أخبار رئيسية إضافيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليومضات

إيران: السلطات تتحدث عن انتهاء الاحتجاجات واستمرار التراشق مع الغرب

تراجعت حدة الاحتجاجات التي شهدتها المدن الإيرانية في الفترة السابقة، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، بالتزامن مع تهديد السلطات الإيرانية بـ”اتخاذ إجراءات” ضد مشاهيرها الذين دعموا في الأيام الأخيرة التظاهرات، واستدعاء طهران القائم بالأعمال الفرنسي، مستنكرة “تدخل” باريس في شؤون إيران الداخلية.

السلطات تتحدث عن انتهاء الاحتجاجات

وقال رئيس محافظة طهران، محسن منصوري،  الخميس، إنّ الاحتجاجات في طهران “قد انتهت”، مضيفاً أنّ العاصمة “تعيش الأمن منذ عدة ليالٍ”، وفق وكالة “تسنيم” الإيرانية.

واتهم منصوري من سمّاهم “أعداء” البلاد بالضلوع في الاحتجاجات، قائلاً إنهم يعيشون “حالة إحباط”، متحدثاً عن أنّ “أحد قادة الشغب في الخارج، اتصل بعناصره الداخلية مطالباً بعدم السماح بانتهاء الاضطرابات، حتى ولو من خلال إحراق قمامة نفايات داخل زقاق مغلق”، على حد تعبيره.

وتوعد رئيس محافظة طهران بملاحقة “بعض الوجوه المعروفة” الداعمة للاحتجاجات، الذين قال عنهم منصوري إنهم “نفخوا في نار الشغب”، في إشارة إلى دعوتهم الإيرانيين إلى التظاهر.

كذلك، قال قائد الحرس الثوري في طهران الكبرى، العميد حسن حسن زادة، إنّ الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني، لها دوافع “اقتصادية وأميركا دفعت الناس إلى الشوارع”، وفق ما أوردت صحيفة “همشهري”، المحافظة التابعة لبلدية طهران.

فيما قال حسن زادة إن بلاده تنصتت على مكالمة مسؤول أميركي، قال فيها، حسب قول قائد حرس طهران، إنّ “الضغوط القصوى لا يمكنها أن تحقق لهم النصر على إيران، لذلك فإنّ الطريق الوحيد هو دفع الناس إلى الشوارع بذريعة الضغط الاقتصادي”.

واتهم المسؤول العسكري الإيراني الولايات المتحدة بشن “عملية نفسية” على إيران، عبر “تلقين الشباب أن البلد لا مستقبل له”.

في الأثناء، ثمة أنباء غير رسمية عن مواصلة الاعتقالات في المدن الإيرانية، لكن السلطات حتى الآن لم تعلن حصيلتها، واليوم الخميس ورد أن السلطات اعتقلت الشاعرة مونا برزويي، التي انخرطت في الاحتجاجات الأخيرة عبر أبيات شعرية ضد السلطات، التي لم تعلن أيضاً حصيلة القتلى والمصابين، لكن التلفزيون الإيراني أفاد قبل أيام بمقتل 41 شخصاً خلال الاحتجاجات، إلا أنّ منظمة “حقوق الإنسان في إيران”، مقرها أوسلو، قالت، مساء اليوم الخميس، إنّ العدد وصل إلى 83 شخصاً.

وتشير التقارير الإيرانية إلى مقتل 10 من عناصر الأمن والشرطة، وإصابة أكثر من 200 منهم.

ودعم عدد من الرياضيين الإيرانيين المشهورين والممثلين والمخرجين علناً الحركة الاحتجاجية، مطالبين السلطات بالاستماع إلى مطالب السكان.

وحثّ المخرج الإيراني، أصغر فرهادي، الحائز جائزة “أوسكار” مرتين، الناس في جميع أنحاء العالم، الأحد الماضي، على “التضامن” مع المتظاهرين.

وقال، في رسالة مصورة على موقع إنستغرام: “أدعو كل الفنانين والمخرجين والمثقّفين والناشطين في مجال الحقوق المدنية في العالم أجمع (…) كل هؤلاء الذين يؤمنون بالكرامة والحرية الإنسانية، إلى التعبير عن تضامنهم مع نساء ورجال إيران الأقوياء والشجعان عبر تصوير مقاطع فيديو والكتابة أو بأيّ طريقة أخرى”.

من جهته، نشر نجم المنتخب الوطني لكرة القدم السابق، علي كريمي، مراراً رسائل دعم للاحتجاجات على “إنستغرام” و”تويتر”.

وانتشر، بيان بتوقيع أكثر من 800 ناشط في مجال الأطفال واليافعين في إيران، يندد بمقتل واعتقال المحتجين من هذه الفئة العمرية، مطالباً بالإفراج عن المعتقلين.

كذلك، أصدر “موسيقائيون مستقلون” بياناً، أعلنوا فيه دعمهم للاحتجاجات الأخيرة مع التنديد بـ”قمعها والتصدي العنيف لها”، داعين إلى الإفراج عن المعتقلين من الطلاب والناشطين السياسيين والمدنيين.

وانتشر بيان آخر، بتوقيع أكثر من 200 أستاذ جامعي إيراني، طالبوا فيه بالإفراج عن الطلبة المعتقلين، مع التحذير من أن “أوضاع الجامعات لن تعود إلى طبيعتها ما لم يفرج عنهم”.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال الإيراني سردار آزمون، الذي يلعب مع نادي باير ليفركوزن الألماني لكرة القدم، إنه لا يستطيع الصمت في مواجهة حالات الوفاة بسبب القمع. وقال عبر شبكات التواصل الاجتماعي: “لا يمكن محو ذلك من ضمائرنا. عار عليكم”.

في غضون ذلك، أفادت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية بأنّ الأجهزة الأمنية اعتقلت الخميس اللاعب السابق في فريق “برسبوليس” لكرة القدم، حسين ماهيني، في إطار رفع المدعي العام شكاوى ضد “بعض المشاهير” بتهمة الحث على “الشغب”.

وكان حسين ماهيني قد علّق على وفاة الشابة أميني بنشر تغريدة مرفقة بصور عنها راقدة على سرير المستشفى، مخاطباً السلطات بالقول: “أكرهكم كراهة”.

كذلك وردت أنباء غير رسمية عن اعتقال المغني شروين حاجي بور، بعد إنشاد أبيات وغنائها عن وضع البلاد.

وذكرت الشرطة بمدينة أرومية غربي إيران أنها اعتقلت عدداً من قادة “أعمال الشغب”، فضلاً عن إعلان الحرس الثوري في مدينة قم الدينية تفكيك واعتقال أعضاء شبكة “لمثيري الشغب”، قائلاً إنهم كانوا ينشرون دعوات على الفضاء الافتراضي لتنظيم “تجمعات غير قانونية”، مع اتهامهم بنشر دعايات ضد النظام.

إلى ذلك، أفادت وكالة “فارس” الإيرانية، بأن منظمة “باسيج أساتذة الجامعات” نظمت حملة جمع تواقيع للتنديد “بتدخل الأعداء” في شؤون البلاد و”أعمال الشغب”، مشيرة إلى أن عدد التواقيع بلغ ستة آلاف.

قبل أيام، هاجم رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إجئي، المشاهير أيضاً، قائلاً إنّ “أولئك الذين اشتهروا من خلال دعم النظام، في الأيام الصعبة، انضموا إلى العدو بدلاً من أن يكونوا مع الشعب، على الجميع أن يعلم أنه يجب عليهم تعويض الأضرار المادية والروحية التي لحقت بالشعب والوطن”.

استدعاء القائم بالأعمال الفرنسي

واستدعت طهران،أمس الخميس، القائم بالأعمال الفرنسي في طهران، في غياب سفير هذا البلد، مستنكرة “تدخل” باريس في شؤون إيران الداخلية، بعدما دانت فرنسا “القمع العنيف الذي يمارسه الجهاز الأمني الإيراني ضدّ التظاهرات” المستمرّة في إيران منذ وفاة مهسا أميني بعد توقيفها من جانب شرطة الأخلاق.

وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان، إنها ترفض تدخل “وزارة الخارجية الفرنسية وبعض المسؤولين الفرنسيين في شؤون إيران الداخلية من خلال تفسيرات خاطئة”.

وقال رئيس الدائرة الأولی لأوروبا الغربية بوزارة الخارجية الإيرانية، وفق ما أوردته وكالة “إرنا”، إنّ المسؤولين الفرنسيين یتبعون لعبة مزدوجة من جهة، من خلال استضافة مجموعات متورطة بشكل مباشر في إثارة “أعمال الشغب” في إيران على مر السنين، ومن جهة أخرى، يدينون قوات الشرطة الإيرانية لتعاملها مع هؤلاء المشاغبین.

واتهم الخارجية الفرنسية بأنّها “حاولت في بيانها دعم مثیري الشغب الذين لم يكن لديهم هدف سوى تدمير الممتلكات العامة وإلحاق أضرار بأموال الشعب الإيراني”، على حدّ قوله.

وتابع: “ربما كانت السلطات الفرنسية قد نسيت كيف تعاملت قوات الشرطة في هذا البلد بقوة مع السترات الصفراء التي عطلت الأمن في هذا البلد”.

ورداً على جزء من بيان فرنسا الذي يشير إلى أنّ الأخيرة والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين، سينظرون في جميع الخيارات الممكنة رداً علی التطورات الأخيرة في إيران، قال إنّ “الجمهورية الإسلامية الإیرانیة لا تتسامح مع التدخل في شؤونها الداخلية، فإنها ستضع الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب على جدول أعمالها من خلال مراقبة مواقف وتحركات الأجانب”.

وأعربت باريس، الاثنين الماضي، عن “إدانتها بأشدّ العبارات القمع العنيف الذي يمارسه الجهاز الأمني الإيراني ضدّ التظاهرات” المستمرّة في إيران منذ موت أميني. وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية نقلته وكالة فرانس برس إنّ “هذا القمع الوحشي أدّى إلى مقتل عشرات المتظاهرين والمتظاهرات في الأيام الأخيرة”، مشيراً إلى أنّ فرنسا تبحث مع شركائها الأوروبيين في “الخيارات المتاحة للردّ على هذه الانتهاكات الجديدة لحقوق النساء ولحقوق الإنسان في إيران”.

شرطة النرويج: محتجون يحاولون اقتحام سفارة إيران

إلى ذلك، قالت الشرطة النرويجية، اليوم الخميس، إنّ عدة أشخاص حاولوا اقتحام السفارة الإيرانية في أوسلو، خلال احتجاج غاضب شهد إصابة شخصين بجروح طفيفة. وأضافت الشرطة أنه جرى نشر “موارد كبيرة”، وتمت السيطرة على الوضع. ولم تتضح هوية المصابين حتى الآن، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى