أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

كلام موجه إلى إعلامنا

 

توفيق محمد

انتهت انتخابات الكنيست الى ما انتهت إليه، وعاد نتنياهو وجوقته الى كرسي الحكم أقوى مما كان، وكالعادة انبرى المحللون يرسمون ملامح الفترة القادمة وما يزالون الى الآن وربما يستمرون في ذلك لفترة أخرى، ونحن ندرك أن تشكيلة الحكومة القادمة ستضم وزراء من شأنهم أن يوفروا مادة إعلامية يومية لإعلامنا العربي، كبن غفير وسموطريتش وآخرين من شعبويي الليكود، وإن كنت لا أرى فرقا كبيرا بين أية حكومة إسرائيلية سواء كانت من اليمين على شتى مستحدثاته ومسمياته، فقد بتنا نسمع عن يمين ليبرالي ويمين متطرف و… وسواء كانت من اليسار أو المركز، فكلهم يحتكمون لسياسية أمنية واحدة تجاه شعبنا وقضاياه على كل خارطة الوطن التاريخية، فلم تختلف سياسات الحكومات الإسرائيلية في تعاملها مع قضايا الأرض والمسكن ولا مع قضايا الأسرى، ولا مع قضايا المقدسات ولا مع قضايا الحقوق المدنية (وهنا نقول إلا بالنزر القليل) وغيرها من القضايا، وسواء كان رئيسها نتنياهو أو بينيت أو لبيد أو بيرس.

على كل حال هذه مسألة لن ينتهي النقاش حولها ولن تنتهي تحليلات المحليين بشأنها في الأيام القريبة إلى أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة، والتي ستوفر أيضا مادة إعلامية خصبة للطحن “المايكروفوني” عبر كل وسيلة إعلامية ممكنة، لكن
أمرا واحدا ظل مرافقا لمن كان في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ولمن كان قبله ولشعبنا وأهلنا وناسنا، وهو العنف والجريمة ومسبباتهما من السوق السوداء والربا والخاوة، ونتائجهما من القتل والتسبب بالإعاقة وتدمير الممتلكات، وتدمير العائلات وتشتيتها، بين من يكون قتيلا أو سجينا أو جريحا أو مطاردا أو غير ذلك. لا أحد ينكر وجود هذه المظاهر، ولست بصدد نقاش ماذا فعلت هذه الحكومة أو تلك للقضاء على الجريمة والعنف، لأن ما يهم شعبنا هو أنه دفن حتى الآن 95 ضحية من ضحايا العنف منذ بداية العام الحالي.

وإن كنا ندرك تماما أن علاج ما نحن فيه متشعب ومتنوع وله امتدادات سياسية أيضا، لكننا نعي أيضا أن هناك مسؤولية تتعلق بنا نحن، ولذلك فإننا في لجان إفشاء السلام قررنا وعزمنا- متوكلين على الله- أن نبذل الجهد والطاقة لصناعة حياة جديدة كما يتقن أن يقول رئيس لجان إفشاء السلام الشيخ رائد صلاح في الكثير من اللقاءات، وهذه الصناعة مبنية على عمل تربوي يستهلك عادة أوقاتا طويلة، ومبنية أيضا على علاج موضعي يتم يوميا لدى كل قطاعات جماهيرنا وأهلنا وناسنا ويقوم عليه أهل الإصلاح.

أما مكونات هذه الصناعة، صناعة الحياة الجديدة فهي تعتمد على بث روح جديدة في المجتمع قوامها العودة الى الخلق الطيب والأصيل الذي تربينا عليه وتربى عليه آباؤنا وأجدادنا، من خلال النشاطات العديدة والمتنوعة والكثيرة التي بدأت لجان إفشاء السلام بتنفيذها منذ بداية العام الحالي وما تزال مستمرة بها بشكل يومي عبر لجان إفشاء السلام المحلية والشبابية والنسائية والطلابية، والتي تهدف كلها إلى صناعة حياة جديدة وبث روح جديدة من التفاؤل والمحبة والتراحم بين الناس، وقد يسأل سائل عن مدى ونسبة النجاح الذي يمكن أن تصل إليه لجان إفشاء السلام، وإجابة على هذا السؤال اعتدنا أن نسمع رئيس لجان إفشاء السلام يقول جملة صحيحة وصادقة وحقيقية، وهي: نحن نعدكم أن نبذل كل الجهد وكل الطاقة لخدمة أهلنا وناسنا ومجتمعنا بكل ما أوتينا من وسائل وطرق وقوة، ولكن نسبة النجاح متعلقة فينا جميعا وبمدى استجابتنا وتعاملنا جميعا مع لجان إفشاء السلام ومع واقعنا، فأنتم من تقررون النجاح ونسبته، ونحن من يقرر أن يوفر أسباب النجاح بجهدنا وعملنا الدؤوب الذي لن تنازل عنه أو نتوانى فيه.

 

في جناحها الثاني فإن لجان الإصلاح الموجودة والعاملة وتلك التي تم ويتم تأسيسها عن طريق لجان إفشاء السلام في كل بلداننا تقوم بجهد عظيم، بل وعظيم جدا في علاج عشرات المشاكل في البلدة الواحدة إن لم يكن أكثر من ذلك، تلك التي لو لم تبذل لجان الإصلاح الجهد فيها لكانت نتائج العنف أكثر مما نرى، والسواد الأعظم منها لا يتم الحديث عنه في الإعلام لإنها ولا شك قضايا خاصة وأسرار وأعراض ناس لا بد أن تبقى محفوظة ومصانة، وهذا أمر أكثر من مقبول بل إنه مندوب، بل واجب، ولا بد من كلمة ثناء لرجال الإصلاح على جهودهم المباركة.

ونحن نتحدث عن لجان إفشاء السلام، فإننا نتحدث عن لجان تابعة للجنة المتابعة العليا وهي لا تنتمي إلى أي لون سياسي بتاتا، وهي ملك لكل أبناء شعبنا وجاءت لخدمتهم جميعا.

عود على صناعة الحياة، والأمر كذلك فإن التعاون اللصيق والمتين مع وسائل الإعلام على اختلافها هو ضرورة وحاجة ماسة وأعتقد أن صناعة هذه الحياة هو جزء من الرسالة الإعلامية لوسائل إعلامنا، وقد شهدنا تعاونا من بعضها، ولكننا في المرحلة المقبلة أرى من الضروري بمكان أن تكون صناعة الحياة المعنية في السطور أعلاه مدرجة على برامجها بشكل يومي حتى نبني سويا النجاح الذي ننشد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى