تطورات حرب أوكرانيا: تقديرات غربية بـ”ضعف” روسيا بعد إعلانها التعبئة

قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، إنه ستكون هناك عواقب إضافية إذا ضمّت روسيا أجزاء من أوكرانيا، وذلك بالوقت الذي يعتزم فيه زعماء نصّبتهم موسكو في مناطق محتلة بأربعة أقاليم أوكرانية إجراء استفتاءات على الانضمام إلى روسيا.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، اليوم الأربعاء، إنّ إعلان روسيا تعبئة القوات من أجل الحرب في أوكرانيا، يعد اعترافاً من رئيسها فلاديمير بوتين بأن “غزوه يفشل”.
وأضاف والاس في بيان: “بوتين ووزير دفاعه أرسلا عشرات الآلاف من مواطنيهما إلى حتفهم نتيجة سوء الإعداد والقيادة”. وتابع: “لا يمكن لأي قدر من التهديدات والدعاية أن يخفي حقيقة أنّ أوكرانيا تربح هذه الحرب، وأنّ المجتمع الدولي متحد، وأنّ روسيا أصبحت منبوذة عالمياً”.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيغان، لشبكة “سكاي نيوز”، إنّ خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، يمثل تصعيداً مقلقاً ويجب أخذ التهديدات التي وجهها فيه على محمل الجد.
وأضافت “علينا بكل وضوح أن نأخذ الأمر على محمل الجد لأننا لا نسيطر على الوضع ولست متأكدة من أنه يسيطر على الوضع أيضاً. هذا تصعيد واضح”.
وكان بوتين قد قال في وقت سابق إنّ لدى روسيا “الكثير من الأسلحة للرد” على ما وصفها بتهديدات غربية وقال إنه لا يمزح.
وقال نائب المستشار الألماني روبرت هابيك، اليوم الأربعاء، إنّ التعبئة الجزئية للجيش التي أمرت بها روسيا، هي تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا تدرس الحكومة الألمانية الرد عليه.
وأضاف أنها “خطوة أخرى سيئة وخاطئة من روسيا، والتي بالطبع سنناقشها ونتشاور بشأنها سياسياً فيما يتعلق بكيفية الرد”.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنّ روسيا ستستدعي 300 ألف جندي احتياطي لتعزيز قواتها في أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ هذا لا يمثل سوى جزء ضئيل من عدد الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم في البلاد.
وقال رداً على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية حول عدد الأشخاص الذين سيتم استدعاؤهم بعد إعلان فلاديمير بوتين تعبئة جزئية: “سيتم استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط”. وأكد الوزير أنّ لدى روسيا القدرة على استدعاء نحو 25 مليون شخص.
حثت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف بعد أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بشأن ما وصفه “بالابتزاز النووي”.
وقال المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين، في إفادة إعلامية دورية، إنّ موقف الصين بشأن أوكرانيا “ثابت وواضح”.
إلى ذلك، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك، اليوم الأربعاء، إن التعبئة الروسية كانت خطوة متوقعة وستثبت أنها لا تحظى بشعبية كبيرة وتؤكد أن الحرب لا تسير وفقا لخطة موسكو.
وأضاف أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول تحميل الغرب مسؤولية بدء “حرب غير مبررة” والوضع الاقتصادي المتدهور في بلاده.
روسيا تقر بمقتل 5937 جندياً روسياً في أوكرانيا
أقرّت روسيا الأربعاء بمقتل 5937 جندياً روسياً منذ بدء غزوها لأوكرانيا نهاية فبراير/شباط وهي حصيلة أقل بكثير من التقديرات الأوكرانية والغربية.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في مقابلة مع محطة “روسيا-24” التلفزيونية “خسائرنا حتى اليوم بلغت 5937 قتيلاً”، مؤكداً بعد دقائق إعلان الرئيس فلاديمير بوتين تعبئة جزئية أنّ روسيا تقاتل “الغرب أكثر مما تقاتل أوكرانيا”.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، بأول تعبئة للجيش في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، منذراً الغرب أنه إذا استمر فيما وصفه “بالابتزاز النووي” فإنّ موسكو سترد بكل القوة التي لديها في ترسانتها الضخمة.
ويشكل التحذير الصريح من بوتين، الذي تمتلك بلاده رؤوساً نووية أكثر حتى مما لدى الولايات المتحدة، أكبر تصعيد في الصراع منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وقال بوتين في خطاب بثه التلفزيون الروسي “إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية شعبنا، هذا ليس خداعاً”.
واتهم بوتين الغرب بالتآمر لتدمير روسيا وقدم دعمه الصريح والعلني لإجراء استفتاءات في مناطق شاسعة من أوكرانيا باتت خاضعة للقوات الروسية فيما ستعد خطوة أولى صوب ضم تلك المناطق رسمياً لبلاده.
وتسببت الحرب، التي أدت لأسوأ مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962، في مقتل عشرات الآلاف وأطلقت العنان لتضخم جامح أثر بشدة على الاقتصاد العالمي.
وأضاف بوتين أنه وقع مرسوماً بالتعبئة الجزئية. وتبدأ عملية التعبئة على الفور وتسري على أي فرد خدم جندياً محترفاً في روسيا ولا تشمل المجندين.
الناتو يدعو لإدانة “الاستفتاءات” المزمع تنظيمها شرقي أوكرانيا
دعا أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، المجتمع الدولي لإدانة الاستفتاءات “الصورية” المزمع تنظيمها في مناطق الانفصاليين في أوكرانيا.
وقال ستولتنبرغ، عبر “تويتر”: “الاستفتاءات الصورية ليست لها شرعية ولا تغير طبيعة العدوان الروسي على أوكرانيا”، في إشارة إلى إعلان ممثلي المقاطعات الأربع المدعومة من روسيا شرقي أوكرانيا عزمهم تنظيم استفتاءات للانضمام إلى الفيدرالية الروسية، في وقت لاحق هذا الأسبوع.
ووصف ستولتنبرغ الخطوة بأنها “تصعيد في حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”. كما حث أمين عام الحلف المجتمع الدولي على “إدانة هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي وزيادة الدعم لأوكرانيا”.



