الدعوة لاستثمار “مواجهات الأقصى” لتوجيه بوصلة المشروع الوطني الفلسطيني
دعا قادة فصائل وشخصيات وطنية وأهلية، إلى استثمار الهبة الشعبية في وجه إجراءات الاحتلال الاسرائيلي بحق المسجد الأقصى، للعمل على توحيد الصف الفلسطيني، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني والنهوض به.
وأكد ممثلو وقيادات الفصائل والمؤسسات الأهلية، خلال ندوة سياسية نظمها مركز المستقبل للدراسات والأبحاث، أمس الأحد تحت عنوان “المشروع الوطني الفلسطيني.. إلى أين؟”، بمدينة غزة، ضرورة إعادة توجيه البوصلة لمشروع التحرير، ودعوا إلى تشكيل مجلس وطني منتخب، وحكومة وحدة وطنية للخروج من الحالة الفلسطينية المتشرذمة.
النهوض بالمشروع الوطني
وقال القيادي في حركة “حماس”عصام الدعاليس: إن خيارات النهوض بالمشروع الفلسطيني، تتمثل بتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس ديمقراطية تشمل الكل الفلسطيني وتحفظ الحقوق الفلسطينية، والالتزام بما اتفق عليه في القاهرة، وتشكيل مجلس وطني منتخب، وإجراء انتخابات للكل الفلسطيني.
ودعا الدعاليس خلال كلمته إلى تشكيل جبهة وطنية تضم كل مكونات الشعب الفلسطيني، لإنقاذ القضية الفلسطينية، واعتماد خطة عمل محددة، وترتيب البيت الفلسطيني وإطلاق مشروع وطني شامل مقاوم للاحتلال؛ “شعب مقاوم لتحرير أرضه ووطنه”.
وأكد القيادي في حماس، عدة أسس وثوابت للخروج من الحالة الفلسطينية الراهنة، أهمها التمسك بالثوابت الفلسطينية وعدم تجزئتها ووحدة الشعب الفلسطيني بالكامل وقدسية حق عودة اللاجئين والقدس والتمسك بالمقاومة طريقًا للتحرر من الاحتلال.
البناء على وثيقة الوفاق الوطني
بدوره دعا القيادي في حركة فتح صلاح أبو ختلة إلى التفاف الجميع حول المشروع الوطني الفلسطيني، مشيرا إلى أنه يمكن البناء على وثيقة الوفاق الوطني للخروج من الحالة الراهنة.
وأضاف “إذا توافقنا على أن وثيقة الوفاق الوطني هي المنطلق لنا، لا يوجد لدينا خلاف حينه، وعلينا أن نتمسك بالوحدة الوطنية والذهاب للانتخابات”.
وقال: “علينا أن نستغل الهبة بالقدس للانطلاق نحو العودة للمشروع الوطني الفلسطيني وتوحيد جهودنا نحو مواجهة المحتل”.
رفض أوسلو
من جانبه، أكد أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الشعب الفلسطيني لا يقبل الخضوع والابتزاز في ملحمته البطولية على بوابات الأقصى، مشددا على أن اتفاقية أوسلو كانت وما تزال الأخطر على مشروعنا الوطني.
وقال “من الوهم أن نتحدث عن دولة في حدود 1967؛ لأن اتفاقية أوسلو أعطت الاحتلال المبرر والتغول في الاستيطان على أرضنا وليتحدث عن القدس عاصمة أبدية لدولة (إسرائيل)”.
وأضاف أن “اتفاقية أوسلو كرست الانقسام الفلسطيني، حيث يتفرد رئيس السلطة محمود عباس بالقرار الوطني الفلسطيني، وهذا ما أكدته الأحداث لكونه صاحب السلطة الوحيدة والمقررة، مشيراً إلى أن دور السلطة الوحيد هو الحفاظ على أمن العدو.
محددات الخروج من الأزمة
من جهته، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: “إن محددات الخروج من الأزمة الفلسطينية الحالية يجب أن تكون وفق برنامج سياسي وطني، يشارك الكل فيه من أجل وضع قاسم مشترك للجميع”.
وأكد أبو ظريفة ضرورة تشكيل حاضنة حقيقية تنظيمية وسياسية لهذا البرنامج من أجل إعادة الاعتبار لمشروع التحرر الوطني، وأن تكون هذه الحاضنة منظمة التحرير الفلسطينية بعد إعادة بناء ركائزها، إلا فإنها على حالها تضعف المشروع الوطني بسبب استحواذ السلطة الفلسطينية عليها.
وأضاف “الشراكة لا تتحقق إلا على احترام قرارات الكل الفلسطيني، وانطلاقاً من شراكة الدم علينا احترام القرارات”.
من جانبه، دعا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أسامة الحاج أحمد، إلى وجوب الاستفادة من الحالة الشعبية الراهنة للخروج من الانقسام وتحقيق الوحدة، وسحب اتفاقية “أوسلو”، ووقف “التنسيق الأمني” مع “إسرائيل”.
وطالب أحمد بِعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ للعمل على إعادة ترتيبها بمشاركة الجميع، خطوةً لإعادة الاعتبار للمفاهيم الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها أن الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني، والتجهيز لانتخابات رئاسية وتشريعية.