أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

الشيخ خطيب يتحدث عن : مسؤولية الجنوبية عن إفشال جهود الوحدة عام 2012..

مسؤولية الجنوبية عن إفشال جهود الوحدة عام 2012..

 الشيخ كمال خطيب: بعد الاتفاق على عدم المشاركة في الكنيست اتفقنا أن يتولى الشيخ حماد أبو دعابس-ضمن مرحلة انتقالية- رئاسة الحركة والشيخ رائد مسؤولية ملف العلاقات الخارجية والتمثيل في المتابعة

  • تمَّ تحديد يوم 1/1/2013 لإعلان الوحدة، لكن تقديم موعد انتخابات الكنيست ونية البعض من “الجنوبية” ضد الوحدة أفشلت المشروع

 

طه اغبارية، عبد الإله معلواني

 

قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، إن مجموعة من قيادات الحركة الجنوبية أفشلت مشروع وحدة الحركة بجناحيها عام 2012، بسبب نواياهم المبيتة ضد الوحدة ومقالاتهم التي كتبت بالخصوص خلال المفاوضات التي جرت بين الجانبين في ذلك العام، هذا إلى جانب تقديم موعد انتخابات الكنيست بالرغم من الاتفاق على الوحدة في مختلف الملفات، بعيدا عن المشاركة والانخراط في الكنيست الصهيوني.

جاءت تصريحات خطيب، في حلقة جديدة من برنامج “هذه شهادتي”، والذي يسلّط الضوء على محطات في حياة الشيخ كمال تطرق إليها في كتابه “نبش الذاكرة – سيرة داعية ومسيرة دعوة”. يبث البرنامج الذي يقدّمه الإعلامي عبد الإله معلواني، عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.

 

دور الحركة في مناصرة الثورات العربية

استهلت الحلقة في الحديث عن موقف الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، من ثورات الربيع العربي التي انطلقت نهاية عام 2010. يقول خطيب: “لا شك أنَّ ما حصل نهاية عام 2010 وتحديدا يوم 17/12/2010، (عندما أضرم الشاب التونسي محمد بوعزيزي، النار بنفسه احتجاجا على اعتقاله جراء احتجاجه على ضنك عيشه وأحواله الاقتصادية) كان مقدمة لثورة تونس والثورات العربية والتي اصطلح على تسميتها بـ “ثورات الربيع العربي”. أطاحت الثورة التونسية يوم 14/1/2011 بزين العابدين بن علي الذي حاول الهرب إلى فرنسا، ولكنه لم يجد ملجأ إلا في السعودية-للأسف- التي تحوّلت إلى مزبلة للطغاة واللصوص. بعد ثورة تونس اندلعت كما هو معروف ثورات في مصر وليبيا واليمن وسوريا. ولأننا كنَّا دائما أنصار الشعوب المظلومة التي نعلم حبها لقضية شعبنا الفلسطيني، فكان لا بد من موقف، ولم يكن متلعثما ولم يحتج الى فلسفة، فنحن مع الشعوب ضد طواغيتها”.

وأضاف: “خرجنا مباشرة انتصارا للثورات، ونظَّمنا مهرجانات نصرة للشعوب. بادلنا الشعوب حبا بحب، لمعرفتنا انها شعوب تحب شعبنا، وكان هذا أقل ما نملك. في الحالة السورية كان لنا دور اكبر، أقمنا مؤسسات إغاثية- اغلقتها إسرائيل لاحقا-، وذهبنا الى الأردن وتركيا لإسناد اللاجئين، كفلت المؤسسات آلاف العائلات، وجمعت عشرات ملايين الدولارات إغاثة لأهلنا السوريين، وهو بعض الجميل حيال ما فعلوه لشعبنا واستقبال لاجئينا عام 48″.

بخصوص ما جرى من إفشال لهذه الثورات ورؤيته للمرحلة القادمة، يتابع الشيخ كمال: ” في المرحلة القادمة- بإذن الله- لن يكون ربيعا عربيا، بل سيكون ربيعا إسلاميا، وأقصد بذلك أنَّ الشعوب وإن تمَّ التآمر على ثوراتها وإفشالها، وإن ظنَّ الطغاة ومن يدعمهم أن هذه نهاية حلم الثورات والتحرر من قبل الشعوب، إلا أنه في المرة القادمة- وأنا على يقين- وأمام الغضب وقمع الطغاة للهوية الإسلامية فإن التغيير قادم، لأن الشعوب لا يمكن أن تتنازل عن مطالبها بالحرية. ستأتي أجيال بهوية إسلامية واضحة تزيل دنس هؤلاء وظلمهم”.

حول الجدل الذي أثارته الثورات العربية في الداخل الفلسطيني واصطفاف أحزاب بعينها كالجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي وأحزاب قومية علمانية ضد الثورات. أكمل خطيب “كنَّا بعد الثورة في إيران عام 1979، نُعيّر-بعد انطلاق الصحوة الإسلامية- من الشيوعيين والجبهة بأننا “خمينيون” وننحاز الى إيران. المفارقة العجيبة اليوم أن من يحمل لواء إيران هم جماعة الحزب والجبهة، حيث انحازوا إلى ايران ويدعمون النظام الدموي في سوريا. وهذا يشير إلى أنَّهم أصحاب هوى وليسوا أصحاب فكر ومبادئ، فهم بمواقفهم المخزية هذه، يريدون الوقوف ضد أبناء الفكر الإسلامي. ديدنهم بذلك، ليكن الشيطان في الجهة الأخرى، فهم مع الشيطان، فكانوا مع إيران وبشار. عموما كل من دعموا المجرم بشار ووالده من الفلسطينيين مارسوا “التشبيح الكلامي” كما يمارس شبيحة النظام القتل ضد الشعب السوري، هؤلاء يدعمون نظام الاجرام في سوريا بزعم انه صاحب بطولات!! أي بطولات هذه؟! هل هي بارتكابه مجزرة تل الزعتر والمشاركة بارتكاب العديد من المجازر ضد أبناء شعبنا اللاجئين في لبنان، أم “بطولات” ارتكابه مجزرة حماة عام 1982. هذا النظام المجرم من أيام حافظ الأسد لم يقم بأية بطولات وإنما أدى خدمات لإسرائيل ولا زال يقوم بنفس الدور”.

 

اللقاء بنجم الدين أربكان عام 1995

تطرق الشيخ كمال خطيب إلى ما أورده في كتابه “نبش الذاكرة..” حول لقائه بالزعيم التركي ورئيس وزراء تركيا الأسبق البروفيسور نجم الدين أربكان، عام 1995، يقول “تشرفت في العام 1995، بتلقي دعوة للمشاركة في مهرجان فتح القسطنطينية في مدينة إسطنبول وحينها التقينا المرحوم نجم الدين أربكان، وقد استمر التواصل. في العام 2011 بعد وفاة المرحوم أربكان، كُلفت من الأخوة في الحركة الإسلامية بالذهاب إلى تركيا لتأدية واجب العزاء، وفي أنقرة التقينا بالأخ فاتح، نجل المرحوم أربكان، وبقيت العلاقة مع فاتح إلى اليوم”.

حول شخصية أربكان، بيّن خطيب “هو منظّر المشروع الإسلامي الحديث في تركيا، وهو صاحب مقولة “الحركة الإسلامية مثل شعر الوجه كلما حُلق كلما نبت أقوى مما كان”، وهو القائل “ليس كل زهرة هي الربيع، ولكن كل ربيع لا بد أن يبدأ بزهرة” في إشارة للأمل والتفاؤل، كما قال “المسلم يجب أن يكون دينامو يحرك الخير وينتصر له، ويجب أن يكون كادحا يتصدى للباطل”. هذه الشخصية العظيمة أثَّرت في نفسي كثيرا، كما لها بصمات خالدة في العالم الإسلامي كله، وبصماته على تركيا المعاصرة لا تخفى على أحد”.

وأكمل “بعد سنة من وفاة المرحوم أربكان، أقام حزبه يوما دراسيا دُعي إليه كثير من قيادات العمل الإسلامي، وقد شرفت بالمشاركة في هذا الحدث إلى جانب العديد من قيادات العمل الإسلامي بينهم قيادات مصرية- بعد انتصار الثورة- كان من بينها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع- فك الله أسره- وقد قمت يومها بتقبيل رأسه، فأمثاله من العظماء لا ينكر فضلهم وبحبهم نتقرب إلى الله. بديع وغيره من عظماء الأمة يقبعون اليوم في سجون المجرم السيسي. حاول العلمانيون أن يجعلوا أمثال جيفارا وكاسترو قدوة لشعوبنا فمن هم هؤلاء أمام قامات عظيمة ثارت على الظلم والاستبداد كالقرضاوي وبديع ومحمد مهدي عاكف وغيرهم من قيادات العمل الإسلامي في العالم العربي”.

 

إفشال مشروع وحدة الحركة الإسلامية عام 2012

توقف الشيخ كمال خطيب في الحلقة، عند المفاوضات التي انطلقت عام 2012 بين جناحي الحركة الإسلامية بهدف الوحدة، وكيف جرى إفشال هذه الجهود من قبل شخصيات قيادية في الجنوبية.

يفصّل قائلا: “بعد الانقسام عام 1996، والذي كانت له أسباب كثيرة من بينها المشاركة في الكنيست- يتضح اليوم أنه كان نعمة لأننا حافظنا على مسار الحركة الإسلامية النقي النظيف في ظل ما يجري اليوم- حينها أسمينا ما جرى من طرفنا “تصحيح المسار”، لأن نيتنا لم تكن الانقسام أبدا، لكن الاخوة ظلوا على موقفهم من مسألة الانخراط في الكنيست.

ونحن من جانبنا أكدنا خلال محاولات رأب الصدع التي حصلت قبل عام 2012، أنّ الوحدة يجب أن تبنى استنادا إلى عدم المشاركة في الكنيست. في عام 2012 حصل تقدم نوعي في مشروع الوحدة بين الطرفين، على أساس عدم الانخراط في الكنيست، وبناءً على هذه الإشارات الإيجابية كانت هناك تحركات إيجابية، حيث شاركتُ في مهرجان بسخنين أقامته الجنوبية تحت عنوان “القدس أولا” وألقيتُ فيه كلمة، كما شارك الشيخ حماد أبو دعابس في مهرجان الأقصى في خطر، والقى كلمة.

ثمَّ تقدمنا خطوات نحو الوحدة، إلى درجة تشكيل لجنتين، ضمت من طرفنا: الشيخ رائد وأنا والشيخ عبد الرحيم خليل والمحامي زاهي نجيدات، ومن طرفهم: الشيخ حماد أبو دعابس، منصور عباس، ومسعود غنايم وصفوت فريج. وبدأنا نعقد جلسات متواصلة، في أم الفحم وكفر قاسم وكفر كنا وغيرها من البلدات. وصلنا إلى نتائج إيجابية وصلت لدرجة الاتفاق على لجان مشتركة، وتوحيد الدستور، واللجان التربوية، والبرامج. اتفقنا كذلك، على أن تكون رئاسة الحركة للشيخ حماد أبو دعابس، في حين يتولى الشيخ رائد صلاح مسؤولية العلاقات الخارجية ويكون أيضا ممثل الحركة الإسلامية في لجنة المتابعة، كما اتفقنا على أن يكون يوم 1/1/2013 يوم إعلان وحدة الحركة الإسلامية، على أن تكون فترة انتقالية حتى يوم 1/1/2015 لانتخاب مسؤولي الحركة والمبنى الهيكلي. كل هذا اتفق عليه، وقد فصّلتُ فيه في كتابي مشفوعا بالوثائق والمستندات”.

وتابع خطيب: “خلال سير المفاوضات وفي آخر مرحلة، بدأت تصدر مقالات وتصريحات من المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش، ووليد طه، وإبراهيم صرصور، حينها بدأنا ندرك وجود محاولات للإفشال”.

حول أسباب ذلك، يضيف “برأيي لم يكن سبب التراجع مسألة الكنيست وحدها، ولكن النية ضد الوحدة كانت مبيتة عند بعض من شاركوا في المفاوضات وآخرين ممن لم يشاركوا، وغرَّدوا ضد الوحدة وكتبوا المقالات التي كانت تغرد خارج سرب المفاوضات”.

 

وأكمل “كانت ستجري انتخابات للكنيست في شهر 11 عام 2013، وبعد أن سقطت الحكومة الإسرائيلية تمَّ تقديم الانتخابات لشهر 1 عام 2013، وإذ بالأخوة الذين كانوا ضالعين بالمفاوضات يتغيبون عن الجلسات، وحين سُئلوا عن السبب ادّعوا أنه نتيجة ردّي على بعض المقالات التي كتبت ضد الوحدة من قبل قيادات في الجنوبية!! اعتبروا هذا إساءة مني للكتّاب وفي مقدمتهم المرحوم الشيخ عبد الله. ثمَّ فجأة وإذا بنا نقرأ بيانا لهم بأنَّ مؤتمرهم عُقد وتمَّ ترتيب الأوراق، استعدادا لانتخابات الكنيست، وكأنه لم تكن بيننا مفاوضات. حينها أصدرنا بيانا واضحا بتفاصيل ما حصل وموقفنا من الكنيست. مع الأسف ضرب أولئك الذين كانت نواياهم غير صادقة، المسمار الأخير في مشروع وحدة الحركة”.

 

أصوات شامتة بعد الحظر

يقول الشيخ كمال خطيب إنه بعد حظر الحركة الإسلامية عام 2015، وخلال خطبة جمعة للمرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش في مسجد “أبو بكر” بكفر قاسم، لمّح بلهجة شامته إلى الحظر، وزاد إبراهيم صرصور حين لمّح بأن ما جرى هو “قصاص من الله”!!

في الرد على سؤال من يتهمون الحركة الإسلامية المحظورة، من أبناء الجنوبية بأنها أخطأت في مسارها ما أدى إلى الحظر؟! يقول خطيب: “هم اختاروا منهج السلامة ونحن اخترنا سلامة المنهج. اخترنا سلامة مشروعنا الإسلامي، حتى لو كان الثمن الحظر. انظر إلى النتيجة اليوم، كانوا جزءا من ائتلاف حكومة إسرائيلية هي الأسوأ في تاريخ الحكومات الإسرائيلية من حيث بطشها بشعبنا وانتهاكاتها في المسجد الأقصى المبارك. وصل الامر بهم أن يجري منصور عباس مفاوضات مع نتنياهو، قبل ائتلافه مع لبيد. وكان على استعداد لتشكيل حكومة مع نتنياهو لولا الرفض من الراف دروكمان. وصل الامر بهم أن يكونوا في حكومة تدعم الشواذ جنسيا. دعموا حكومة أقرت ميزانية لتخليد ذكرى بن غوريون في النقب، هذا الصهيوني الذي احلَّ النكبة بشعبنا. أقرّوا أن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي. فمن أرادوا منهج السلامة، لأشخاصهم دفعوا الثمن بالفكر والممارسة. تخيل أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي يزايد اليوم على أصحاب الفكر الإسلامي؟! وكذلك حزب التجمع”.

في ختام الحلقة قال الشيخ كمال خطيب: “جزى الله خيرا من حملوا هذه الراية إلينا، فالمشروع الإسلامي أمانة يجب ألا نضيعها وراية رُفعت يجب أن لا تنكس مهما كان الثمن. من يريدون لنا أن نساوم على فكرنا ومنهجنا ومشروعنا بزعم أنَّ هذا “سبب لكم الحظر والإخراج عن القانون”، فليكن! هذا المشروع العظيم تعرض في دول أخرى لمخاطر عديدة ولا يزال، فهل كانت هذه المخاطر بسبب غباء سياسي كما يحاول هؤلاء فلسفته؟! وهل “الفهلوة” تعني أن ندعم حكومة تقتل شعبنا وتنتهك حرمة الأقصى، كل يوم!! هذه ليست “فهلوة” بل هي انبطاح بزعم الواقعية والبراغماتية. لأبناء المشروع الإسلامي أقول: صبرا ثمَّ صبرا، ليس مطلوب منا أن يكون النصر على أيدينا، المطلوب منا ألا تنكس الراية في زماننا. ليس المطلوب منَّا أن نصيغ مشروع المستقبل بأيدينا فقط، ولكن حرام أن يُضرب المسمار الأخير بأيدينا. مطلوب منا أن نحافظ على المشروع الإسلامي بحيث لا يكون محلا للسخرية والتندر”.

شاهد الحلقة هنا:

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى