أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتومضات

الشيخ كمال خطيب في “هذه شهادتي”: تحدث عن تربية الأولاد.. مهام الإمام والداعية.. كفر كنا ومشاريع العمل الإسلامي وانطلاق “الحركة الإسلامية”

طه اغبارية، عبد الإله معلواني

تابع الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ونائب رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليا، الإدلاء بشهادته في حلقة أخرى من حلقات برنامج “هذه شهادتي” مع الإعلامي عبد الإله معلواني، وذلك عبر شاشة “موطني 48”.

محطة فارقة

روى الشيخ كمال خطيب، حكايته وزوجه أم معاذ، وانتقالهما بعد أسابيع قليلة من الزواج من بيت الزوجية المتواضع في العزير إلى قرية كفر كنا، حيث شغل خطيب إمامة مسجد “عمر ابن الخطاب”.

يقول “كان ذلك يوم 14 أيلول/ سبتمبر عام 1983، الابن كمال وزوجه يودّعان الوالدين في الطريق الى كفركنا. لحظة مؤثرة ومحطة فارقة، بعد 4 سنوات في الجامعة ومثلها في الثانوية بالناصرة، ينتقل كمال ليكون اماما في كفر كنا في مسجد عمر ابن الخطاب، بعد ثلاثة أسابيع من الزواج، كان الأمر في غاية الصعوبة حيث المجهول القادم الذي لم اعرف ملامحه”.

كيف وجد قانا الجليل؟ أكمل خطيب “لا شك أن هذه البلدة حوت الكثير من الخير، يشرب من مائها مسلمون ومسيحيون من أبناء شعبنا، ودور أبنائها في مواجهة الاستعمار البريطاني يشهد له، على أرضها ارتقى العديد من الشهداء زمن النكبة، كما قدّمت الشهيد محسن طه في يوم الأرض والشهيد محمد خمايسي في هبة القدس والأقصى”.

وأكد أن من أسباب توفيق الله له في كفر كنا أن أهلها “ميزتهم التفاني في خدمة القضية التي يؤمنون بها”.

وكشف أن من بنى منبر مسجد “عمر ابن الخطاب” هو السيد جمال بلان “أبو يوسف”، وهو من الأهل المسيحيين في كفر كنا، معتبرا ما انجزه “آية فنية جزاه الله خيرا”. كما قال.

وقال إن قرب العزير من كفر كنا، ساهم بالتخفيف عنه وزوجه، من خلال زيارات الوالدين، “ودفء الأهل في كفر كنا الذين أحاطوني وزوجتي بشعور الأبوة كان سببا آخر في التغلب على البعد عن مسقط الرأس، خاصة زوجتي البعيدة عن أهلها”.

وتحدث خطيب عن العلاقات الحميمية التي ربطته وزوجه بجيران المسجد في كفر كنا، داعيا إلى إحياء التواصي بالجار في هذا الزمن حيث الظروف الاجتماعية السيئة.

واستذكر علاقته بالمرحوم الشيخ سالم الصقر (كان إماما لمسجد كفر كنا من عام 1948) وكيف كان يستقبله بالقول “مرحبا خالي” نظرا لأن أخواله من عائلة عمر في قرية العزير، مشيرا إلى أن المرحوم الصقر كان موسوعة وعلامة في الأنساب وأن ابنه عمر كان أستاذ الشيخ كمال في الصف الثالث وأن ابنه الشيخ خالد اشغل لسنوات إدارة الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا.

كما أفرد مساحة للحديث عن الحاج كمال يوسف أمارة وزوجته “راضية” واولادهما عصمت وعصام ومصطفى ورحيم، وكنوا جيرانه في منطقة مسجد عمر ابن الخطاب، مشيرا إلى الحاج كمال قدّم قطعة الأرض التي بني عليها المسجد ثم قدم لاحقا قطعة أخرى لتوسعة المسجد بعد أن ضاق بالمصلين.

وبهذا الصدد، حثّ الشيخ كمال خطيب أهل الأموال والأراضي على الإكثار من التبرع ووقف الأراضي لمشاريع الخير، لما في ذلك من تعزيز للتكافل المجتمعي.

 

قانا في ظل الصحوة الإسلامية

ومضى الشيخ كمال خطيب في شهادته متحدثا عن الأوضاع في كفر كنا كغيرها من البلدات العربية في تلك الحقبة، وكيف مارست المؤسسة الإسرائيلية سياسة تفكيك المجتمع العربي وإشغاله بالعصبيات والنزعات العائلية وتشجيع الانتماء للأحزاب الصهيونية، وقال إن “الطرح الإسلامي ساهم بتغيير الحال إلى الأفضل في كفر كنا وسائر البلدات العربية، بالرغم مما تعرض له هذه الطرح من طعن من قبل الحزب الشيوعي الإسرائيلي والذي كان متفردا في الساحة العربية”.

للتخفيف من حدة الاستقطاب العائلي والنزعات العصبية التي عادت هذه الأيام، اعتبر الشيخ كمال أن “الحل الإسلامي هو الحل والتنشئة الايمانية هي الحل وفي غيرها يكون الشتات والتفكك، من حق كل واحد أن يعتز بعائلته ونسبه، ولكن لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى والعائلة يجب توظيفها ضمن الفهم الإسلامي فقط”.

تطرق إلى دوره وزوجته “ام معاذ” في الحقل الإسلامي، عبر إلقاء الدروس في كفر كنا وخارجها، مؤكدا أن دور إمام المسجد لا يقتصر على إمامته للناس بالصلاة والخطبة على منبر المسجد، بل يجب أن يكون يشع بالخير على الناس في كل مجالات الحياة، لافتا إلى دوره وأبناء العمل الإسلامي في كفر كنا ببناء العديد من المؤسسات والمراكز الإسلامية والمدارس وتنظيم معسكرات العمل التي أسهمت في العديد من المشاريع الجبارة داخل البلدة، منها المكتبة الإسلامية، والعيادة، ومدرسة المعالي، والمركز الإسلامي، وغيرها الكثير من المرافق.

 

تسنيم ومعاذ

في شهادته، تحدث الشيخ كمال خطيب عن مشاعره وزوجته يوم قدوم المولود الأول، الابنة تسنيم عام 1984، ثم مولد الابن معاذ في العام 1985، وقال “إن المشاعر بقدوم الابنة تسنيم لم يكن بالإمكان وصفها وبعدها بعام رزقنا بمعاذ، وهو صاحب بصمات معروفة في الفكر الإسلامي” مشيرا إلى أن قدوم المولودين في السنوات الأولى للاستقرار في كفر كنا أضاف بصمة على حياة كمال وزوجته”.

وأوصى الدعاة بالموازنة بين الاهتمام بحياة الناس وبين تربية الأبناء، وقال “لا يعقل أن ندعو الناس إلى أن يكون قدوات حسنة ونقصر نحن كدعاة في تربية أبنائنا”.

 

انطلاق الحركة الإسلامية

حول تاريخ انطلاق الحركة الإسلامية بشكل رسمي، شهد الشيخ كمال أن الصحوة الإسلامية بقيت ضمن أطر محلية في كل بلدة وبلدة حتى العام 1985، وأنه في هذه الفترة التقى العديد من أبناء الصحوة الإسلامية في الداخل ومن بينهم الشيخ عبد الله نمر درويش والشيخ رائد صلاح وغيرهما من رموز العمل الإسلامي في الداخل، ثم جرت هيكلة الصحوة وإطلاق اسم الحركة الإسلامية على مجمل العمل الإسلامي في الداخل وجرى تكليف المرحوم الشيخ عبد الله نمر درويش برئاستها.

شاهد الحلقة من هنا :

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى