أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتمحلياتومضات

الشيخ كمال خطيب يواصل شهادته حول “الانقسام”  الذي وقع في الحركة الإسلامية بعد انتخابات الكنيست عام 1996

– ما يحصل الآن يؤكد صواب قراءتنا واجتهادنا. لذلك أحمد الله على نعمة الانقسام ورغبتنا في تصويب المسار والحفاظ على ماء وجه المشروع الإسلامي الذي جعله هؤلاء محل تندر من الحزب الشيوعي وغيره

– اتُهمت انا والشيخ رائد بأننا نريد شق الصف بتوجيهات من حركة حماس

 

 

كشف الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، أن تيار المشاركة في انتخابات الكنيست داخل الحركة الإسلامية بقيادة المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش، قبل الانقسام الشهير، سارع بعد المؤتمر العام للحركة الإسلامية يوم 25/3/1996، إلى القيام بخطوات متسارعة من أجل خوض انتخابات الكنيست مع أحد الأحزاب العربية وفي نفس الوقت عمل على تحييد التيار الرافض لانتخابات الكنيست بقيادة الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب.

واستأنف خطيب سرده تسلسل الأحداث التي مرّت على الحركة الإسلامية قبل انتخابات الكنسيت بتاريخ 29/5/1996، وذلك ضمن حلقة أخرى من سلسلة حلقات برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني والذي يبث عبر قناة “موطني 48” على “يوتيوب” وصفحة الموقع على “فيسبوك” والصفحة الرسمية للشيخ كمال خطيب على “فيسبوك”.

 

نوايا مبيتة وتحركات متسارعة

 

يقول خطيب: “بعد يوم واحد من صدور نتائج المؤتمر العام بتاريخ 25/3/1996 والتي كانت بفارق صوت واحد لصالح المشاركة في انتخابات الكنيست، جاءنا أخوة من المسؤولين في الحركة من منطقة عكا والشاغور والناصرة، وقالوا لنا “صحيح أن نتائج المؤتمر صدرت ولكن يأبى ضميرنا إلا أن نحدثكم بما حصل قبل انعقاد المؤتمر، لقد بادر عباس زكور في عكا ومحمد بدران في منطقة الشاغور ومحمد دهامشة في منطقة سخنين إلى جمع الأخوة المسؤولين في مناطقهم وقالوا نريد أن نطلعكم على أمر خطير جدا تترتب عليه نتائج التصويت في المؤتمر، وهو ان الشيخ رائد والشيخ كمال يعملان بتوجيهات من حركة حماس””.

يتابع “هؤلاء الأخوة الذين أخبرونا بذلك ونظرا لطبيعة التزامهم لم يحدثونا عن هذا الأمر قبل المؤتمر، ولكن بعد ما حصل خلال المؤتمر تحدثوا وقالوا “ظننا أن ما قاله الأخوة صحيحا وأنكم (الشيخ كمال والشيخ رائد) تريدان شق صف الحركة الإسلامية لصالح جهة خارجية (حماس)””.

أكمل الشيخ كمال خطيب “بناء على هذه المعلومات طالبنا بعقد المؤتمر العام مرة أخرى، وإذا بأي طلب منا حول هذا الأمر يلقى به عرض الحائط. حينها أصدرنا أنا والشيخ رائد صلاح بيانا بعدم التزامنا بالقرار وعدم الالتزام بالمشاركة في انتخابات الكنيست، ولكن لم تكن لدينا نية أبدا لشق الصف والدليل أنه لم نعلن عن جسم جديد إلا في عام 1997 أي بعد انتخابات الكنيست، وذلك بعد فشل كل محاولاتنا لرأب الصدع داخل الحركة الإسلامية”.

 

محاولة تحييد الرافضين

 

وبيّن خطيب كذلك “تبين بعد المؤتمر بيومين قيام وفد مكون من إبراهيم صرصور وتوفيق خطيب وجمعة القصاصي بالتوجه إلى أحمد الطيبي لتسليمه دعوة للتفاوض من أجل الانضمام لقائمته في الكنيست، ولكنهم في النهاية انضموا للحزب العربي الديموقراطي بقيادة عبد الوهاب دراوشة. هذا التحرك الفوري بعد صدور نتائج المؤتمر العام لصالح المشاركة بصوت واحد، يدل أن هذه التحركات والإجراءات المتسارعة سبقت المؤتمر. في أعقاب هذه التطورات دعونا إلى اجتماع لمجلس الشورى بتاريخ 28/3/1996، وخلال الجلسة تقدّم توفيق خطيب من جلجولية (اصبح لاحقا عضوا في الكنيست عن الحركة الجنوبية ثم تحول بعد ذلك إلى عضو في حزب ميرتس الصهيوني!!) باقتراح أن يتم تعيين نائب لرئيس الحركة هو عباس زكور رغم وجود مسؤول لكل الجليل هو كمال خطيب!! بالتالي لم تكن المسألة فقط خوض انتخابات الكنيست وإنما بداية تحييد لكل من كانوا ضد المشاركة في انتخابات الكنيست.. عندما سمعنا هذا التوجه غادرنا الاجتماع وبدأنا الترتيب لإصدار بيان وكان بعنوان “نداء الحق””.

يرى نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، أن تداعيات انخراط الحركة الجنوبية في الكنيست باتت واضحة اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل مقايضة نهج منصور عباس الثوابت بالميزانيات.

 

جعلوا المشروع الإسلامي محل تندر من الحزب الشيوعي وغيره!!

 

في هذا الصدد يضيف الشيخ كمال “ما يحصل الآن يؤكد على صواب قراءتنا واجتهادنا. لذلك أحمد الله على نعمة الانقسام ورغبتنا في تصويب المسار والحفاظ على ماء وجه المشروع الإسلامي الذي جعله هؤلاء محل تندر من الحزب الشيوعي وغيره”.

أمّا حول أسباب هرولة المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش باتجاه المشاركة في الكنيست، يشير الشيخ كمال إلى أن السلطة الفلسطينية برئاسة الراحل ياسر عرفات كان لها دور في ذلك بعد قدوم عرفات إلى الأراضي المحتلة في أعقاب “اتفاق أوسلو”.

ويؤكد أيضا “وجود دور للمؤسسة الإسرائيلية نفسها ولرئيس الوزراء الأسبق شمعون بيرس فيما آلت إليه الأمور، وهناك أمور لا تزال في سري لن أفصح عنها الآن، أدعها لله ثم للأيام”.

بالعودة إلى التداعيات بعد إصدار الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال خطيب بيان “نداء الحق” المشهور، يقول خطيب: “المناخ كان صعبا على الجميع بعد البيان، فالكل كان يعلم موقع ووزن كمال ورائد في الحركة دون طبعا الانتقاص من دور أي أخ، بالتالي هذا جعل الجميع يدرك أن هناك وضعا جديدا في الحركة، لذلك كانت هناك تحركات من أخوة خيرين لمحاولة لملمة الأمور، ولكن لم تصل إلى نتيجة”.

وحول حقيقة ادّعاء المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش أن المرحوم الشيخ أحمد ياسين بارك خطوة المشاركة في الكنيست، ردّ خطيب بالقول “بأذني سمعته يتحدث- رحمه الله- عن توصية ورأي من الشيخ أحمد ياسين بجواز المشاركة في انتخابات الكنيست وكان يقول إنها في جيبه، ولكننا لم نرها يوما مع أننا كنّا شركاء في إدارة الحركة الإسلامية”.

وحول ما تعرض له الشيخان رائد وكمال بعد إعلانهما عن تصحيح المسار، قال “هوجمنا بمقالات وكتابات تنضح حقدا ولا زلت احتفظ بها لأنها تشكل تاريخا أسود في أن يهاجم أخ أخاه بمصطلحات وألفاظ سوداء، ومن تصدّر المشهد في الهجوم علينا وتمادوا في الإساءة كانوا: إبراهيم صرصور ومحمد سعيد ريان من كابول، حيث تعرضوا لأشخاصنا وعائلاتنا، والله سبحانه وتعالى سيحكم بيننا وبينهم يوم القيامة”.

وتطرق الشيخ كمال إلى ما حصل يوم كشف الشيخ رائد صلاح عن الانفاق والحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى المبارك، وكيف قوبل هذا الأمر بعدم التصديق من الشيخ عبد الله نمر وآخرين واتهموا الشيخ رائد بالمبالغة إلى أن جاء مطلع أيلول عام 1996 حين قام نتنياهو بافتتاح نفق “الحشمونئيم” واندلعت ما باتت تعرف بهبة النفق، وقامت الحركة الإسلامية حينها بتنظيم مهرجان الأقصى في خطر وتحريك العالم والرأي العام العربي والإسلامي بخصوص ملف الأقصى.

وقال الشيخ كمال خطيب إن فترة تصحيح المسار التي قادها والشيخ رائد صلاح شهدت ازدهارا منقطع النظير على صعيد بناء المؤسسات الإسلامية الداعمة لقضايا شعبنا في مختلف المجالات.

وفي حديثه عن المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش وتجاوزاته الكثيرة، يقول الشيخ كمال: “لا شك هناك صعوبة في الحديث عن شخص رحل عن دنيانا. وهناك الكثير من الكلام الذي لم اكتبه او اذكره في كتابي “نبش الذاكرة”. لكننا في النهاية نتحدث عن دعوة أوصلها هؤلاء إلى الحضيض حيث يشاركون الآن في حكومة مع المستوطنين، لذلك كان لا بد من الحديث، فالحركة ليست ملك الشيخ عبد الله ولا ملك أي إنسان، صحيح أن الحركة الإسلامية الآن حظرت، لكن هذا التاريخ هو تاريخ مشروع له بعده العالمي، فإن ظلمت أحدا وفي مقدمتهم الشيخ عبد الله سأقف بهذا الأمر بين يدي الله تعالى وأكون خصمه، ولو تجاوزت بحرف واحد، غفر الله لنا وله”.

شاهد الحلقة هنا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى