أخبار رئيسيةتقارير ومقابلاتعرب ودوليمقالات

مقال بفورين أفيرز: الإسلاموفوبيا تحرق جسر ناريندرا مودي الممتد إلى دول الشرق الأوسط

كشف مقال تحليلي -نُشر في صحيفة “فورين أفيرز” (Foreign Affaires)- عن أن الهند شهدت ارتفاعا ملحوظا في حجم وحدّة خطاب الكراهية والعنف الموجه ضد المسلمين منذ وصول رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي “بهاراتيا جاناتا” إلى السلطة عام 2014.

وذكر المقال -الذي حرره كل من ساميت غانغولي ونيكولاس بلاريل- أن التصريحات المسيئة لمقدسات الإسلام التي صدرت عن مسؤولين في حزب مودي هددت بإفساد العلاقة بين الهند ومعظم دول الشرق الأوسط؛ إذ تسببت تلك التصريحات في وقوع احتجاجات وأعمال شغب داخلية، إلى جانب صدور بيانات منددة واحتجاجات رسمية من قبل دول خليجية.

وبيّن المقال أن مودي كان رئيس الوزراء الوحيد الذي زار قطر والسعودية والإمارات وإيران وإسرائيل في فترة ولاية واحدة، وعمل على تأمين احتياجات بلده من النفط والغاز من الشرق الأوسط، علما بأن نحو 9 ملايين هندي يعملون ويقيمون بالخليج.

خطر

وأوضح الكاتبان أن هذا التعاون الاقتصادي غير المسبوق تعرض لهزات قوية بعد رعاية الدولة والحزب الحاكم في الهند للإسلاموفوبيا في الداخل. وبينما كان العالم الإسلامي -في ما سبق- يكتفي بالتعبير عن إدانته الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون في الهند، فإن العلاقات الثنائية شهدت منحدرا خطرا منذ الإساءة العلنية لرسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم).

وحاولت نيودلهي محاصرة ما جرى والسيطرة على الأضرار التي حصلت بإعلانها أنها تولي الاحترام الواجب لجميع الأديان، لكن مثل هذه التصريحات الدبلوماسية -كما يؤكد المقال- ليست كافية لمنع تأثر علاقاتها سلبا مع دول الخليج.

وأبرز المقال أن حجم التنديد بالتصريحات المسيئة لمقدسات الإسلام كان كبيرا هذه المرة، إذ استدعت عدة دول خليجية وإيران سفراء الهند لديها للاحتجاج رسميا، إلى جانب إصدار بيانات استنكار شديدة اللهجة، مما دفع حكومة مودي للتحرك بسرعة، والتبرؤ من تصريحات القيادييْن بالحزب، وطرد أحدهما من عضوية التنظيم وتعليق عضوية الآخر.

وحسب الكاتبين، فإن رد فعل مودي وحزبه كان لافتا، إذ كانوا في السابق “يترددون” في كبح جماح الإسلاموفوبيا رغم صدور تصريحات مهينة للمسلمين من قبل مسؤولين بارزين، والإساءة المباشرة لمقدسات الإسلام وأماكن عبادتهم كما جرى في “مسجر بابري” في بداية تسعينيات القرن الماضي، لكن الحكومة لم تكن تتحرك بسرعة ضد تلك التصريحات التي لم تكن تثير ردود فعل قوية من قبل الدول الإسلامية، عكس ما جرى في الآونة الأخيرة.

وحرص مودي منذ وصوله للسلطة على تعزيز علاقات بلده مع دول الخليج والشرق الأوسط، وهي عملية بدأت مع سلفه مانموهان سينغ، إذ يأتي ثلث واردات الهند من النفط من دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن دولة قطر هي المورد الرئيسي للغاز الطبيعي للهند. وقدر حجم التجارة الثنائية مع دول الخليج بنحو 154 مليار دولار في 2021-2022.

وأكد المقال أن حكومة مودي تأمل أن تعزل شراكتها الإستراتيجية مع دول الخليج عن الأحداث السياسية الداخلية، لكنه أوضح أن هذا النهج قد لا يتحقق، بسبب احتقان الأوضاع داخليا، وصعوبة السيطرة على وجهات النظر الداخلية بخصوص المواضيع التي تثير التوتر الطائفي في الهند.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى