الشيخ كمال خطيب: منع أهل الداخل من دخول الأقصى يعكس قلق الاحتلال من دورهم

قال الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، إن “منع قوات الاحتلال لأهل الداخل من الوصول إلى باحات المسجد الأقصى، يعكس حقده على دورهم الكبير، لأنه يعلم بأنهم أصبحوا خط الدفاع الأول عنه”.
وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي العشرات من أبناء الداخل الفلسطيني من الدخول للمسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال إلى المسجد، مع بدء الأعياد اليهودي.
ورابط العشرات من أهل الداخل، أمس الاثنين ممن مُنعوا من الدخول للمسجد على أبوابه، رافضين مغادرة المكان.
وشدد الشيخ كمال خطيب في تصريحات صحفية على أن “الجميع يعلم أنه لم يعد للأقصى بعد الله، وفي ظل حصار غزة ومنع أهل الضفة من الوصول إليه، إلا أهل القدس والداخل القادرين على الوصول إليه”.
وأكد أن الاحتلال “يحقد على أهل الداخل ويعتبرهم خط دفاع خطير عن الأقصى، منذ هبة القدس والأقصى في أيلول عام 2000، التي تلاحموا فيها مع أهل القدس ودافعوا عن المسجد، وارتقى منهم 13 شهيدًا”.
وأوضح “لذلك فإن النظرة الإسرائيلية لأهل الداخل عدائية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأقصى والقدس، لأن الاحتلال يعلم جيدًا بأنهم خط الدفاع الأول عنه”.
ونوه إلى أن الاحتلال يريد من منع أهل الداخل إضعاف أعداد المرابطين في المسجد، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال.
كما قال: “هذا يؤكد دورهم المبارك والشرف الكبير الذي يعتبرونه أهل الداخل، في أنهم خط الدفاع عن المسجد، بالرغم من الظروف والممارسات والإجراءات التي يواجهونها”.
كما شدد الخطيب على أن الرباط في الأقصى عبادة بالنسبة لأهل الداخل، وشيء لا يُشترى بالمال ولا يعوضه شيء.
وقال إن خيارات أهل الداخل ذات طابع نضالي تجاه المسجد الأقصى في كل المواسم وفي الأوقات الطبيعية، وهم يريدون بهذا الدور تثبيت حقيقة أن الأقصى للمسلمين فقط، وأنه لا يوجد شيء اسمه هيكل ولا حائط مبكى، بل حائط براق.
وتعقيبًا على حادثة الاعتداء على الشيخ أبو بكر الشيمي، أبرز رموز المرابطين من أهل الداخل بالأقصى، قال الخطيب “إن الاحتلال اعتدى عليه وجش رأسه، لأنه يعلم بأن هذا رمز وقدوة للمرابطين”.
وتابع: “بمقابل الاعتداء عليه أبعدوا مرابطات وهم يبعدون عشرات الشبان من الداخل عن الأقصى، لأن دورهم بات معروفًا ومباركًا، ولن يتم التنازل عنه”.
ووصف خطيب ما يجري في الأقصى بأنه تطور نوعي وخطير في اقتحاماته، بأن يتم الدعوة لاقتحامه ومن ثم الصلاة فيه بالمئات والنفخ بالبوق، في أيام متتالية، بما يسمى أعياد اليهود التي تتواصل حتى مطلع أكتوبر.
وحذر من “أن ما جرى أمس الاثنين في الأقصى هو يمثل مشهد لكل أيام الشهر القريب، خاصة وأن كل الأحزاب والحكومة الإسرائيلية عينها من خلال هذه الإجراءات والانتهاكات على الانتخابات التي ستجري في نوفمبر القادم”.
بالتالي فإن أحزاب الاحتلال وخاصة الحزب الحاكم بقيادة يائير لابيد، تريد أن تجعل من المواقف العدوانية في الأقصى، وسيلة لجلب الناخب الإسرائيلي للتصويت في الانتخابات، وهذا ما بدا واضحًا في قرارات لابيد الأخيرة، مريدًا بذلك أن يكون أكثر تطرفًا من خصمه بنيامين نتنياهو، على حساب الفلسطينيين.
وجزم خطيب بأن كل ما يفعله الاحتلال لمحاولة التفرد بأهل القدس، ومنع خط الدفاع المتبقي لهم من أهل الداخل، لن يفلح فيه.



