أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

أطراف عدة في دائرة الاشتباه.. من المستفيد من محاولة اغتيال عمران خان؟

اتخذت الأزمة السياسية في باكستان منحى خطيرا بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الإنصاف الباكستاني عمران خان في مدينة وزير آباد في إقليم البنجاب (شرقي البلاد) أمس الخميس.

وهي محاولة تشير التحقيقات الأولية إلى أنها محاولة فردية، رغم اتهامات حزب الإنصاف لشخصيات كبيرة في الحكومة والجيش بالوقوف خلف هذه المحاولة.

وقال القيادي في الحزب أسد عمر -في مقطع مصور- إن خان يعتقد أن رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الداخلية رانا ثناء الله والمسؤول في المخابرات الجنرال فيصل نصير يقفون وراء الهجوم، ولم يقدم عمر دليلا يدعم الاتهام.

 

أزمة سياسية مستمرة

جاءت هذه المحاولة في فترة تشهد احتقانا سياسيا خطيرا في باكستان ضمن الصراع السياسي الذي يستمر منذ عدة أشهر بين حزب الإنصاف وحلفائه من جهة، والحكومة الائتلافية التي تتألف من أحزاب المعارضة السابقة من جهة أخرى.

وجاءت محاولة الاغتيال خلال مسيرة لحزب الإنصاف انطلقت من إقليم البنجاب، وكان من المخطط أن تصل إلى العاصمة إسلام آباد بعد أيام، وهذه المسيرة تم تنظيمها بشكل أساسي بهدف الضغط على الحكومة لتنظيم انتخابات مبكرة في البلاد، وهو مطلب يطالب به عمران خان منذ إسقاط حكومته في أبريل/نيسان الماضي.

وتأتي هذه الأحداث أيضا بعد استبعاد عمران خان من قبل لجنة الانتخابات الباكستانية من المشاركة في أي انتخابات وتولي أي منصب حكومي، في إطار ما تسمى قضية “طوشا خانا”، التي يتم اتهام عمران خان فيها ببيع هدايا قُدمت له وهو في منصب رئاسة الوزراء.

 

تداعيات خطيرة

منذ اللحظات الأولى لمحاولة الاغتيال، سادت حالة من القلق في الشارع الباكستاني، سواء على المستوى الحكومي أو على المستوى الشعبي من تداعيات هذه المحاولة، وانعكاساتها الخطيرة على الساحة السياسية الباكستانية، وبشكل خاص على الوضع الأمني في البلاد، في ظل حالة من الاحتقان السياسي منذ أشهر.

وما يغذي هذه المخاوف اتهام حزب الإنصاف لشخصيات من الحكومة والمخابرات بالتورط في محاولة الاغتيال. ووفقا للصحفي والمحلل السياسي الباكستاني حذيفة فريد فإنه حتى لجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة وزير الداخلية رفض حزب الإنصاف التعامل معها، رغم أن وزارة الداخلية في إقليم البنجاب هي المسؤولة عن تأمين عمران خان، إلا أنهم يلومون وزير الداخلية في الحكومة الفدرالية.

ويضيف حذيفة فريد -في حديث للجزيرة نت- أن عمران خان هو المستفيد الأكبر من محاولة الاغتيال، وهو الذي يرغب في زخم جماهيري للدخول إلى إسلام آباد ليفرض شروطه على الحكومة.

ويستطرد فريد قائلا إن الأعداد حسب حزب الإنصاف لم تكن كافية، وبالتالي فإن محاولة الاغتيال فقط منحت عمران خان تعاطفا شعبيا في باكستان، لخروج أنصاره في مدن أخرى من ضمنها إسلام آباد التي لم يخرج فيها متظاهرون طوال 20 يوما الماضية.

لكن فريد يقول إن الأيام المقبلة ستظهر مدى هذا التعاطف، وما إذا كان عمران خان استفاد من هذه المحاولة واستطاع الحصول على زخم شعبي بالفعل، أم كان التعاطف والزخم الشعبي بالأمس مجرد دعم لحظي.

من جهته، يقول المحلل السياسي فضل بانغش “يبدو أن ما وصفه بالعدو المجاور (الهند) أو المجتمع الغربي استغل الفرصة لتأجيج لهيب الحرب الأهلية وزرع الفتنة داخل باكستان، إنها أجندة خطيرة للغاية للهند ضد الشعب الباكستاني وجيشه للاستفادة من الفرصة في زعزعة استقرار الوضع في باكستان”، مبينا أن الاستخبارات الهندية ربما تكون وراء الحادث.

استمرار حياد الجيش

بخصوص موقف الجيش الباكستاني من محاولة الاغتيال، فقد أصدر بيانا في وقت سابق وصف فيه إطلاق النار بأنه “يستوجب الإدانة بشدة”.

وفي هذا السياق، يقول حذيفة فريد إن بإمكان الجيش الضغط على الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة، والجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية هي صاحبة القرار في البلاد، ولا يمكن الذهاب بعيدا من دون توافق مع المؤسسة العسكرية.

ويضيف فريد أنه في حال رأت المؤسسة العسكرية أن هناك حاجة لإجراء انتخابات مبكرة من أجل إسكات الشارع الباكستاني المحتقن فبإمكانها أن تفرض هذا على الحكومة، وكان هناك تصريح أمس لأسد عمر بأن الجيش والمحكمة العليا هما من لديهما الحل لإنهاء الأزمة السياسية الحالية.

ويتابع فريد بأن عمران خان عندما تم الحديث عن مفاوضات مع رئيس الوزراء شهباز شريف، قال إنه لا يتفاوض مع شخص ليست لديه سلطة، وهو هنا يتوجه بالحديث إلى الجيش على أنه المؤسسة المنوطة بالحوار، وهي من يجب التحدث معها.

ويختم فريد قائلا إنه إذا أرادت المؤسسة العسكرية أن تدعم موقف عمران خان، فإنها ستجبر الحكومة على إجراء انتخابات مبكرة، أما الخيار الآخر فهو مواصلة الحياد ترقبا لما يجري.

بينما يقول المحلل السياسي جاويد رانا -في لقاء صحفي مع قناة “إيه نيوا” (a Newa) التركية إن هناك شخصيات في مناصب عليا من المؤسسة العسكرية يتم استخدامها في هذا الصراع. وقال رانا إنه من الممكن في مرحلة ما أن يتوجه عمران خان باتهام الجيش بالوقوف وراء محاولة الاغتيال. أما فضل بانغش فيقول إن القيادة العسكرية مشغولة بمحاولة إدارة الموقف الآن.

مستقبل متوتر

هذه المحاولة لاغتيال عمران خان جاءت في الوقت الذي يسعى فيه لزيادة الضغط على حكومة شهباز شريف لإجراء انتخابات مبكرة، وهو مطلب رئيسي لعمران خان منذ إسقاط حكومته.

وفي هذا السياق يقول فضل بانغش إننا على علم بأن هذه المظاهرات والمسيرات التي ينظمها عمران خان سواء كانت سلمية أو غير سلمية فالهدف من ورائها هو تأجيج الفوضى في باكستان، ولا أعتقد أنها ستنجح في إسقاط حكومة شهباز شريف، هي فقط لزيادة الضغط على الحكومة.

بينما يرى جاويد رانا أن الحكومة الحالية تريد استكمال فترتها بأي طريقة كانت، إلا أنه من الصعب أن تنجو من الوضع الحالي، ويتوقع أن تستمر المسيرات التي دعا لها خان خلال الأيام المقبلة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى