُظرت مؤسسة حراء التي خرًّجت المئات من حفظة القرآن الكريم، ومؤسسة “اقرأ” لرعاية العمل الطلابي في الجامعات، ومؤسسات تعنى بالزكاة والصحة وإقامة عيادات طبية، ومؤسسات دعم صمود أهلنا في النقب، كل هذه المؤسسات وغيرها حظرت بقرار ظالم استند إلى قوانين الطوارئ من زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين، لأن إسرائيل لم تجد مسوغات قانونية للحظر”.

وتطرق الشيخ كمال إلى الحراك الشعبي في الداخل ضد حظر الحركة الإسلامية، والذي بدأ باجتماع لكل مركبات لجنة المتابعة، وتنظيم مظاهرات في مختلف البلدات العربية إلى جانب تنظيم مظاهرة ضخمة في مدينة أم الفحم، هذا إلى جنب إقامة خيمة لمناهضة الحظر في مدينة أم الفحم استمرت فعالياتها على مدار 6 أشهر.

 

الملاحقات

عن الاعتقالات والملاحقات التي جرت لقيادات ونشطاء في الحركة الإسلامية في أعقاب الحظر، يقول خطيب: “لم تصدر إسرائيل قرار الحظر وتكتفي، وإنما لاحقت كل جهد بزعم انه أقيم لإعادة إكمال مشروع الحركة التي حظرت، وعلى هذا اعتقل العديد من الأخوة ضمن الملف المعروف بـ “عشاق الأقصى”. هذا يشير إلى هوس إسرائيلي. إلى الآن لا زال العديد من الأخوة يستدعون للتحقيق بزعم أن جهودهم تصب في إحياء الحركة الإسلامية. وقد قلت للمحققين في إحدى المرات: صحيح أنكم حظرت الحركة، ولكن لن تستطيعوا أن تحولوا بيننا وبين خدمة شعبنا بألف وسيلة ووسيلة”.

 

لجنة الحريات ودورها

إلى ذلك، تحدث الشيخ كمال خطيب عن عمله في رئاسة لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وقال إن اللجنة ومنذ انطلاقتها تتابع شؤون الاسرى والشهداء وعائلاتهم في الداخل، وتقيم نشاطات في حال اعتقال أو تحرير اسير، كما تنظم العديد من الفعاليات الأخرى منها الإفطار السنوي لذوي الاسرى والشهداء. وأضاف: “أقل الواجب أن يشعر الأسير وأهله أنهم ليسوا وحدهم، لذلك اعتز بتكليفي برئاسة لجنة الحريات”.

حول عزوف عدد من مركبات لجنة المتابعة عن المشاركة في لجنة الحريات، قال خطيب: “المفروض أن تضم كل لجنة من لجان المتابعة مندوبا عن الأحزاب المنخرطة في المتابعة، وهذا الأمر كان حاضرا في بدايات عمل لجنة الحريات، ولكن لاحظنا تراجعا من البعض الى درجة عدم استمرارهم في عضوية “الحريات”، ولم ترسل احزابهم من ينوب عنهم. كما يبدو أن الأحزاب العربية في الكنيست تظنّ أنَّ عمل اللجنة يغطي على أي نشاط آخر، ونجاح “الحريات” يعني بالنسبة لهم خسارة مقابل شعارات على منبر الكنيست. بالتالي لا أتردد بالقول إن هناك من يسعى الى إفشال لجنة الحريات، لكن الحمد لله هناك العديد من الأخوة الخيرين في اللجنة من باقي الأحزاب الذين نواصل العمل معهم لخدمة أبناء شعبنا من الأسرى”.

 

يوم وفاة الشيخ عبد الله نمر درويش

في سياق آخر، تطرق خطيب إلى يوم وفاة الشيخ عبد الله نمر درويش بتاريخ 14/5/2017، ومشاركته والشيخ رائد صلاح في الجنازة وتقديم العزاء. يقول: “قبل وفاته رحمة الله عليه كنت قد زرته في المستشفى. لمَّا وصلنا خبر وفاته، ذهبنا بعد الفجر أنا والشيخ رائد وأخوة آخرين إلى كفر قاسم وبقينا هناك حتى تشييع الجنازة. فهذا واجبنا كمسلمين أولا، هذا إلى جانب العلاقة التي جمعتنا بالمرحوم وامتدت من عام 83 حتى عام 1996، بالتالي فإن الخلافات مع المرحوم الشيخ عبد الله لا تلغي أبدا معرفة الفضل والتقدير الذي كان للشيخ عبد الله”.

واستدرك: “لكن من الأمور العجيبة التي حدثت في المقبرة، أنه جرى تقديم كلمات المتحدثين على كلمة الشيخ رائد صلاح، حتى الراف مالكيئور (صديق المرحوم)، الكل استغرب من ذلك. الأكثر عجبا أن صحيفة “الميثاق” الناطقة بلسان الجنوبية، استعرضت غداة وفاة الشيخ عبد الله كافة بيانات التعزية في المرحوم باستثناء بيان التعزية الذي أصدرته والشيخ رائد باسمينا بسبب حظر الحركة الإسلامية. كما نُشر مقال لمحمد سعيد ريان جرى فيه التشهير بي وبالشيخ رائد. كان يمكن لوفاة المرحوم ان تكون وسيلة تقارب، لكن البعض لم يرد إلا دق الأسافين”.

 

 

معركة “البوابات الإلكترونية” في الأقصى

واستذكر برنامج “هذه شهادتي” ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 14/7/2017 حين نصبت بوابات إلكترونية للمسلمين الداخلين إلى الأقصى، وذلك في اعقاب استشهاد 3 شبان من أم الفحم زعمت السلطات الإسرائيلية انهم نفذوا عملية في الأقصى أسفرت عن مقتل وجرح عدد من أفراد الشرطة الإسرائيلية.

يتحدث الشيخ كمال عن تلك الحادثة بالقول: “فاتني شرف التواجد في الأقصى خلال المعركة التي خاضها أهلنا في القدس والداخل والضفة لإزالة البوابات، وذلك بسبب منعي حينها من دخول القدس والاقصى، غير أن الحراك الشعبي المبارك ارغم الاحتلال على إزالة البوابات الإلكترونية والتي وضعت بتواطؤ مع أنظمة عربية كما صرح بذلك حينها من شغل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان. المهم أن شعبنا انتصر في هذه المعركة ودخل الناس إلى الأقصى بعد إزالة البوابات وكان يوما مشهودا، وكذلك كان الامر في عام 2018 حينما تداعى أهلنا لفتح بوابات باب المغاربة التي كانت مغلقة من عام 2003”.

 

اعتقال الشيخ رائد في “ملف الثوابت”

ثمّ تطرق خطيب إلى ملف اعتقال الشيخ رائد صلاح في الملف المعروف إعلاميا بـ “ملف الثوابت” واعتقاله بتاريخ 14/8/2020، وقال: “لأنها ليست المرة الأولى التي يعتقل ويلاحق فيها الشيخ رائد، فقد اشتم أن الاعتقال الذي جاء بعد أقل من أسبوعين من افشال مشروع نصب البوابات في الأقصى، دوافعه سياسية وبفعل جوقة التحريض الإسرائيلية ضد الشيخ وزعمها أن الحركة الإسلامية المحظورة هي التي كانت تقف خلف الحراك الشعبي في معركة البوابات. جرى اعتقال الشيخ بسبب مصطلحات قالها وآيات قرآنية زعموا ان الشيخ فسرها بصورة تحريضية”.

حول استمرار التحريض في وسائل الإعلام الإسرائيلية من قبل سياسيين على الشيخ رائد صلاح ومحاولات التحذير من الاقتراب إليه، قال خطيب: “إن هذا لا يعيب الشيخ رائد، إنما العيب في أولئك الذين يظنون ان بالابتعاد عن الشيخ رائد سيرفع اسمهم عند المؤسسة الإسرائيلية”، مستهجنا عدم زيارة منصور عباس ووليد طه للشيخ رائد لتهنئته بعد خروجه من السجن قبل عام، وقال “يبدو أن سبب ذلك هو كونهم كانوا في خضم توجه جديد، توج بدخولهم في ائتلاف حكومي، العيب فيمن يترك عشرة السنين من أجل استرضاء المؤسسة الاسرائيلية، حتى عندما اعتقلت 37 يوما لم يأت منصور ولم يسلم أو يتصل هاتفيا. هي عقدة الخواجا، الذي يريد إرضاء الخواجا بالابتعاد عن رائد وكمال”.

شاهد الحلقة هنا :

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى